سفير جوبا بالخرطوم يضرب رعاياه تحت الحزام

في الماضي كنت قد حظيت بفرصة العمل في ولاية شمال بحر الغزال (أويل) بالعمل ضابط تعليم وشباب في ولاية بحر الغزال ووفقنا الله بفتح عدد 3 مدارس أستوعبت في الصف الأول 167 تلميذاً وفصول محو أمية في المستشفى بأويل ودار للمرأة للخياطة وترويج الحرف اليدوية وكانت فترة ثرة و خلاصتها أن الجنوب قبل الإنفصال كان خصباً لإستقبال أي جهد في مصلحة الإنسان مع العلم أن الجوب بلد مترعة بالثروات التي لا تحصى ويدعمها خريف يدوم لثمانية أشهر في العام ولكن الحرب اللعينة التي ركب موجتها الجنرال جون قرنق خلصت إلى إنفصال جنوب السودان عن شماله ونشبت حرب ضروس لم يشهد عالمنا الأفريقي لها مثيل في قسوتها وشدتها وهذه الحرب اللعينة تجاوزت في بشاعتها كل الأعراف الإنسانية حيث أزيز الرصاص ودوي المدافع تستهدف الأبرياء من المدنيين والأطفال حتى تجاوزت درجة العنف والصراع حدود المتصور وفاقت كل التوقعات وشهدت حالات مؤسفة من الإبادات الجماعية وحملات التطهير العرقي التي راح ضحيتها الآلاف مما يهدد جنوب السودان الآن بتفريغه بالكامل من السكان ولجوء مئات الآلاف من الضحايا كلاجئين في دول الجوار وقد لجأ السواد الأعظم منهم لدولة السودان للمرة الثانية.
السلطان عبد الباقي أكول سليل السلطان أتوير وحفيده السلطان حسين عبد الباقي هم ركائز للسلام في دولة جنوب السودان وهذه الأسرة لها باع طويل في نشر السلام بين قبائل مقاطعات ومناطق شمال بحر الغزال حيث لم يتقصر دور هذه الأسرة ودأبها الحثيث لإحلال السلام مجرد دعم أدبي بل تعداه لعمل حقيقي على الأرض يهدف لنبذ الفرقة والشتات والصراع بين القبائل المختلفة القاطنة في ربوع مدينة أويل شمالاً وجنوباً وعملت على تعزيز الوئام الاجتماعي وتقوية أواصر المحبة في قلوب الناس فهذه الأسرة ذات مكانة راسخة في مجتمعها منذ فترة جدهم السلطان أتوير الذي وحد شمل الجنوبيين جميعاً بعد الحروب الطاحنة والمؤسفة التي دارت رحاها بين عدد من القبائل وقد سطر التاريخ له بأحرف من نور لذلك الدور الناصع الذي لعبه في سبيل إحلال السلم الاجتماعي والآن يسير على نهجه سلفه سلطان سلاطين منطقة شمال بحر الغزال عبد الباقي أكول وأولاده مثل السلطان والوزير السابق حسين عبد الباقي أكول .. أقول هذه الأسرة كانت وما زالت لها باع طويل في دعم السلام وقبل الإنفصال كان للسلطان حسين عبد الباقي دور بارز وكبير في تنمية ولاية بحر الغزال حيث تحرك على صعيد شتى الخدمات لأهل ولايته وكان دائب النشاط من وإلى الخرطوم وقد رجع والده السلطان عبد الباقي إلى الجنوب بعد إنفصال جنوب السودان وظلت له الإستشارة العليا في إستباب الأمن في الجنوب وهو صاحب قوة تجاه السلام وما زال يسعى بكل قواه رغم تقدمه في العمر.
نقول لسعادة سفير جمهورية جنوب السودان بالخرطوم السفير ميان دوت وول أنت راعي شعب الجنوب في السودان ويجب عليك أن تتحلى بالحكمة في إدارة أوضاع شعبك الذي تشرد من جراء ويلات الحرب في السودان ولكني أري أن الأمر قد تعدى إلى مضايقة أبناء الجنوب في الشمال بل تعدت المناكفة إلى عوائل ذات حجم كبير ووزن كبير في كل الجنوب مثل عائلة السلطان عبد الباقي أكول أكول في الخرطوم ونزلت من الهموم الكبيرة إلى الصغيرة والتقاضي أمام المحاكم وأنت الدبلوماسي الذي يحمل هموم شعب حرقته الحرب فأصبح يبحث عن الأمن والغذاء والكساء .. وما قصة بلاغك ضد نجل السلطان عبد الباقي أكول وحسين عبد الباقي وأخواته الذين أخلي سبيلهم تحت المواد 142 ، 182،21 هذه القصة بكل حيثياتها ما هي إلا دليل على عدم المقدرة وسوء إدارة شئون رعيتك وأنت بمثابة الرئيس في الشمال ويفترض أن تكون على قدر المسئولية حتى ولو كان أولاد السلطان عبد الباقي أكول من المعارضين لسلطة جنوب السودان والحق كما هو معلوم مكفول لكل فرد أن يناضل من أجل السلام فلا يجوز لك ضربهم من تحت الحزام وأسرة مثل أسرة السلطان عبد الباقي أكول مشهود لهم بأنهم يموتون مقبلين لا مدبرين لسبب لأنهم ذوو ركن ركيز وركين في كل ما يدور في جنوب السودان وذلك عن طريق الوراثة التي هي ديدن السلطان في جنوبنا الحبيب ولها جذور ضاربة في عمق تاريخ جنوب السودان ويدان لها بالخير بين كافة الجنوبيين ولا ينسى تاريخ جدهم السلطان أتوير الذي جمع بحر الغزال بعد حروب طاحنة وأوقفهم تحت راية السلام البيضاء.
نعم قد يكون السلطان حسين عبد الباقي معارضاً وله رأي مخالف للسلطة في جنوب السودان ويمكنه أن يتفاهم معك ولو بالسلاح ولكن أن تلجأ أنت يا سعادة السفير لأسلوب خارج بحر السياسة فيجدر بك أن تترك السفارة وتعود لجوبا ويجب أن تعلم أن أهم قانون في العمل الدبلوماسي وأعرافه أن تحترم عادات البلاد التي تعمل فيها مع علمنا أن السفارة هي جاسوس محمي ولكن أن تعبث بعادات الخرطوم فهذا دليل على فشل في عملك الدبلوماسي.
وعلى الله قصد السبيل ،،،

التوم محمد عبد المجيد
[email][email protected][/email]