وطن ” واطي” (2)

لاشك ان اطلاق صفة ” واطي” ليست بالامر الهين وخصوصا عندما يكون المنعوت الوطن ” سوف اعود لاحقا لتعريف الوطن” .. ولايصح اطلاق هذا النعت دون مستوجبات حية شاهدتها بام عينيك ” لا حكي لا قوالات”، تطرقت بالامس لنهج التدافع بين ضدان واوضحت انه ” نهج التدافع” هو اس الحياة والتطور، وعند غيابه ” كما هو الحال في وطننا السودان” تكون الحياة بهيمية ، وعندما يقول القران ويوضح ان في القصاص حياة مخاطبا اولي الالباب اي اصحاب العقل فانه يقصد بان ندفع شر القاتل بان نتمسك بقتله وهو نهج التدافع الغير موجود عندنا.
تترسخ صفة واطي في ذهنية العديد في كل صبح واذكر مما شاهدت تظاهرات لمرضى الكلى قبل فترة، هم نعم تظاهرو لانعدام محاليل الغسيل ولكن اذا نظرنا للامر بصورة ادق هم تظاهرو لاجل الحفاظ على حياتهم، اي ان بينهم والموت صمودهم وقطع شك كانو يعتقدون في دواخلهم ان خطبعم جلل وامرهم عظيم وسوف تقف البلد وقفة رجل واحد لاجل حياتهم وهم تناسو او نسوا ان ذات المطلوب منهم الوقوف معهم قتل منهم مايفوق ال200 وسارت الامور كانما تلك الارواح ال 200 اروح دواجن نافقة.
وشرب اصحاب التظاهرة ” مرضى الكلى” مشرب قاسي عندما تافف منهم الاصحاء بدعوى انهم قفلو الطريق واعاقو اعمالهم وانفضت التظاهرة ولاحقا انتحر احدهم ” احد المرضى” ولاشك ان الله غفور رحيم نساله ان يتولاه برحمته.
مايهمني انه عندما تصل مشاعر التضامن لهذه الدرجة من الانحطاط لا يضير ان نقول ” وطن واطي”
وكانّي بالشعب يستبسل للانفراد بروحه عن كل شي، يريد ان يكون وحده الناجي في استنساخ لقضية ” الفئة الناجية” فان كانت تلك ببعد ديني فهنا البشير يمثل العقاب والثواب، التزلف اليه او تجنبه ربما يعفي عن العقاب، ولكن غاب عنه ان الشر يعم ” مقولة الجيش “.
لا احتاج ان اذكر طرفة جحا الذي تتلخص في ان كل منا يقول نفسي نفسي فجحا هذا اتاه القوم محذرين له بان”؟؟؟” لك ان تملاء مكان الاستفهام بما تريد وهو شي **** اتو وقالو له بان ال؟؟؟ في المدينة وقال لهم جحا مالي به وهو بعيد عن فريقي..
وبعد عدة بوم قالو له ال؟؟؟؟؟ في فريقك قال لهم مالي به وهو بعيد عن بيتي … وتكرر الامر الا ان قالو له انه في بيته وفي غرفته وحينها لم يرد جحا بل نظر اليهم بانكسار وكانه ” فضت بكارته ان وجدت”.. وهنا جحا واطي لانه لم يقاوم.. حتى فضت بكارته ان وجدت …
كما ذكرت فأن منظر تظاهرات مرضى الكلى تخبر بوضوح اننا وصلنا الى درك سحيق للغاية في شأن العزيمة واننا استسلمنا بشكل مقيت للجلاد، الذي امتطى ظهورنا اكثر من ربع قرن، واتمنى ان يتفحص الجميع ذواتهم في هذا الصبح وليكن هنالك سؤال واحد يقرع في اذهان الجميع، هل فكرنا في هذا الصبح في واحد من الاتي:
1- امهات شهداء هبة سبتمبر؟
2- أهل دارفور في الملاجي؟
3- المرضى في المستشفيات المقيتة؟
4- العطشى وهم قرب النيل؟
5- المهاجرين والمغتربين الشباب وما يعانوه كل صبح ” ولعمري هذا شأن بليغ لو استطعت لاستفضت فيه وكتبت حوله وهو تالله رمز اننا ” وطن واطي” ففي الخليج اضحى السوداني يتحسب ويترقب خوفا ان يقال أو ان يصبح بلا عمل لانه بلا بديل عكس الهمدي او المصري او الباكستاني الذي يستطيع في اي لحظة العودة لوطنه ويحيا حياة انسانية، ولكن مغتربينا بلا بديل لذا وجب الانبطاح..!!
أجزم بان القليل تدور في ذهنم هذا الاشياء والتساؤلات، ولو اخذنا او ماسرد اعلاه ” شهداء سبتمبر” لو كانو في وطن أخر لكان يوم موتهم يوم عيد، توقد فيه الشموع وترفع فيه رايات الوطن، ويكرّرم أهاليهم، ولكن لسوء حظهم انهم ولدوا في ” وطن واطي” .!!

