الميرغني في كنف «الفتح» والصادق بين أولاده ونقد تحرسه العناية الإلهية..حماية قادة الأحزاب السياسية.. مسؤولية من؟

نعم، عزرائيل لا يتريث ليبكي مع أهل الميت، ولكن السودانيين يقتطعون العبارة هكذا في فضاء المشيئة «خليها على الله» عطفاً على وميض الأخبار التي تسربت عن قرار الدولة بتوفير حماية لقادة الأحزاب السياسية، مما يوحي بأن الأمر له ما قبله، وقد ظل المشهد المألوف في كل محافل الأحزاب السياسية، بما فيها المؤتمر الوطني، يتمثل كالآتي: رئيس الحزب وحوله طائفة من الناس، وحرس شخصي يختلف حجم أفراده حسب أهمية المسؤول. ولكن الشيء اللافت للأنظار هو مشهد قادة الأحزاب الطائفية الذين يتمتعون بحماية مهولة من قبل أشخاص مدربين وآخرين يطوقون (السيد) دون مهام محددة، أما الأحزاب العقائدية سواء أكان الحزب الشيوعي أم المؤتمر الشعبي، فقد ظل قادتهما بلا حماية رسمية طوال تلك السنوات، والمفارقة أن الشرطة لم تدون أي بلاغ اعتداء على أحدهما.
سكرتير الحزب الشيوعي محمد إبراهيم نقد من المكن أن تلتقيه في أي مكان، ويفتح لك باب منزله بنفسه متى ما طرقته، ويوحي لك مظهره البسيط والجميل بأنه رجل عادي جداً، وليس سكرتير أعرق حزب سياسي في أفريقيا، فقد ظل دائماً يردد تلك العبارة: «الأمان أمان الله، أنا ما عندي حرس نهائي لا رسمي ولا شعبي ولم يحدث أن استعنت بحرس»، بالرغم من أن الشهيد عبد الخالق محجوب كان يتمتع بحماية مقدرة في الماضي، انفرط عقدها بعد فشل انقلاب حركة (19) يوليو التصحيحية.. بعد تسلمه الحكم؛ انطلق هاشم العطا بعربته في بحث مضن عن عبد الخالق، وبعد أن نجح في العثور على مكان اختفائه حالت صرامة كادر التأمين الحزبي دون الالتقاء به، فاضطر لترك المكان، وقد شاعت معلومات بعد اعتقال عبد الخالق أن المفتش بوزارة المالية آنذاك والمحامي لاحقاً غازي سليمان كان مسؤولاً عن تأمين عبد الخالق، ولكن الرجل في برنامج مراجعات التلفزيوني قال بطريقة ساخرة «لو كنت مسؤولاً عن تأمين عبد الخالق محجوب لكان حياً حتى اليوم». وبالنسبة إلى الأمين العام للمؤتمر الشعبي الدكتور حسن عبد الله الترابي فقد ظل يرفض فكرة الحماية تلك، بالرغم من أنه في آخر ندوة له بجامعة الخرطوم عن تجديد الفقه الإسلامي، اقترب منه أحد طلاب التيارات السلفية وظل يهتف أمامه بطريقة مسيئة حتى تصدى له طلاب الحزب، وأبعدوه عن الشيخ. وعدم اعتراف الشيخ بالحماية الرسمية أكده الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر. كمال مضى في حديث عابر مع (الأهرام اليوم) إلى أن الترابي ظل يرفض الحماية بتلك الطريقة، وغالباً لا يرافقه في تحركاته غير السائق وبعض أفراد السكرتارية، وهو الأمر الذي كاد أن يدفع حياته ثمناً له في «أوتوا» الكندية قبل حوالي عقدين من الزمان!. وعن قرار الحكومة بإسناد حماية قادة الأحزاب للشرطة؛ يعلق كمال بأن الشرطة عندها دور طبيعي تقدره وهي التي تحدد مسارات المشاكل الأمنية وتحكم سياساتها وفقاً لتلك المهددات. وقال إنهم لا يرفضون حماية الشيخ في نطاق واسع، ولكن أي طوق أمني يمكن أن يعرقل حركتهم أو يحول بين الدكتور الترابي والمواطنين هو أمر مرفوض. ويضيف أن الترابي ظل دوماً ملتصقاً بالجماهير وحتى الطلاب والشباب الذين يتطوعون لحمايته فهو جزء من تربيتهم السياسية والأمنية في الحركة الإسلامية وهؤلاء الأفراد لهم تقديراتهم وخططهم. ويشير كمال إلى أن السودانيين بطبعهم يتسمون بالعفوية والتسامح، فبالرغم من الجرائم التي ارتكبها النميري في حقهم لكنه ظل في أواخر عمره حاضراً بينهم ولم يتعرض لأي أذى.
