مقالات وآراء

كبار السن يزدادون

محمد حسن شوربجي

حين كان تخفيف الحكم على المخلوع في قضية الأموال التي وجدت في حوزته من عشر سنوات لسنتين  كان السبب القضائي هو انه قد تجاوز السبعون.

ولا أدري هل طبق نفس القانون من قبل  على أي متهم فوق السبعون عاما ام ان الامر  هو استثناء  لحضرة المخلوع.

وهذا بالتاكيد سيفتح بابا لينجو منه جميع كبار السن من الكيزان المدانيين والذين كانوا يملأون الدواوين الحكومية في النظام السابق وغيرهم.

فتوظيف كبار السن اصلا مخالفة عالمية.

وان كنا كذلك حاليا في نفس الدوامة و حكومة الثورة وقوى الحرية والتغيير وقد كدست  الكثيرين من   كبار السن في كل مكان وبدلا من أن  يكونوا جلوسا تحت شجرة ظليلة.

و ليتنا ندرك ونفهم ان هذه النخب الهرمة والمترهلة لا تصلح ابدا لبناء دولة  وقد وصلوا من العمر عتيا.

فحين يحدثك أحدهم في مؤتمر او لقاء أو مناسبة تشعر وكانه يتنفس بمشقة او يتحرك بصعوبة والشعب في انتظار انجازاته  لاخراج البلاد من هذا الوضع المتردي.

فكبر السن والهرم تعرقلان قيام الشخص بأعباء المناصب الصعبة التي تحتاج لمجهود بدني وعقلي  ،   ولابد من أن تكون هناك صفوفا ثانية  مدربة على القيادة حاليا لتحل محل هذه الديناصورات التي اصبحت تعشعش في الكثير من  الوظائف.

ولا أدري إلى متي سنترك شبابنا اليافع هائما على وجهه  ونوكل مهامنا لكبار السن الذين من المفترض أن يرتاحوا في مثل هذا العمر.

فكل عمليات التأبد في الوظائف والكنكشة تكون  لها آثارها  الخطير و الكارثية حيث ازدياد العطالة و التشدّد و المخدّرات والضياع وتسكع الكثيرين في مجالس  ستات الشاهي.

لذا فنحن محتاحون  للتخلص من كل هذه الجحافل الهرمة  واستبدالها بالشباب.

وهنا دعونا اخوتي جميعا ان نرمي  حجرا في هذه البركة الراكدة  لنسن المزيد من القوانين التي تحد من  توظيف كبار السن وان نمنعهم نهائيا  من العمل ان  وصلت أعمارهم لسن التقاعد الالزامية.

وليس هذا بجديد فمثل هذا القانون موجود  اصلا ولكنه حبيس الإدراج.

فالعالم اليوم اخوتي أصبح يشيخ وكل بلدان العالم اصبحت تشهد نموا رهيبا في أعدد كبار السن.

وان نسبتهم بازدياد مضطرد  وبحلول العام 2050م ستزداد أعدادهم   من 600 مليون مسن إلى نحو بليوني شخص،

ولكن أيضا ستكثر اعداد الشباب بنفس هذه النسبة.

لذا لابد من الالتزام  بالسن القانونية للتقاعد   حتى لا يظلم شبابنا الواعد وتزداد اعداد العطالي.

……………………………….

محمد حسن شوربجي

<[email protected]

 

‫3 تعليقات

  1. انت لمست الوتر الحساس ده المشكلة الحقيقية التي يعاني منها السودان بكل مؤسساته العامة والخاصة

  2. الزول ده اراهنكم قاصد ود المهدى،، إنجم يا شوربجي زولك شاء ام ابا ماظنيتو تقوم ليهو قائمه بعد الكرونه دى وانا اقصد ممارستو للسياسه ومن سويداء قلبى اتمنى له الشفاء العاجل ويرجع سالماً غانماً لبيتو ولعيالو وكذلك أنصاره فجميعهم فى حاجه ماسه إليه فى هذا المنعطف الخطير الذى تمر به البلاد وهم من غير امامهم لايسوون قشر بصل!! وإذا لا قدر الله وافته المنيه سوف يتشتتوا كتشتة الرصاص وإن شئت كبول النوق الراكضه!!.

  3. الثلاثون عاما التى انقضت لا اقول بخيرها وشرها بل بشرها خلفت اجيال يفتقرون للتجربة والخبرات التراكميةوهذه الحقائق ماثلةامامنا فى كل منحى من مناحى الحياة حتى الوزراء يفتقدونها.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..