مقالات وآراء

من هو “أبو الجنقو” ذو القلم العملاق الذي رفع إسم السودان عالياً ؟؟

أحمد محمود كانِم

من سخريات القدر و أعاجيبه أن هذا القلم الذي بات مصدر فخر للعالم ، وللناطقين بالعربية والقارة السمراء  والسودان بوجه أخص ؛ هو ذات القلم الذي لطالما سعت الحكومة السابقة لتكميمه وكسره ، بل وطمره إلي الأبد.. وذلك نسبة لاصطدامه اصطداما مباشراً مع التوجه التضليلي وسياسية الخم والاستعباد العقلي التي تنتهجها  أنظمة النخب الأيديولوجية المتعاقبة على رأس السلطة في السودان .

لكن رغم أنف المستنكفين  صمد ذلك القلم شامخاً ، وما فتئ يحصد الجوائز الكبري تباعا جائزة إثر أخرى.. كجائزة “بي بي سي” للقصة القصيرة على مستوى العالم العربي ١٩٩٣ عن قصة (امرأة من كمبو كديس)

  • جائزة (قصص على الهواء) التي نظمتها “بي بي سي” بالتعاون مع مجلة العربي عن قصتي (موسيقى العظام) و(فيزياء اللون)
  • جائزة الطيب صالح للرواية لعام ٢٠٠٩ عن رواية “الجنقو – مسامير الأرض”

وها هو اليوم يرفع  إسم السودان عالياً متربعا على  عرش جائزة الأدب العربي في فرنسا للعام 2020 .

فمن هو عبد العزيز بركة ساكن صاحب ذلك اليراع العملاق  ؟

*هو أديب سوداني وُلِدَ   ب«خشم القربة»  بولاية

«كسلا» عام ١٩٦٣م، ونشأ وترعرع في  بالقرب من مدينة «القضارف»، حيث درس المرحلة الابتدائية بمدرسة «ديم النور الابتدائية بنين» (الرباط حاليًّا) بالقضارف، والتحق في المرحلة المتوسطة بمدرسة «خشم القربة» ثم مدرسة «حلفا الجديدة» في المرحلة الثانوية، وتابع دراسته الجامعية في مصر، فدرس إدارة الأعمال بجامعة أسيوط.

ويقيم حاليًّا في «النمسا»، وهو متزوج وله ولدان: «المهاتما» و«مستنير».

*عمِل مدرسًا للغة الإنجليزية في الفترة من ١٩٩٣م إلى ٢٠٠٠م، وشغل عدة مناصب، أبرزها: عمله مستشارًا لحقوق الأطفال لدى اليونيسيف في دارفور من ٢٠٠٧م إلى ٢٠٠٨م، ومديرًا لمشروعات التنمية في صندوق تنمية المجتمع التابع للبنك الدولي بالنيل الأزرق، إلى أن تفرَّغ للكتابة؛ تلك الوظيفة التي يستودعها شغفه التام والدائم ويعدها «وظيفة الساحر»، فإلى جانب مؤلَّفاته القصصية والروائية .

*نشر في كثير من الدوريات والمجلات والجرائد المحلية والعربية والعالمية مثل: مجلة العربي، مجلة الناقد اللندنية، مجلة نزوي، مجلة الدراسات الفلسطينية الصادرة في باريس باللغة الفرنسية، مجلة الدوحة القطرية، مجلة بانبال الصادرة باللغة الإنجليزية بلندن، جريدة الدستور اللندنية، مجلة حريات وصحيفة المواكب وغيرها .

بجانب مشاركته في بعض الفعاليات العربية والعالمية، مثل مهرجان الجنادرية بالمملكة العربية السعودية، ومهرجان القصة القصيرة الثاني بعَمَّان، وورشة كتاب تحت الحرب ببروكسل، وفعالية الفنون بوابة للسياسة في فيينا- النمسا و عضو نادي القصة السوداني عضو اتحاد الكتاب السودانيين .

* ومن ألاعيب للصدفة أنه  بعد حصول روايته «الجنقو مسامير الأرض» على جائزة الطيب صالح للرواية عام ٢٠٠٩م، _وهي نفس الرواية الحاصلة للتو على جائزة الأدب العربي في فرنسا_ أصدرت  وزارة الثقافة السودانية بحظر الرواية ومنع تداولها، وقبل ذلك صودرت مجموعته «امرأة من كمبو كديس» عام ٢٠٠٥م، وفي ٢٠١٢م قامت السلطات بمنع عرض كتبه بمعرض الخرطوم الدولي للكتاب، فيما رأى ساكن في تعنُّت الرقابة تضييقًا غير مقبول، مؤكِّدًا على أنه «كاتب حسن النية وأخلاقيٌّ، بل داعية للسِّلْم والحرية، ولكن الرقيب لا يقرؤني إلا بعكس ذلك» .

*في المقابل، توفَّرت لأعماله قراءات تنبَّهت إلى رسالته وإبداعيته ونبَّهت إليها لدرجة أن   قرر المعهد العالي الفني بمدينة سالفدن سالسبورج بالنمسا في ٢٠١٣م أن يدرج في مناهجه الدراسية روايته «مخيلة الخندريس» في نسختها الألمانية التي ترجمتها الدكتورة «إشراقة مصطفى» عام ٢٠١١م.

