أخبار السودان

مشاركة الإمارات وتنفيذ إعلان جدة يعصفان بمحادثات جنيف لوقف إطلاق النار في السودان قبل انطلاقها

أعلنت الحكومة السودانية عدم المشاركة في المحادثات التي دعت لها الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار بينها وقوات الدعم السريع والمزمع قيامها غداً الأربعاء، بينما كشف رئيس الوفد الحكومي في مشاورات جدة عن تلقيهم تهديداً ووعيداً مبطنين من الجانب الأمريكي بهدف دفعهم للذهاب إلى جنيف مؤكداً تمسكهم بتنفيذ إعلان جدة الموقع مايو/ أيار العام الماضي بالإضافة إلى رفضهم المشدد لوجود دولة الإمارات في أي عملية تفاوض.

وقالت، في بيان لها، مساء الأحد، إن الوفد الأمريكي لم يلتزم في اللقاء التشاوري الذي عقد في مدينة جدة السعودية بدفع الدعم السريع لتنفيذ إعلان جدة الذي يتضمن الالتزام بحماية المدنيين في السودان بالإضافة إلى إصراره على مشاركة دولة الإمارات كمراقب في اللقاء.

وأشار البيان إلى اعتماد الوفد الأمريكي على معلومات غير صحيحة في تقييم الموقف في السودان، لافتاً إلى أن الحكومة تعبر عن تطلعات الشعب السوداني الذي يتعرض لكافة أشكال العنف والانتهاكات الجسيمة التي ترتكب بواسطة قوات الدعم السريع. وأكد البيان تمسك الحكومة بتنفيذ إعلان جدة ورفضها وجود أي مراقبين أو مسهلين جدد، مؤكدة في الوقت نفسه ترحيبها بالمبادرات التي تلبي وتحفظ سيادة البلاد وكرامة الشعب السوداني.

وإلى ذلك، كشف رئيس الوفد الحكومي السوداني، محمد بشير أبونمو، تعرضهم للتهديد والوعيد المبطنين من قبل الجانب الأمريكي في اللقاء التشاوري لكنهم لم يستجيبوا له، وقال: “أظهرنا أننا لم نفهم تلك اللغة”.

وأضاف أبونمو في تصريحات لصحيفة “الكرامة”، أن الخطوة التي أقبل عليها الأمريكان باقتراح جنيف هي في حقيقتها تجاوز لمنبر جدة وإنشاء منبر جديد وهو أمر لا نجد له مبرراً حتى الآن. وأوضح أن الوفد الأمريكي أتي إلى جدة بأجندة جاهزة دون مشاورة الوفد السوداني في إعدادها، بالإضافة إلى أنهم لم يقدموا سبباً واحداً لنقل المفاوضات من جدة إلى سويسرا.

وبين أن واشنطن رغم تأكيدها بضرورة تنفيذ مقررات منبر جدة الموقع في مايو/ أيار العام الماضي إلا أنها فشلت في توفير أي ضمانات أو آلية أو فترة زمنية للتنفيذ. مضيفاً أن الوفد الأمريكي أصر على مشاركة وفد عسكري بقيادة رفيعة في مفاوضات جنيف وليس وفداً حكومياً.

وذكر أيضاً أن من أبرز نقاط الخلاف أن للحكومة خطوط حمراء بعدم قبول بعض الدول والمنظمات الإقليمية بأي صفة كوسطاء أو مراقبين أو مسهلين لكن الأمريكان رفضوا اعتراض الجانب السوداني وأصروا على إحضارهم وهو الأمر الذي دفعهم بالإضافة إلى الأسباب السابقة برفع توصية بعد الذهاب لمفاوضات جنيف.