في المؤتمر الشعبي تستطيع أن تلتقي بالترابي في أي وقت، وتصافحه ثم تدير معه حواراً حتى ولو كان طويلاً دون أن يبعدك شخص، ولكن الحال يختلف داخل أروقة الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) الذي يصعب الوصول إلى رئيسه دائماً، وقد ظل الميرغني محاطاً ببقايا قوات جيش الفتح الذين يقومون بمهمة تأمينه إنابة عن الشرطة، وقد دمجت تلك القوة في الشرطة، ويتسلم أفرادها رواتبهم من الدولة، ولكن ولاءهم الحزبي لم يتغير، عطفاً على أنهم تلقوا تدريباتهم بواسطة القوات المصرية الخاصة، وقد جرت حادثة في إحدى «طلعات» الميرغني، مع نجم الدين الذي يعرف (بحوّامة بن لواص) وهو أحد أفراد فرقة حلمنتيش، إذ اقتحم نجم الدين موكب الميرغني دون معرفة، ودخل بسيارته أمام الميرغني، ولكن أفراد الحماية اشتبكوا معه وقام بفتح بلاغ ضدهم في الشرطة تمت تسويته في ما بعد، ويكاد يكون الطوق الأمني المحيط بمولانا هو الأضخم، لدرجة أنه أصبح ظاهرة مزعجة للبعض، فقد اشتبك ذات الحرس في البدايات مع قادة الحزب، حسن أبو سبيب وطه علي البشير وأزرق طيبة، عندما حاولوا الاقتراب من رئيس الحزب، وبالرغم من أن تلك القوة مقننة ومستديمة؛ ولكنها ظلت تحرص على ترك مسافة محددة بين الميرغني والجماهير، مسافة يستمدها مولانا، كما يطلق عليه الراحل جون قرنق، من مكانته الروحية والسياسية، كأن الذي سيقترب منه سيحترق في الحال!.
بالنسبة إلى رئيس حزب الأمة السيد الصادق المهدي فالأمر يختلف بعض الشيء، وأصبح من المعروف بداهةً أن أفراد الأسرة هم الذين يقومون بحماية المهدي، ويعتبر ولده البشرى مسؤولاً عن الحرس الشخصي للإمام، وقد شاهده الناس في كثير من المناسبات يقف خلف والده ويشهر سيف جده في رمزية تاريخية وأدبية. بقايا من جيش حزب الأمة تطوعت للقيام بذلك الدور، وهي قوة مصرح لها وتعمل على حماية الإمام في كل تحركاته ومهمتها الوحيدة هي حماية الإمام ولا تعمل على الدفاع عن بقية أفراد الحزب، ولكن حادثة اعتداء (بشرى) على الوليد مادبو، على خلفية مقالات كتبها الوليد في الصحف تعرّض فيها بالنقد الشديد للصادق؛ ليست هي الحادثة الوحيدة، فقد تعرض مادبو الصغير إلى اعتداء من قبل أفراد من الأنصار تبين في ما بعد أن بينهم أفراداً من حرس الإمام، جرت الحادثة أثناء المؤتمر العام السابع للحزب الذي أقيم بسوبا.
