تشجيع الإنتاج والتصدير ?كلام ساكت?

مجلس وزراء حكومة ولاية الخرطوم قال إن 70 بالمائة من حجم الصناعة في السودان موجود في ولاية الخرطوم، لكنه لم يذكر الإحصائية الأخرى الموثقة في أخبار القطاع الصناعي العام الماضي، وهي أن 70 بالمائة من المصانع في السودان قد توقفت عن العمل.
وما بين السبعين بالمائة الأولى الأخف وطأة، وهي سبعين مركزية الصناعة، وتلك السبعين بالمائة الثانية والخطيرة، تتلخص أزمة القطاع الصناعي في السودان، التي لا يمكن معالجتها ولائياً، بل تحتاج إلى معالجة كلية، تنظر في أسباب عدم قدرة المنتجات السودانية على المنافسة، ليس في السوق العالمي فقط، بل عدم قدرة المنتج الصناعي السوداني على المنافسة في السوق المحلي نفسه.
وهذا هو الوجع المؤلم، والمفارقة المضحكة أنك تستطيع الآن أن تستورد (سيراميك) من مصر عبر الطريق البري، وبرغم أنه يقطع مئات الكيلومترات من مدن مصر حتى يصل الخرطوم، لكنه يصل بتكلفة أقل بكثير من كلفة السيراميك المصنوع في السودان والمصنع داخل ولاية الخرطوم!!
كذلك الكثير من مواد البناء والسلع الأخرى التي يتم استيرادها من خارج السودان، وتتفوق على المنتج السوداني بالمنافسة بأسعار أقل!!
هذه مشكلة كبيرة وعاهة خطيرة في الاقتصاد والقطاع الصناعي السوداني اسمها كلفة التشغيل والإنتاج العالية، التي تملك الحكومة قرار معالجتها بتخفيض تكاليف الإنتاج في القطاع الصناعي، من كهرباء وطاقة ورسوم وضرائب.
لا يمكن أن نتحدث عن عزمنا على إحداث نهضة اقتصادية دون اتخاذ قرارات كبيرة، تنهض بالقطاع الصناعي الذي يعاني من كم هائل من المشاكل والمعوقات، التي أدت إلى تدهوره وتوقف عمل الكثير من منشآته.
مجلس وزراء ولاية الخرطوم ناقش المشكلة وعبَّر عن عزمه على معالجتها، بزعم أن معظم مؤسسات القطاع الصناعي موجودة في الخرطوم، لكن الحقيقة تقول إن ولاية الخرطوم لن تتمكن من القيام بدور وزارة الصناعة الاتحادية لمجرد أنها تحتضن نسبة كبيرة من المصانع. فالقضية قضية سياسات اقتصادية على المستوى الاتحادي، وتشريعات تحتاج إلى تطوير على نفس المستوى، لو كانت الدولة ? فعلاً ? لديها خطة جادة لحماية الصناعة الوطنية وتطويرها.
ما الذي يجعل منتجاً مصرياً يصل السودان بأرخص من سعر نفس المنتج المصنوع في السودان؟!
الإجابة أن هناك سياسة جادة لتشجيع الصناعة الوطنية في مصر أو حتى في الصين أو غيرها من الدول الأخرى (العايزة تنافس بمنتجاتها) في السوق الإقليمي أو العالمي..
تشجيع الصناعة يجب أن يكون فعلاً ملموساً وليس مجرد شعار.. وتشجيع الإنتاج يرتبط بتشجيع التصدير، وهذه المنظومة المتصلة تفضي في نهاية المطاف إلى انتعاش اقتصادي حقيقي، ومنتجات سودانية منافسة بشكلها وبجودتها وبطريقة تعبئتها، وبأسعارها أيضاً في السوق الداخلي والخارجي..
حتى منتجاتنا الزراعية من الفواكه والخضروات ضعيفة القدرة على المنافسة، رغم جودتها، وذلك لارتفاع كلفتها بجانب مشكلة التعبئة، لأن المستهلك أصبح يأكل بعينه أولاً..
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين
اليوم التالي
تشجيع الإنتاج والتصدير ?كلام ساكت?
اتمني انو عبدالرحيم الدفاع بالنظر والبشكير يقراؤا هذا