 

* من مؤلفات:

_الطواحين

_رماد الماء

_ زوج امرأة الرصاص

_سماهاني

_الجنقو مسامير الأرض

_مسيح دارفور

_مخلية الخندريس

_العاشق البدوي

_موسيقى العظام

_الرجل الخراب

_منفستو الديك النوبي

بجانب:

_حكاية: حواية والضبع، باللغة الفرنسية – باريس دار هرمتان 2010

_حكاية: فارس بلالة، باللغة الفرنسية- باريس – دار هرمتان 2010

_ مجموعة قصص قصيرة : بالفرنسية- باريس – دار هرمتان 2010

_ غابة سرد: الجزائر عاصمة للثقافة العربية

_ مختارات من القصة القصيرة، أفق أول نادي القصة السوداني 2006 .

* ومما يميز الكاتب عبد العزيز بركة ساكن ويضعه في قمة ايقونات الأدباء السودانيين بلا منازع أنه استطاع أن يجهر عالياً وبكل جرأة وشجاعة بأنين وآلام المجتمعات المهمشة التي لم تجد لها لسان يترجم ما يقاسونه من ويلات ، كما أنه فضح عقلية ونفسية النخب المأدلجة التى تتخذ من سياسة التجهيل والقهر الثقافي سلما تصعد به نحو مطامعها ، بجانب تطرقه بعقل مفتوح لمآسي الرق والاستعباد التي عانتها ولا تزال تعاني من إفرازاتها  شرائح كبيرة من مكونات الشعب السوداني .

وفي الختام : السودان والعالم موعود ببزوغ كوكب سيظل  ساطعاً في الفضاء  الفكري والثقافي العالمي لقرون طويلة آتية ..

 

بولتون/انجلترا

9 نوفمبر 2020

 

#المراجع :

الجزيرة نت نسخة محفوظة 28 مارس 2018 على موقع واي باك مشين.

صحيفة القدس العربي نسخة محفوظة 07 مايو 2018 على

صوت الهامش

موقع واي باك مشين.

أيقونة بوابةبوابة أدب

أيقونة بوابةبوابة أعلام

أيقونة بوابةبوابة السودان

أيقونة بوابةبوابة روايات

 

 

أحمد محمود كانِم

<[email protected]>

 

تعليق واحد

  1. عبد العزيز بركة ساكن روائى سودانى طعم كتاباته ورواياته لا يقاوم فيه القرية السودانية خاصة دارفور بل الريف بأكمله حيث تتصارع مصالح القوى الإقتصادية والعسكرية والسياسية السودانية في عراك أبدى للإستحواذ على السلطة وبسط هيمنتها لتثبيت مصالحها وبالمقابل إستلاب إنسان الريف وصياغته كمكون ثقافي اخر يردد صدى العاصمة الاسلاموعربية وهى أيضا تتنكر لذاتها.بركة ساكن ولج إلى ذرى الإبداع بقوة ولعلها بذات القوة التى جابهت أنتاجه الروائى في الخرطوم السياسية والثقافية لأنه لم يتماهى مع مشروعها الثقافى الذى يضع السودان كله فى قالب واحد ليس بمقدوره استيعاب التنوع السودانى. بركة ساكن من القضارف أو من كسلا أو من الجنينة دار أندوكة هذا لا يهم ولكنه عبر عنها بصوت عال ومزجه بخيال خصب وأخذ يطرق بشدة في مواضيع ظلت حبيسة النفس ومن الممنوعات التى وضعت أمامها لافتة تمنع الإقتراب والتصوير والتفكير.. قرأت جملة من كتابات سودانية لم تر في بركة ساكن إلا كاتبا سطحيا يتطرق بفحش لبعض أحوال القرية السودانية كما زعموا والحقيقة أن ساكن قد جأر بزيف مزاعمهم سواء كانت بإسم الدين أو العروبة ولم يحاول تجميلها نازعا عنها الأقنعة تحركه جراحات البسطاء ضحايا الإبادة والتهجير والإفقار. نعم بركة ساكن حورب كما لم يحارب أحد قبله في السودان ليس نظام الإنقاذ فقط بل من المجموعات الثقافية المركزية رواياته كان الشارع يلتهمها فقد كنت أجدها على رصيف مكتبة المريديان تحت شجرة ظليلة ومعها كباية شاى كارب من تلك الكردفانية الظريفة بينما صبى الورنيش الدافورى يرنو ببصره بعيدا لنداء من أحد رفاقه وما هى إلا لحظات حتى هبت علينا الكشة فاختلط الحابل بالنابل الشاى وعدة الشاى وصندوق الورنيش وحذائى ورواية بركة ساكن كلنا فى كومر البلدية لتبدأ معها موجة من الإساءات وسيل من الأسئلة الغبية .. من وين جنسك شنو الأدهى أنهم لا يختلفون عنا فكلنا ضحايا هذه المؤسسة العتيقة العصية على التطور.. بركة ساكن قدرته فائقة على مزج الأحداث وتفتيتها ثم أعادة تركيبها.. صاحب الجنقو ومسيح دارفور والخندريس ومخترع شخصية عبد الرحمانه..له منى التحية مع التمنيات الخالصة بالتوفيق

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..