مع تحياتي
ناصر محمد 15/نوفمبر /2014
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الوطن اكبر مني و منك
    تحدث عن النظام كما شئت
    لكن الوطن خط احمر
    قيمة الصحة لا يعرفها الا المرضى
    لو كنت مثل البدون كنت عرفت قيمة الوطن
    و للاوطان في دم كل حر يد سلفت و دين مستحق
    وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني اليه في الخلد نفسي
    بلادي و ان جارت علي عزيزة و قومي و ان ضنوا علي كرام
    وطنك الباسمك كتبنا و رطنا
    في حضرة جلالك يطيب الجلوس مهذب امامك يكون الكلام

  2. الوطن اكبر مني و منك
    تحدث عن النظام كما شئت
    لكن الوطن خط احمر
    قيمة الصحة لا يعرفها الا المرضى
    لو كنت مثل البدون كنت عرفت قيمة الوطن
    و للاوطان في دم كل حر يد سلفت و دين مستحق
    وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني اليه في الخلد نفسي
    بلادي و ان جارت علي عزيزة و قومي و ان ضنوا علي كرام
    وطنك الباسمك كتبنا و رطنا
    في حضرة جلالك يطيب الجلوس مهذب امامك يكون الكلام

  3. عليك ان تعتزر لهذا الوطن الشامخ ولن نرضي لي كان ان يسب هذا الوطن الغالي
    عليك ان تعرف هذا الوطن معرفة جيدة وكيف دول الغرب وكلاب امريكا تمنوا لو يجدوا فيه فرصة ……
    عليك ان تعرف لماذا اسرائل ترجوا لنا ان نصبح خمس او ستة دول ليس محبة فينا ولكن في هذا الوطن ,,,,,
    عليك ان تساءل من كان يكسوا الكعبة من هذا الوطن الحبيب , وان اتئ من بعده من دنسئ ارضيه ولعبة بمواردة لمصالحه الواطئية ,,,,
    عليك ان تعرف السودان من افضل الدول الافريقية من ناحية الموارد المادية او البشرية وكيف ان الكادر البشري اصبح الان في اكبر الدول له رايه وخبرتة وتجارب يعتزة بها ,,,,,
    عليك ان تميز ما بين وطن شامخ شموخ عزة وكبرياء و سياسيون وقتصاديون فاشلين الوطن منهم برئي براءت الذئب مندم يوسف علي السلام ,,,,
    عزرآ ايها الوطن ان هانك او سبك من لم يعرف مكانك ولك التحية وطن ابيئ وطن لمواطنين اشراف لا يقيموا بالمادة …..
    هكذا تعرف الرجال وانصاف الرجال واشباه الرجال فالمحن هي المحك الحقيقي ……

  4. وطن شامخ . وطن راسخ . وطن بكل هذا الاتساع و بكل هذا الغني و بكل هذا الشموخ. لم يجد

    منا سوي العقوق .

    اذا نحن العاقين و نحن المعاقين .

    اما الوطن فلن يسقط مهما ترنح . و لكن له رجال غيرنا .

  5. يا أ / ناصر ,,, ” وطن واطي ” تعبير مؤلم ,,ألم ساخر بلون قاسي مزجته بدم حبك لوطنك وشعبه يعبر عن مقدار حبك وحبنا له؟!! ولكنه أبلغ وأصدق تعبير ” مالكم كيف تحكمون ” ,, ودعني أجمل الألم ؟! أو ربما أقسو قليلاً؟!وأقول وطني أصبح “كالنعل المقلوب ” أو بتعبير سوداني “شبشب مقلوب “؟! والله يعزك أنت أخي نصر ويعز المقلوب ” ولايعزهم هم وهم أدرى بهم”؟! فهل منكم من لديه أدنى درجات الخُلق والادب أن يحاول؟! أن يعدله أو يقف بجانب من يعدله ,وان قلتم خرافة وبدعة؟! فمهلا معكم لأجل أن يعدل فاعتبروها من جماليات الأشياء”عذراً ليس لكرامته وكرامتكم موضع هنا “؟؟!!
    أخي ناصر سلم تسليمتك الاخيرة لآخر صلاة في حب وطنك وأقطع ماتحب من سجادتك واحتفظ بها لقنوتك الاخير ,فحتما ستتهم بالردة بحبه ؟!وتماما كما فعلت أخذتها معي مهاجره فكانت لي عزاً باقيا وهي من تسندني وتأبى لي الإنبطاح فشكرا لها وله مابقى معدولاً ؟!
    أخي ناصر لك ولي ولهم وطناً عاااااالياً شااااااامخاً ؟!حُلم في لحنٌ في كلم ؟!!,,,,,,
    أخي ناصر لك الحياة والفرح,,,,,,

  6. الوطن يا سيدى العزيز رقعة جغرافية وحيز من الكرة الارضية تعاقبت عليه السنين وصنوف البشرية …لا يتغير بالزمان ولكن متغيرات الصنف البشرى هى التى تعطيه اللون المعروف للحقبة المعينة…فإن كان الوطن واطى…لكانت كل بلدان الدنيا بهذه الصفة..لان مكونات كل الاوطان متشابهة تماما كتشابه غرب السعودية بشرق البلاد من الناحية الجيولوجية والمورفولوجية…لكن يبقى السؤال؟ هل من يحكمون يكثلون الوطن…أبدا ما كانو ولن يكونو لان الوطن باق وسيذهب الجلاد إلى حفرة ضيقة وكذلك نحن وهم…وسياتى جيل جديد…إما ان يكون جيلا سمحا يعيد توان الاشياء او يكون بنفس الجينات النفسية الانانية التى مرت على علية ..زفعذرا الوطن اجمل كلمة يبحث عنها كل آدمى..دمت يا سودان رمزا للنقاء وسوف يقتلع الطغاة منك إقتلاعا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..