وقال رئيس الوفد الحكومي في مشاورات جدة الأخيرة إن موقف السودان من مفاوضات جنيف ليس إغلاقاً للباب بقدر ما هي رغبة لإيجاد محادثات جادة تكون فيها الترتيبات بالاتفاق والتراضي بين الأطراف مع قيام كل طرف بدوره بنزاهة وحيادية.
وفي سياق متصل، قال رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش، عبدالفتاح البرهان، إن الحكومة حريصة على السلام، مشدداً على ضرورة أن يكون السلام سلاماً عادلاً يحقق العزة والكرامة للشعب السوداني.
وأضاف خلال لقاء مع الرئيس الرواندي، بول كاغامي، إن الحكومة تعاطفت مع كل المبادرات المطروحة بإيجابية في الوقت الذي تعنتت فيه “الميليشيات الإرهابية” وتمنعت عن تنفيذ الالتزامات التي نص عليها إعلان جدة.
وتباينت ردود الأفعال جراء إعلان السودان عدم المشاركة في مفاوضات جنيف وتصريحات رئيس الوفد الحكومي، إذ انتقدت قيادات في تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “تقدم” الخطوة وزعمت أن هناك حملة ينظمها عناصر النظام البائد لرفض الحلول السلمية التفاوضية.

وناشد القيادي في تقدم وعضو مجلس السيادة الانتقالي الأسبق، محمد الفكي، البرهان بالذهاب إلى محادثات جنيف لبحث إنهاء الحرب في البلاد، وقال في تسجيل مصور: “السيد البرهان اذهب إلى جنيف نحن معك ونحن ندعمك والشعب السوداني مع ذهابك إلى جنيف وتصدى لمسؤولياتك”.

بينما دعا سليمان صندل، قيادي في تقدم منشق من حركة العدل والمساواة، إلى إعلان حكومة وحدة وطنية حال رفضت قيادة الجيش الذهاب إلى جنيف، لافتاً إلى أن لهذه الحكومة ثلاثة أهداف، هي وقف الحرب، وفتح المسارات الإنسانية لتوصيل الإغاثة بجانب تصميم عملية سياسية لإنهاء الحرب في السودان.
بالمقابل، رأى القيادي بقوى الحرية والتغيير ـ الكتلة الديمقراطية ـ مبارك أردول، أن موقف الحكومة الخاص بتنفيذ إعلان جدة هو موقف صحيح ويجب أن يكون قضية أساسية للوسطاء.
وفي تسجيل مصورة نشره على صفحاته الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الإثنين، جدد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي” مشاركتهم في محادثات جنيف، من أجل إنهاء الحرب.
وقال، إن الحركة الاسلامية تتحكم في الجيش ولن تسمح له بالذهاب للسلم متهما إياها بعرقلة الذهاب الاتفاق لأنه لا يعيدهم للسلطة. وزعم عدم وجود أي حكومة شرعية في السودان، قائلاً إن هناك إنهيار دستوري كامل في البلاد بعد انقلاب 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021. لكنه عاد وقال أنهم لن يغلقون باب السلام وملتزمون بالذهاب إلى محادثات جنيف وخروج العسكريين من الحياة السياسية.

وطالب قائد الدعم السريع بتشكيل لجنة تحقيق دولية لمعرفة من أشعل الحرب، وأقر بحالة الانهيار والتردي التي وصلت إليها البلاد، وانتشار المتفلتين، مؤكدا التصدي لهم بكل قوة حتى يعود المواطنين إلى منازلهم.
وفي هذا الصدد، أعلن إنشاء قوة خاصة لحماية المدنيين والعاملين في مجال العمل الإنساني وإيصال المساعدات تبدأ أعمالها فوراً ثم تتوسع تدريجياً، لتضمن وتوفر الأمان الكامل للناس وعودتهم وبقائهم في منازلهم معززين مكرمين، بالإضافة إلى حسم أي تفلتات من أي جهة كانت، وضمان انتظام الحياة على طبيعتها في مناطق سيطرة الدعم السريع.