اللواء معاش يس قدور يلخص القضية برمتها في أن السودان بلد فيه تركيبة متميزة، ولم يشهد أي موجة من العدائيات من قبل، فقد ظل القادة السياسيون أو الرؤساء الذين تركوا الحكم موجودين وسط الناس دون التعرض لهم بأذى، والتاريخ كله لم يسجل حالة تعدٍ عليهم، ويستبعد قدور في حديث لـ (الأهرام اليوم) حاجة رؤساء الأحزاب إلى الحراسة، ويدعم استبعاده بأنه حتى رئيس الجمهورية يشارك الناس أفراحهم وأحزانهم ولم يرفع في يوم من الأيام شخص صوته عليه. وقد تكون نتائج ذلك القرار – والحديث لقدور – ذات آثار سلبية، وتفتح أبواباً للفتن والهواجس الأمنية، بالإضافة إلى أن المجتمع كله يتطوع لحماية الشخصيات الاعتبارية، ولن يُحْوِج الشرطة إلى القيام بذلك الدور. أما الجيوش الجرارة التي تحيط برؤساء الأحزاب الطائفية، فيرجعها قدور إلى طبيعة التكوين الداخلي للحزب، وهؤلاء أغلبهم موالون وليسوا بحرس مكلف بمهام أمنية، وبالتالي ليس هناك خطر على أي مسؤول.
وعلى خلفية ذلك القرار الذي يسعى إلى نزع أي أسلحة بحوزة جهة غير الشرطة، فإنه يفتح الأبواب على مصراعيها للتساؤل، وصب المزيد من التوقعات. وجدير بالأخذ أن المفوضية القومية أيام الانتخابات تكفلت بحماية مرشحي الرئاسة دون أن يترك ذلك القرار وشماً على جدران الحقيقة.. الحقيقة التي هي بنت الجدل دائماً، وكيف هو الحال في الدول الأخرى؟ ولماذا لم تسع الحكومة من قبل إلى التبرع بحراسة قادة الأحزاب السياسية؟ وهل ينطوي أي فعل بذلك الخصوص على تحوطات تقديرية أم هي مخاوف نابعة من حقيقة أن السودان لم يعد هو السودان؟!
عزمي عبد الرازق
الاهرام اليوم
فى السودان نحترم القيادات السياسية على اختلاف الوانها ولم يسجل التاريخ السياسى السودانى تعرض زعيم لاى مضايقات من قبل الشعب0
((وبالنسبة إلى الأمين العام للمؤتمر الشعبي الدكتور حسن عبد الله الترابي فقد ظل يرفض فكرة الحماية تلك ))
التحية والاحترام أخى عزمى
أحكى ليك حكاية حصلت عندما كان الشيخ الترابى يحكم السودان
فى واحد من آل البرير عنده بيت فى المنشية ولا أروع ,, بيت متكامل من كله وفى موقع استراتيجى وفى هذا البيت يمكنك أن تعيش بداخله لمدة ستة أشهر لاتحتاج فيها الخروج الى الشارع أو التسوق – يعنى تاكل وتشرب وتنوم وتقوم بى راحتك – وفى يوم من الأيام جاء مجموعة من العصبة اولى البأس وطلبوا شراء هذا البيت للشيخ لاسباب أمنية وذلك بعد دراسة وافية للمنطقة وموقع البيت وسهولة تأمينه وجاؤا بشيك وتركوا لصاحبه حرية اختيار المبلغ المطلوب ليضعه فى الخانة التى تأتى بعد فعل الأمر أدفعوا مبلغ …. ولكن صاب البيت قال أبيت والبيت ماللبيع وأنا مابنيته علشان الشيخ يجى يشتريه .
تعرف الحصل شنو ؟
تانى يوم أرسلت العصبة الشديةد جماعة الضرائب وجماعة العتب وجماعة النفايات وجماعة العوائد وجماعة الضرائب وجماعة … وجماعة كده .. وطالبوا صاحب البيت بملايين الدينارات .
وبرضو تقول لى الطيارة مافيها بورى على قول شوقى بدرى