أخبار السودان

“الزيّ المدرسي الوحيد الذي أملكه احترق في النار”

جلست الفتاة النازحة، محاسن محمود، البالغة من العمر 17 عامًا، على الأرض تحت أشعة الشمس الحارقة في ساحة مركز العزل في الجنينة، وأمامها كومة ضخمة من الأواني والمقالي، وانشغلت بغسل الصحون بمياه ملوثة للغاية، مياه سوداء اللون.

“لا تأتي شاحنات المياه إلى هنا”، قالت محاسن وشرحت كيف أنها تضطر إلى جلب الماء من مبنى عامّ قريب وتحمله في وعاء، لغسل الأطباق. تقول محاسن التي تعيش مع والدتها وأختها في ملجأ مؤقت قُمنَ ببنائه باستخدام القش والعصي التي أحضرنها من السوق المحلي،

لكن محاسن توضح أيضًا أنها لا تريد العودة لأن العودة ليست آمنة. أما عن سبب لجوئها هي وعائلتها إلى مركز عزل مخصص لحالات “كوفيد-19″، فقالت: “أنا لست خائفة من “كوفيد-19”. أعلم أنه مرض خطير، لكنني لا أهتم، فقد مررتُ بما هو أسوأ “.

عندما سُئلت محاسن عن السبب الذي يجعلها لا تضع كمامة على وجهها؟ أجابت: “بالكاد لدينا من النقود ما يكفي لشراء الطعام. فكيف يمكننا شراء كمامة للوجه؟”
يعاني حاليًا الأشخاص النازحين الذين يعيشون باكتظاظ، من احتمال تفشي الأمراض، ومن ضمنها “كوفيد-19”.

التحقت محاسن بصفوف التعليم في ساعات ما بعد الظهر. “سوف أذهب إلى المدرسة في الساعة 1:00 بعد الظهر، لكن هناك بعض الأعمال المنزلية التي يجب عليّ أن أنهيها أولاً”، قالت محاسن وعادت لكي تستكمل العمل.

عندما فرّت محاسن من منزلها المحترق في كريدينغ، فقدت زيها المدرسي الذي اشتعل في الحريق. “أريد حقًا أن أنهي دراستي وأن أذهب إلى الجامعة وأن أصبح معلمة”، قالت محاسن وأضافت أنها تأمل ألا تتزوج أبدًا، حتى لو طلب يدها وتقدم لخطبتها رجل ثري.

المعلمون ومديرو المدارس أنفسهم نازحون، لذا فهم يفهمون الوضع. “أذهب إلى المدرسة بدون زي رسمي، ولكن المعلمين يتفهمون الوضع لحسن الحظ، لذا فهم لا يسألونني لماذا لا أرتدي الزي المدرسي. وهناك العديد من الطلاب الآخرين أيضًا الذين لا يرتدون الزي الرسمي، ولا يملكون الحقائب، أو حتى الأحذية “.

أثر النزاع على التعليم

كان للنزاع القبلي في الجنينة تأثير سلبي على التعليم، حيث أصبح العنف والتسرب من المدارس من القضايا الرئيسية المثيرة للقلق. علاوة على ذلك، فإن الخوف والتمييز وانعدام الأمن هي أمور لا تشجع الأطفال أو المعلمين على الالتحاق بالمدرسة. بناءً على تقييم احتياجات التعليم الذي أجري في 21 شباط/فبراير في مدينة الجنينة، فقد تدهورت المدارس بشكل كبير وتأثرت بسبب النزاع المستمر. تستضيف 35 مدرسة حاليًا أعدادًا من النازحين، وقد تضررت 55 مدرسة أخرى ونُهبت ممتلكاتها، مثل المواد التعليمية وأثاث الصفوف الدراسية والكتب. ونتيجة لذلك، تم طرد ما يقرب من 30،000 (18،160 فتى، 11،840 فتاة) من المدارس. كما تضررت مرافق الصرف الصحي في المدارس القليلة المتاحة، وشهدت الصفوف الدراسية اكتظاظ الأطفال. بالإضافة إلى أن المياه لا تتوفر إلا في عدد قليل من المدارس.

قامت اليونيسف، بالشراكة مع وزارة التعليم في الولاية، ببناء 54 موقعًا مؤقتًا للتعلم في المدارس الموجودة في جميع أنحاء غرب دارفور، وخصصت موارد لتدريب معلمي المدارس على المهارات الحياتية في حالات الطوارئ وإدارة المدارس.

وسوف تقوم اليونيسف، علاوة على ذلك، بتقديم المنح المدرسية للمتضررين، وذلك لدعم الأطفال والمعلمين ولتجنب تحصيل الرسوم المدرسية من الأطفال النازحين.
يعكس وضع التعليم مدى التعقيد الذي تشهده حالة الطوارئ حاليًّا، والتي تقيِّد حصول الأطفال على التعلم الجيد. الأطفال المتأثرون، الفتيان والفتيات، بحاجة ماسة للحصول على التعليم في بيئة تتمتع بالوقاية لكي يتعلموا ويحسِّنوا المهارات المعرفية ويتمكنوا من المشاركة في مجموعة متنوعة من الأنشطة الترفيهية، والتي يمكن أن تساعدهم على التعافي من الضيق النفسي والاجتماعي.

نقلا عن موقع اليونسيف – السودان

‫2 تعليقات

  1. حسبي الله ونعم الوكيل لكل الحكومات المتعاقبة حتي حكومتنا الحالية والتي أوصلتهم لهذه الحالة….وحسبي الله في الدعم السريع …وحسبي الله في أبناء دارفور من جميع القبائل الذين تحاربوا في مابينهم وعاشوا قي فنادق أوربا والخرطوم وتركوا البقية تعيش هذه الحياة البائسة….

  2. أكيد غير محتاجة للزواج لكن ف النهاية ستنجب وتحضر أطفال يعيشون نفس المعاناة #لا_للولادة_العشوائية_في_دارفور

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..