مقالات سياسية

الصراع المسلح في أثيوبيا وأزمة اللامركزية

وليد المنسي

١- يوم الخميس الفات ، الحكومة المركزية في أديس أبابا  ضربت بالطيران إقليم التقراي في شمال أثيوبيا، بشكل سكانو نسبة ٦ في المية  من سكان أثيوبيا و عدد أفراد مليشيتو حوالي ربع مليون فرد، مع الحدود الأرترية لزم، و قتلت ناس كتيرين و بعدها طوالي أوقفت خدمة التلفون و الإنترنت في الإقليم و كمان فرضت حظر تجول لمدة ستة شهور. أبي أحمد رئيس الوزراء قال إنو  الهجوم دا كان رد على مجزرة  إرتكبتا مليشيا التقراي على قاعدة عسكرية قُتل فيها كتير من العساكر يوم الأربعا.

٢- نرجع بالتاريخ ورا شوية عشان نفهم و نشوف الصورة كاملة، لما كان نظام الدرك بقيادة منقستو هايلي مريام مسيطر على أثيوبيا في السبعينات و التمانينات إتكون تحالف ثوري قادو شاب من التقراى إسمو ميلس زيناوي، كان وقتها  مستقر في السودان، و التحالف دا ضم عرقيات و ايدوولوجيات كتيرة و إتحالف مع إسياس وأسقطوا نظام الدرك.

٣- ميلس زيناوي بقأ رئيس من بداية التسعينات ولمان إتوفي  في ٢٠١٢ مسك بعدو هيلمريم ديسالقن ، بس في ٢٠١٨ قامت إحتجاجات كبيرة إستلم بعدها شاب من الأرومو، من أبو مسلم و أم مسيحية ودا هو رئيس الوزراء الحالي أبي أحمد  كلهم كانوا في الجبهة الديمقراطية الثورية للشعب الإثيوبي اللي أسقطت الدرك بقيادة منقستو و حكمت بعدو .

٤-  بمجرد ما مسك أبى أحمد الحكم  فصل كتير من التقراي من مناصبهم لأساب عرقية و تم حل التحالف الحاكم  و كون حزب الرخاء كبديل و ضم كل مكونات التحالف القديم  عدا التقراي.

٥- بموجب النظام الفيدرالي الإثيوبي اللى إتهندس بواسطة ميلس زيناوي و من وراهو قوميتو التقراي،هوامش البلاد بقت بتتمتع  بقدر كبير من الاستقلالية ،زي وجود قوات أمنية خاصة بها ، وبرلماناتها الخاصة ، والحق في إجراء استفتاء للحكم الذاتي.

٦-  الجبهة الشعبية لتحرير تقراى شايفة إنو قرار أبي أحمد بحل التحالف الحاكم السابق للجبهة الديمقراطية الثورية للشعب الإثيوبي محاولة لاحتكار وتركيز السلطة لحزب الرخاء الإثيوبي. و إتهمتوا بتعديل الدستورو سلب النظام الفيدرالي و الإستقلالية.

٧-آها جاءت القشة القصمت ظهر البعير، إنو بسبب كورونا  أديس أبابا أجلت الانتخابات الكان مفروض تكون في شهر تمانية الفات بس  حكومة التقراي الإقليمية عملت انتخاباتها في شهر تسعة مكايدة، و دا الدفع الحكومة المركزية عشان تقطع جميع العلاقات معاها و تعلق التمويل الشهري للتقراي. وزي ما قال الرئيس الإقليمي لتقراي ديبريتسيون جبريميكل ، بإنو  القرار دا “كان إعلان حرب”.

٨- هل مصر و صراعها حول سد النهضة جزء من الأزمة دي؟
مقتل مهندس سد النهضة،  تمرد الارومو بعد مقتل المغني هنديسا،  رصف مصرلطريق في شرق السودان يعتقد إنو لتسهيل الإمدادت و نقل المعدات العسكرية ، زيارة البرهان للقاهرة،  زيارة قادة القوات لمصرية المسلحة و الإستخبارات و الأمن  للسودان، إنتفاضة التقراي العسكرية و تصريح ترمب بأن مصر يمكن أن تفجر سد النهضة مؤشرات لشئ  بتخلق عسكرياً في شرقنا.
مصر زيها و زي إي دولة بتهتم بمصالحها و مصالح شعبها و بتعمل السبعة و ذمتها عشان تحافظ على حقوقها و إمتيازاتها و بتستفيد من كل التناقضات و تأججها ، إذا لزم الأمر، دا شئ مفروغ منو…بس نحن وين في المعمعة دي؟

٩- صراع المركز-الهامش الأثيوبي دا بعكس جزء من تاريخ اللامركزية الشائه زمن جعفر نميري و تفاقمها بحدة في زمن المخلوع البشير، و دا صداهو ظهر بتحجيم الإستقلالية الكان بذرة التمرد العسكري مرة تانية و الحرب والإنفصال. و شفنا تدخل المركز بعد تعيين أبراهيم دريج في دارفور و عزلو و هروبو مع عوامل تانية ساهمت لقدام في ظهور الصراع المسلح في دارفور، و في كردفان مع تعيين محمود حسيب إتشكلت الأرضية الصلبة للنزاع المسلح في جبال النوبة.

١٠- ما عندنا حكيم سياسي يرى ما لا نرى- مع إنو السياسة علم و واحدة من خصائص العلم القدرة على التنبؤ- لكن دروسنا الخاصة بشأن فشلنا في التعامل مع القوميات و دروس دول جارة لينا بتورينا قدر شنو تجويد الإتفاقيات بكل التفاصيل و بآفق مستقبلي بعاين للتغييرات الممكن تحصل مهم  لصون المعاهدات و قدر شنو إستقلالية قرارهم بعيدَ عن المركز واجبة الإحترام …و إلا ح يكون في كم جنوب سودان جاي في الطريق في ظل إتفاقيات سلام هشة برعاية دولة أكتر هشاشة!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..