بُكرة الركوب مجان

ثلاثة عقودٍ عِجاف هي عمر الإنقاذ وللدِقة هي الَهَدرـ وصفر كبير هو محصول أخبارٍ ـ هالِكة ومهلِكة لبادئتهاـ كشف, طالب ,أوضح,عكف,نفى وتوأمهاـ قلل,ثم سلسلة مشيراً,و,مضيفاً,داعياً,مبيناً وعدد ونوه,وهلمجرا..وبمناسبة الاخيرة ـ لماذا تأخرت عودة الإمام الغائب(ما قال بيجي مالو ما جاء؟) ففي عودته إثراء للقاموس الخبري, ومعروفٌ عن سيد الصادق ـ ثقافته و إلمامه بالأمثال الشعبية والراديكالية وسهمه المقدَّر في إنعاش و(تحديث حالة) الخطاب السياسي برفده بعبارات وأقوالٍ يظل صداها بسطور صحافة الخرطوم إلى أجلٍ رهينٍ بتحديثه لعبارة اخرى تجد نصيبها من الرواج, وما التغيير الناعم والسلس وهلمجرا, ببعيدة عن ذاكرة الصحافة ,لذلك فعودة الإمام فيها فوائد منظورة وغيرها كثيرة تلك التي تتوارى وراء حجاب اللغة و بلاغتها, وأذكر قبيل ذات عودةٍ للإمام من منافيه العديدة ـ طوعية كانت أم إجبارية أو رهينة مناخ الداخل السياسي, وفي مثل هكذا أجواءـ كانت الأوساط السودانية ـ سياسية, إجتماعية ورياضية(تنس.. وكِدا) ـكانت تترقبإنتظاره, فأستبق كاريكاتيرست معروف ـ العودة الميمونة تلك بكاريكاتيرنشرته صحيفته مظهراً الإمام وقد أحاطت بهمايكريفونات الإذاعات والفضائيات ووكالات الأنباء ومن كثرتها تكاد تحجب وجهه, وقد صاحب المشهد تعليق مختزل فيـ الصادق المهدي جاء,أولم أقل بأن عودة الإمام بها فوائد جمة,ويقينيمنيقينكم ـ بأن أيام النظام القائم ـ (أضربوها ×30(×12×27)ويمكنكم الإحتفاظ بالنتيجة.لليوم الأبيض واصبروا وصابرواـ وابشروابـ(بُكرة الركوب مجان) تعلمون ونعلم جميعاً ـ أنه ـ لا علاقة البتة مابين ـ الليلة ويوم أمبارح, لقد سرق ـ المن أين أتى هؤلاءـ من أمسنا وجبة الغداءـ (مِنبر الأسرة الراتب) وخيارات متاحة وقتها أقلهاـ ـ أين تسهر هذا المساء؟أما وقد ـ ولى المساءـ فلاقواسم مشتركة بين أمسجميل وراهنٍكليل, حتى ساعات يومهم ممحوقة.. يعني تصلي الصبح حاضر وتمرق على الزلط تركب بعد ساعتين ـإن كنت محظوظاً,أما ان كنت ـ تعيساًـ فعليك بالصعب مطيةً وما أوفر الصعاب في سودان اليوم ! وقبل انجازك عملك ـ تمغرب عليك ـ لا خيار أمامك في هذه الحالة سوى ـ الإعتقاد جازماًفي العبارة الذكية التي أنتجتها المركبات العامةـ (بُكرة الركوب مجان) كما ليس لك مفرمنإنتظار غدٍ آتٍ لامحالة ,والتمسك بالصبر الجميل, فأنت هنا في ظل نظام ساسته لاـ (بيفوتو لا بيموتو)..تعمل عصيان مدني ولا كوستي ـ بى جازك, و(كل زول بي نارا) عموماً سيد الصادق مهما إختلفنا حوله ,إلا أننا قد نتفق حول نكهته الخاصة وقدرته على كسر رتابة سلسلة أخبارـ المن أين أتى هؤلاء! فهي ـ أخبارهم ـ محض عِلكة بفِيه صحافتنا تمضغها وتمضغنا سنينا عددا سرقها المن أين أتى هؤلاء,و لا نجد مع عسفهم إجابة لسؤالنا العظيم ـ كم لبثنا؟
سبعا وعشرين عاماً عجاف هدراًأنفقوها في الخبر الكذوب معنى ,الفضفاض مبنىً ..القريب العاجل وفي غضون أيام.. وقررنا ووجهنا..وهلمجرا..ونحن جلوسٌ في انتظارُـ بكرة ـ أملاً في مجانية الركوب ـ وسطأزماتٍ ادخروا لها أطناناً من مشاجِب ..ناءت بأرتال غسيلهم ـإستهداف المشروع الحضاري و المتربصين وهذه يقابلها ـ (البعاتي وود أمعلو) في الأحاجي, أما الخريف فهو فصلٌ حرِيف ـأتحفنابمفاجآته لمحليات الخرطوم السبع ـ المتعودة ..داااايماً..على تفوق معدلات الأمطارعلى توقعاتهم ـ محلية شرق النيل نموزجاً, ونهديها رائعة المبدع الراحل مجدي النور(فاجأني النهار) ـ أداء ـ مجموعة عقد الجلاد,أما الإمام الغائب,وقد زامن عودته للبلاد مع ذكرى تحرير الخرطوم ـ1885م الموافق 26/ يناير المقبل , وكان حري بهتحديد يونيو 1989م لعودته الميمونة ـ كونه محرِر الخرطوم من ديمقراطية لم يصنها أو يمهلها طويلاً,فغرروا به ـ ذات شاي مغربية ـ بداره,ليكتفي اليوم بوضعٍ خاطِف لونين لا يشبه تاريخ المهدية ـ (كُراع في القصر وكُراع في درب التغيير الناعم/ السَلِس, وهو يستاهل كل مانابه وينوبه من ذمٍ آخره و ليس الآخيرـ معارضةـ أعياد الميلاد وكرة التنس.
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..