جرائم الأسرة ..!ا

جرائم الأسرة ..!

منى أبو زيد
[email protected]

عندما نفذ حكم الإعدام ? قبل أسابيع ? في أب سعودي قتل ابنته “ذات الخمسة أعوام” ضرباً حتى الموت، تزامن الأمر مع خبر محلي مماثل ? مر مرور الكرام ? مفاده أن مواطناً سودانياً ضرب ابنه البالغ من العمر سبع سنوات، ضرباً مبرحاً أرقده طريح الفراش، قبل أن يفارق الحياة متأثراً بجراح غضبة أب كادح أتلف الفقر أعصابه ..!
أحدى الدراسات المختصة بالعنف الأسري قالت إن ثلث جرائم القتل في الأردن أسرية، وذات النسبة أعلنت في إيطاليا، حيث أكدت دراسة حديثة أن عدد الإيطاليين الذين قتلوا على أيدي أقاربهم ? في السنوات الأخيرة – أكثر من عدد ضحايا جرائم القتل المنظم التي تنفذها جماعات المافيا ..!
معظم الدول أقلقها تفاقم معدلات العنف الأسري، فاجتهدت في دراسة الأسباب واستشراف الحلول .. عندنا في السودان بدأت جرائم الأسرة (بين غير الأزواج) ترتقي – على استحياء – مراتب الظاهرة، فلا تكاد تخلو صحيفة كل بضعة أيام من خبر مقتل هذا على يد ابنه وذاك على يد شقيقه .. نحن نواجه اليوم مغبة استشراء الفقر واستتباب الغلاء وتفشي البطالة، ولسنا ندري ماذا فعل الله بتدابير المختصين في هذا الشأن .. هل من انتباهة جادة في هذا الصدد أم أننا سوف ننتظر ? كعادتنا ? بداية الانهيار ..!
التحولات الاقتصادية المفاجئة أقلقت منام القيم الاجتماعية وهجعة الأخلاق الأسرية، وأضعفت الصلات العائلية فشاعت فينا ثقافة الاستهلاكية المادية القاسية، اقتناء الكماليات التي تحولت بفضل سيطرة المظاهر إلى ضروريات، فأثقلت كاهل الأسر بأعباء مادية جديدة ..!

كثر الصدام وتفاقمت الخلافات وشاعت السلبية بين الآباء والأمهات فخرجت أجيال بأكملها عن السيطرة، حتى كادت صورة المجتمع النمطي المتسامح المترابط أن تغيب ..!
يا أولي الألباب .. الأسرة السودانية تشهد اليوم لعبة كراسي خطيرة بعد أن غابت القدوة التقليدية وتبدلت الأدوار، فبات من المألوف أن تعول الفتيات اليافعات أسرهن بينما الشباب معظمهم عاطلون، والآباء والأمهات يستمرئون الانضواء تحت سلطان الحاجة وقلة الحيلة، حتى ما عاد هنالك من يعبأ أو يجرؤ على سؤال العائل الجديد “من أين لك هذا” ..!
الأسرة السودانية تشهد انهيار بعض القيم التي أولها وأولاها توقير واحترام الكبير، نحن في حاجة إلى حزمة تدابير إسعافية قبل فوات الأوان، لا بد من تفعيل دور الدولة الذي ظل خاملاً في هذا الشأن .. أين المؤسسات المختصة في هذه الحكومة، المسئولة الأولى عن الإخفاقات السياسية والمصائب الاقتصادية، التي عصفت باستقرار معدلات القيم والأخلاق الأسرية في هذا البلد ..؟!
عليها أن تجتهد في رفع الوعي الشعبي بقيمة الاستشارات الأسرية، لا بد من توفير مراكز الدعم والمساعدة في هذا الشأن .. الأسرة السودانية الأصيلة، مريضة وتشكو إلى الله ضعفها وهوانها على مشرِّع السلطان، ومسئول الغفلة، وحكومة الأزمات.. فهل من مذكر..؟!

عن صحيفة التيار

تعليق واحد

  1. يا بتنا

    هذا كله من إفرازات الحالة الإقتصادية التى تأثرت بها الحالة الإجتماعية خلال فترة ال20 سنة الماضية وربنا يستر من الجايات

  2. ليش التناقض فى مقالاتك الان تقولى ان الحكومة مسئولة عن المصائب الاقتصادية والاخفاقات السياسية وقبل ايام تشهرى قلمك ضد عبد الرحمن الراشد دفاعا عن هذه المصائب الاقتصادية مع ان النقد الذى يوجهه الراشد لا يعادل مثقال ذرة من النقد الذى يوجهه السوداتيون حتى فى الشرق الاوسط نفسها

  3. إنتى وين كان أهلك لما تابعتى ( الكيزان ) ! بالطبع لأنك تعوليهم مافى واحد بيسألك ( لماذا صحيفة التيار بالذات ) ! إن كنتى تودين الأستمرار كصحفية بعد ( الطوفان ) أتجهى لصفحات ( الأسرة ) و ( وصفات الطبيخ ) يعنى مش كدا طوالى دايرة تكونى ( هيكل ) صحفية سياسية وكمان بتدافعى عن ( أسوأ ) تنظيم إسلامى على وجه الأرض ! وأكثر حكومة غير ( شرعية ) فى العالم ! ولا كمان مقتنعة بأنو الحكومة السودانية وصلت للحكم بأنتخابات أيضاً ! هل سمعتى بكاتبة إسمها ( ستيلا قايتانو ) ! إقرأى لها قبل تمسكى كتب ( البرتو مورافيا ) و ( ماركيز ) و ( الترابى ) و ( حسن البنا ) ! هل فهمت ياخلاسيتى !

  4. ههها يا دوبك اكتشفتي هذا الاكتشاف الخطير، رهيبة والله اكتشفت ان في السودان أزمة اسرية واجتماية وان هناك تحول وتغيير في القيم، الحل يا عزيزتي هو تطهير هذا البلد من العصابة التي تحكمه والمنافقين والمنافقات وتحقيق دولة العدل والكفاية حتى يتعافى الوطن من الامراض المستعصية التي المت به….

  5. الطريقة
    التي يعامل بها الرجل المرأة لا تدل فقط على من هو, وإنما تظهر أيضا كيف
    كانت تربيته فالرجل الذي يعامل المرأة كملكة فقد تربى على يد ملكة أيضا
    ,والسودان يام فهوا حدث ولا حرج والله الراجل لمن تشوفه تحلفى بحياتوا بس من غربت الله لا وراك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..