٢- نرجع بالتاريخ ورا شوية عشان نفهم و نشوف الصورة كاملة، لما كان نظام الدرك بقيادة منقستو هايلي مريام مسيطر على أثيوبيا في السبعينات و التمانينات إتكون تحالف ثوري قادو شاب من التقراى إسمو ميلس زيناوي، كان وقتها مستقر في السودان، و التحالف دا ضم عرقيات و ايدوولوجيات كتيرة و إتحالف مع إسياس وأسقطوا نظام الدرك.
٣- ميلس زيناوي بقأ رئيس من بداية التسعينات ولمان إتوفي في ٢٠١٢ مسك بعدو هيلمريم ديسالقن ، بس في ٢٠١٨ قامت إحتجاجات كبيرة إستلم بعدها شاب من الأرومو، من أبو مسلم و أم مسيحية ودا هو رئيس الوزراء الحالي أبي أحمد كلهم كانوا في الجبهة الديمقراطية الثورية للشعب الإثيوبي اللي أسقطت الدرك بقيادة منقستو و حكمت بعدو .
٤- بمجرد ما مسك أبى أحمد الحكم فصل كتير من التقراي من مناصبهم لأساب عرقية و تم حل التحالف الحاكم و كون حزب الرخاء كبديل و ضم كل مكونات التحالف القديم عدا التقراي.
٥- بموجب النظام الفيدرالي الإثيوبي اللى إتهندس بواسطة ميلس زيناوي و من وراهو قوميتو التقراي،هوامش البلاد بقت بتتمتع بقدر كبير من الاستقلالية ،زي وجود قوات أمنية خاصة بها ، وبرلماناتها الخاصة ، والحق في إجراء استفتاء للحكم الذاتي.
٦- الجبهة الشعبية لتحرير تقراى شايفة إنو قرار أبي أحمد بحل التحالف الحاكم السابق للجبهة الديمقراطية الثورية للشعب الإثيوبي محاولة لاحتكار وتركيز السلطة لحزب الرخاء الإثيوبي. و إتهمتوا بتعديل الدستورو سلب النظام الفيدرالي و الإستقلالية.
٧-آها جاءت القشة القصمت ظهر البعير، إنو بسبب كورونا أديس أبابا أجلت الانتخابات الكان مفروض تكون في شهر تمانية الفات بس حكومة التقراي الإقليمية عملت انتخاباتها في شهر تسعة مكايدة، و دا الدفع الحكومة المركزية عشان تقطع جميع العلاقات معاها و تعلق التمويل الشهري للتقراي. وزي ما قال الرئيس الإقليمي لتقراي ديبريتسيون جبريميكل ، بإنو القرار دا “كان إعلان حرب”.
٨- هل مصر و صراعها حول سد النهضة جزء من الأزمة دي؟
مقتل مهندس سد النهضة، تمرد الارومو بعد مقتل المغني هنديسا، رصف مصرلطريق في شرق السودان يعتقد إنو لتسهيل الإمدادت و نقل المعدات العسكرية ، زيارة البرهان للقاهرة، زيارة قادة القوات لمصرية المسلحة و الإستخبارات و الأمن للسودان، إنتفاضة التقراي العسكرية و تصريح ترمب بأن مصر يمكن أن تفجر سد النهضة مؤشرات لشئ بتخلق عسكرياً في شرقنا.
مصر زيها و زي إي دولة بتهتم بمصالحها و مصالح شعبها و بتعمل السبعة و ذمتها عشان تحافظ على حقوقها و إمتيازاتها و بتستفيد من كل التناقضات و تأججها ، إذا لزم الأمر، دا شئ مفروغ منو…بس نحن وين في المعمعة دي؟
٩- صراع المركز-الهامش الأثيوبي دا بعكس جزء من تاريخ اللامركزية الشائه زمن جعفر نميري و تفاقمها بحدة في زمن المخلوع البشير، و دا صداهو ظهر بتحجيم الإستقلالية الكان بذرة التمرد العسكري مرة تانية و الحرب والإنفصال. و شفنا تدخل المركز بعد تعيين أبراهيم دريج في دارفور و عزلو و هروبو مع عوامل تانية ساهمت لقدام في ظهور الصراع المسلح في دارفور، و في كردفان مع تعيين محمود حسيب إتشكلت الأرضية الصلبة للنزاع المسلح في جبال النوبة.
١٠- ما عندنا حكيم سياسي يرى ما لا نرى- مع إنو السياسة علم و واحدة من خصائص العلم القدرة على التنبؤ- لكن دروسنا الخاصة بشأن فشلنا في التعامل مع القوميات و دروس دول جارة لينا بتورينا قدر شنو تجويد الإتفاقيات بكل التفاصيل و بآفق مستقبلي بعاين للتغييرات الممكن تحصل مهم لصون المعاهدات و قدر شنو إستقلالية قرارهم بعيدَ عن المركز واجبة الإحترام …و إلا ح يكون في كم جنوب سودان جاي في الطريق في ظل إتفاقيات سلام هشة برعاية دولة أكتر هشاشة!