التطرف الاسلامي ودوره في انحطاط الوطن العربي

تعيش الامة العربية اليوم أسوأ ايامها بسب الاضطرابات والعنف الذي تعيش فيه المنطقة وحالة الانسداد المعرفي اذ لا يوجد بلد عربي لم تمسه حالة العنف الفكري الذي تمارسه تنظيمات الهوس الديني ? وقد سادت حالة من الفوضى والحروب عدد من الدول العربية مما يهدد كيان المجتمعات العربية والاسلامية بمستقبل غامض وحاضر سماته العنف والقتل.

وقد بلغت حالة الانسداد مرحلة تنذر بتفكك الدول العربية الي كيانات ومجموعات ذات انتماء طائفي ومذهبي واحيانا مناطقي ? واذا لم يتم تدارك هذا الانزلاق بوعي ومناقشة الاسباب الحقيقية التي قادتنا الي هذا الدرك من الانحطاط القيمي والاخلاقي سوف تتفكك المنطقة الي دويلات وكانتونات واذا تتبعنا هذه الاحداث نجد ان تنظيمات الاسلام السياسي هي الحاضن الشرعي لكل كيانات الارهاب بمختلف مسمياته فالمرجعية الفكرية واحدة -والاحداث التي تمت في العراق والتي تمددت حتي سوريا وحالات العنف الدامي الذي شهدته نيجيريا ومالي له مدلولات وقواسم مشتركة وهو الاسلام السياسي الذي يغذي العقول بالكراهية تجاه الاخر المختلف في الاعتقاد.

هذا من جانب ومن الجانب الاخر نجد الصراع التاريخي بين السنة والشيعة والذي اصبح اكثر حدة ورفضا للآخر وانعدام للحوار- وتشهد المنطقة حالة من الاستقطاب المذهبي تستخدم دغدغة العواطف للتجييش والكسب السياسي من اجل تخدير الجماهير كما هو الحالة السودانية التي تحكي بواقعية تجربة الاسلام السياسي في الحكم والتي ادت سياساتهم الي تفكك الدولة السودانية ودوامة حروب استطالت وافقرت شعبه وفرطت في سيادته -والاوضاع في دول اخري تمدد فيه نفوذ الاسلام السياسي مثل اليمن وليبيا لا يبشر بخير اذ ينشط التنظيم العالمي للإسلام السياسي بتغذية الصراع في تلك الدول واحتضان الحركات المتطرفة لزعزعة الاستقرار والتعايش السلمي ? وكما تشهد الدولة المصرية صراعا محموما من اجل اجتثاث بؤر التطرف الإسلامي بعد ان ثار عليهم الشعب المصري بعد ان خانوا امانة الناخب المصري وحاولوا تكرار تجربة الجبهة الاسلامية في السودان وتقويض مؤسسات الدولة المصرية.

وآخر تجليات الاسلام السياسي متمثل في النسخة الداعشية التي تمثل قمة الانحطاط والانحدار نحو الهمجية واللاوعي وانعدام الانسانية?- ومؤكد ان خطر هاذه الجماعات سيطول المنطقة دون استثناء وحتي الدول الخليجية اصبحت تشعر بالخطر القادم عبر البوابة اليمنية من خلال تنظيم القاعدة والحوثيين والتغلغل داخل المملكة العربية السعودية ?وتشهد المنطقة فراغ وغياب قادة عظام امثال اسماعيل الازهري والملك فيصل وعبدالناصر والشيخ محمد سرور الصبان مستشار الملك فيصل والذي لعب دورا مهما في تلك القمة .

وقد اسهمت القيادة السودانية ممثلة في الازهري والمحجوب في انجاح المصالحة بين الملك فيصل وعبدالناصر و هندسة مؤتمر اللاءات الثلاث المقام في الخرطوم في عام 1967 اذ تناست الامة خلافاتها وتوحدت نحو العدو المشترك والمصير المشترك ودعم دول المواجهة لبناء قدراتها العسكرية وكان هذا له اثر كبير في تحقيق النصر في حرب 1973 ونحن اليوم احوج ما نكون الي استنهاض الهمم ومحاربة كل اشكال التطرف والهوس الديني وذgك ببناء العقول والعمل علي مخاطبة احتياجات الشعوب في العيش الكريم حتي لا تقع في احضان تنظيمات الظلام نتيجة للإحباط والبطالة.

عبد الله ? محمد -بابكر

ناشط في مجال حقوق الانسان

ت 1664 -369 -202 الولايات المتحده الاميركيه
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. جذور هذه الموجة الاقبح من العنف والإرهاب في تاريخ العالم المعاصر تعود جذوره الحقيقية الي سوء إدارة الازمة المترتبة علي احداث سبتمبر والتورط في غزو واحتلال العراق والقضاء علي المتبقي أصلا من دولته الوطنية التي طانت تعاني من أزمات داخلية خطيرة بعد غزو دولة الكويت الي جانب تورط حكومة اليمين الأمريكي والإيراني في بناء دولة مشوهة وطائفية ومحاكم غير شرعية جرت في أجواء من الإرهاب واختطاف وقتل رجال القانون وليس أخيرا اغتيال وتصفية القيادة العراقية ورئيس الدولة ورفاقه الي جانب القرار المعيب الصادر من مرجعيات دينية في ايران بحل حزب البعث العراقي والذي مررته سلطة الاحتلال التي شاركت في تلك الجريمة المتكاملة وانتجت الواقع الراهن والخطير وداعش ذلك النبت الشيطاني الذي لايشرف العرب والمسلمين وكل حر كريم.
    العلاج ليس بالقاء القنابل وانما بإصلاح أوضاع العراق واطلاق الحريات العامة ودعوة كل قواه السياسية والوطنية الي إعادة بناء الدولة القومية من جديد ومصر أنجزت ماعليها وحافظت علي كيان الدولة فيها قويا متماسكا والبقية علي اصلاح أوضاع سوريا والسودان وليبيا لنزع فتيل الحرب الكونية الصامتة والحد دون وصولها مرحلة يصعب السيطرة عليها.

  2. المعروف مشروع الشرق الاوسط الجديد لتفتيت البلدان العربية . المعروف الاتفاق مع الاخوان المسلمين للقيام بالدور الخبيث لتحقيق المشروع. اليس معروفا ان تنظيم الاخوان صناعة الاستخبارات الانجليزية بداية ثم توظيفة بواسطة المخابرات الامريكية. وقد كان ظاهرا ايام مرسي في مصر عندما كانت امريكا تصر لاخر لحظة علي شرعية مرسي و المطالبة بفك اسرة. حتى انها قطعت المعونة العسكري لمصر السيسي كعقاب على عدم ارجاع مرسي .انه الاسلام السياسي الذي وضع يده تحت امرة امريكا لتساعدة على حكم كل الشرق الاوسط لارجاعة للعصور ما قبل المظلمة . ولتبقي شعوبة توابع امريكا وسوقا للصناعات الغربية و ممول بالمواد الخام.
    ان داعش لن ترعوي حتي تهزم هزيمة باينة و كذلك الانقاذ لن ترحل الا بالبندقية كما تحدي البشير المعارضين.

  3. أعتقد أن المدخل الصحيح والعنوان الصائب لهذا المقال كان يجب أن يكون “الوطن العربي ودوره في اختراع التطرف الديني” فليس التطرف هو ما خلف العرب بل العرب – الذين لم يكونوا يوما سوى متخلفين – هم من اخترع التطرف الديني وعاشوا به وعليه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..