وسبق أن أعلنت الدعم السريع تكوين قوة مماثلة في الشهور الأولى للحرب لضبط التجاوزات وحماية المواطنين، لكن ووفقاً لتقارير منظمات حقوقية وتنظيمات لجان المقاومة لم تفلح تلك القوة في ردع منسوبيها ووقف الانتهاكات التي ترتكب في مناطق سيطرتها.
وكانت قد أطلقت واشنطن أواخر الشهر الماضي دعوات لعقد جولة محادثات في سويسرا لوقف إطلاق النار في السودان وإيصال المساعدات الإنسانية وتطوير آلية مراقبة لرصد والتحقق من تنفيذ أي اتفاق، ورغم قرار الحكومة بعدم المشاركة إلى أن الفعالية ستقام في ذات التوقيت لكن مع الفاعلين الدوليين وبعض ناشطي منظمات المجتمع المدني المحلية.
ميدانياً، أفادت مصادر ميدانية “القدس العربي” بوقوع اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في منطقة الطلحة بولاية الجزيرة وأسفرت عن عدد من القتلى والجرحى في صفوف الدعم السريع. وأشارت المصادر إلى شن هجمات جوية من قبل الطيران الحربي التابعة للجيش على ارتكازات للدعم بمصنع السكر وجبل موية بولاية سنار جنوب شرق البلاد.

و في مدينة الفاشر، قال سكان محليون إن قوات حميدتي قصفت، مساء الأحد، أجزاء متفرقة من المدينة وأشاروا إلى سقوط نحو 10 قذائف جديدة على المستشفى السعودي مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المرافقين والكوادر الطبية وتدمير أجزاء من المستشفى.
ونشر حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، صوراً قال إنها لركام ما تبقى من المستشفى السعودي في الفاشر بعد أن استهدفته ميليشيات الدعم السريع.

ويشار إلى أن المستشفى السعودي في مدينة الفاشر، الذي يعد من أبرز المؤسسات العلاجية التي لا تزال تقدم الخدمة هناك، تعرض عدة مرات للقصف المدفعي، الأمر الذي دفع الكوادر الطبية وغرف الطوارئ المحلية إلى مواصلة العلاج في خنادق تحت الأرض ووضع سواتر ترابية.
وفي الأثناء، أبدى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قلقه العميق إزاء تطورات الوضع في الفاشر عاصمة إقليم دارفور، وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام فرحان حق، في بيان، إن غوتيريش أكد على الاشتباكات في الفاشر وأن لها عواقب مدمرة على السكان المدنيين، داعياً جميع الأطراف إلى وقف إطلاق النار والامتثال للتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي من أجل حماية المدنيين والسماح لهم بالمرور الآمن وإيصال المساعدات بسرعة وبدون عوائق.

و، أعرب المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بيرييلو، عن صدمتهم من التقارير التي تفيد بقصف قوات الدعم السريع لمنازل المدنيين والمستشفيات ورياض الأطفال، مشدداً بأن ذلك غير مقبول. ولفت في تغريدة على منصة “إكس” إلى أن هذه الأحداث وجميع الانتهاكات للقانون الدولي الإنساني ستطرح خلال المفاوضات القادمة في سويسرا بشأن وصول المساعدات الإنسانية ووقف الأعمال العدائية.

القدس العربي

‫4 تعليقات

  1. القوى المدنية ايهما اولى ارواح السودانيين ولا دولة الامارات بدون حنك كوز وكلام فارغ توجد شكوى بمجلس الامن وتوجد تقارير كيف يبقى تكون نفس الدولة مشاركة بالحل وما علاقة السودان بالامارات انا بتحدث كمواطن ما في سواقة خلا خليكم رجال قدر المسؤولية اموال كل فسدة السودان تحت رحمة عيال زايد لكن كل اموالنا مستحقاتنا المنهوبة بطرفهم لذلك الذل الذي يمارس على جميع الاطراف تقدم وكيزان الجيش والدعم هو سبب هذا البلاء لازم القوى المكدنية الاخرى تتخذ موقف رجال وتبل الجميع

  2. أعرب المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بيرييلو، عن صدمتهم من التقارير التي تفيد بقصف قوات الدعم السريع لمنازل المدنيين والمستشفيات ورياض الأطفال

    صدمة ام ادانة للجرائم
    المسيح الدجال

  3. امريكا هي الحنحويدي الاكبر لابد تصر غلى وجود الامارات في المفاوضات لانها دفعت المليارات فكبف يتم تجاهل دورها كلام عجبب افهم يا سوداني يامغفل

  4. اذا أمريكا أصرت على وجود دويله الشر فلتكن دويله الشر فى وفد الجنجويد كما قال الدكتور أمجد فريد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..