مقالات سياسية

حرية الموت ..جوعا !ا

حرية الموت ..جوعا !

محمد عبد الله برقاوي..
[email protected]

ما أطولها اللحظات القليلةالتي مرت كالقرون..وتلك الأم المكلومة تمسح علي عينيّ فلذة كبدها وهو يرمقها بنظرة وداع فيها عتاب لضمير الانسانية جمعا قبل أن ينطفيء في براءة تلك العيون الذائغة بريق الحياة القصيرة البائسة ..و صاحبها المسكين تخرج انفاسه فقاقيع من فتحة انفه الصغير لآخر مرة..
كانت صورة تهز النفس البشرية بما هو أقوي من هزات الزلازل والبراكين العنيفة لطبقات الأرض الداخلية..وهي تنسل الي العيون عبر الشاشة كخيوط النار تستحلب نظرات المشاهد دما..!

هي مأساة الهلاك تحصد العشرات يوميا ( جوعا ) في صفوف انتظار الموت بمعسكرات الهروب من رمضاء الجفاف .. الي نار الاحتراق في الصومال الشقيق ..وبعضا من دول القرن الأفريقي..
جثث هائمة في خلاء المجهول تبحث عن كف تتكيء عليه الرؤوس قبل فراق الدنيا التي قطبت لهم طبيعتها الجبين ..
فلا يجدون في المنافي الا حنوا من التراب ليعودوا اليه عبر قبور كانت صدورا دافئة تحتضنهم في رحلتهم الأخيرة ولابأس ان كانت بلا أكفان ..
وأنسانية من نسميهم بالكفرة والنصاري تسكب دمعات الأسي وهم يجتمعون في مقر الفاو بروما لجمع المال اللازم لاطعام الذين باتوا سبة في جبين المترفين الذين ينفقون المال في الموائد الخضراء ويفرشون النعمة تحت اقدام الغواني.. والمغنيات..!
فيما حكام الصومال المتأسلمون ..يجلدون ضحايا الجوع الكافر بسياط التشدد الديني وهم يطبقون شريعتهم في عام الرمضاء يهللون ويكبرون.. ويطلقون الرصاص علي بعضهم ليس أختلافا علي اعلاء رأس انسانهم التي وطأها الضعف وانما حول أن كان استعمال رافعات ما تبقي من صدور النساء مكروها يستوجب التعذير أم هو حرام يقتضي اصدار فتوي قوية لتطبيق الحد علي مرتكابته..!
ويقف مسلحو الشباب ( ألف أحمر ) ضد دخول طعام الأغاثات النجس الا أذ سدد المتبرعون الزكاة عنه لتطهيره من الدنس ان كان مستوفيا للنصاب الشرعي ..!
هي معادلة مضحكة مبكية في اقليمنا الفريد .. ما بين انسان يهده ذل الجوع ولا يملك الا حرية الموت .. وليس أمامه خيارا آخر !
أو انسان تدفعه المنعة لرفض حياة الذل بلا حرية ويخرج في الشارع هربا منها الي الموت بيد جلاده..
ونحن بالضمير المجروح ألما نستصرخ أهل الانسانية في كل مكان .. أن يمدوا الكف بما ملكت ولو قليلا لان ذلك ان كان قطرة من ماء فانه أن لم ينقذ حياة فرد ما ..فانه علي الأقل سيبلل شفاها قد تقوي بها علي نطق الشهادتين بدلا من أن تلعننا..

هي تذكرة .. ونحن مقبلون علي شهر فرض الله فيه الجوع عبادة .. لنشعر بمن كان لهم بطنا أصبح بقايا من جلد تنشب فيه براثن الخواء.. ومع ذلك فهو عابد معنا ..رغم تشرده من قبل جوع قاس وحاكم ظالم يحجب عنه حتي الفضاءات التي يرفع فيها رجفة الأكف الواهنة طلبا للرحمة من مالك السماء ..فهل صعب أن نكون خلفائه في الأرض لتلقي تلك الأكف ..ولو بأضعف الايمان؟
ولاحول ولا قوة الا بالله العظيم .. وأنا لله وانا اليه راجعون انه حسن المآب وخير مستعان .. وهو من وراء القصد..

تعليق واحد

  1. الدجالون فى البلاد الاسلامية يعملون ليل نهار للوصول الى السلطة بغرض تحكيم شرع الله وبسط الشورى واعادة دولة الصحابة والنيجة صارت محفوظة
    حرب واقتتال وتدمير
    فساد ثم تشرد فمجاعة
    وسيحاربون من اجل البقاء لتحكيم شرع الله
    وصرح احدهم فى بلادنا وامام الكاميرات يموت نصف الشعب اوثلثه مش مهم فليبق مايبقى ونحكم فيه شرع الله
    ومايدرون ان ازهاق الروح الواحدة اعظم عند الله من هدم الكعبة

  2. يا سلام يا برقاوى دائما تكتب بخواطرنا الله ينصرك
    انه فعلا منظر ماساوى رجع بى الذاكرة لمجاعتنا التى كاتت فى الثمانينات من القرن الماضى
    هذا هو الشعور الانسانى اللهم اطعم كل جائع واسقى كل عطشان واكسى كل معتر مؤمنا وكافرا انهم كلهم خلقك وانت الرحيم الودود

  3. فى دول الهوس الحياه باطل والموت حق

    المطلوب من كل بنى ادم يتبرع بحياتو

    عشان ناس مهوسه تحكم الناس زى ما عايزه

    بالله هنا ايام الحرب الجهاديه وعرس الشهيد وما عارف ايه الحور العين

    بالله كدى ان نسالكم هل انتو حاسين باى طعم للحياه مع المهوسين ديل

    واحد حكا لينا انو واحد اسمو ايمن مات فى الجنوب

    بعدين جاء الترابى وعمل عرس الشهيد

    وبعد الصلاه الترابى وهو جالس على ركبتيه قال للناس فى الجامع

    والله انتو ماشايفين لكن انا شايف ايمن مع الحور العين بعيونى

    طبعا الراجل كضاب

    قام اصد ليهو خال العريس الممقوس وقال ليهو يا راجل يا دجال

    انت مدام شايف الحور العين وكده قاعد معانا تسوى شنو

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..