مقالات وآراء سياسية

إطلالة على الفساد

سهير عبدالرحيم

يوم أمس الأول أتاحت لي الظروف فرصة الإطلالة على إحدى مظاهر الفساد في هذا البلد المنكوب ، إطلالتي تلك كانت على العمارة البرج المعروفة باسم عمارة عبدالرحيم محمد حسين الأخت غير الشقيقة لعمارة جامعة الرباط المنهارة سلفاً.

المثير للدهشه في أمر تلك العمارة أن كل مديري الشرطة الذين تعاقبوا على رئاسة الشرطة كانوا أما يغضون الطرف عن تلك العمارة (يعملوا روحهم ما شايفين)، أو يتجاوزونها مغبةً أنهيارها، أو يخشون الإقتراب من مشروع محاط بديناميت الإنفجار.

اللافت للنظر أن مجموعة الخبراء من جامعة الخرطوم و التي أوصت بتعميدها خرسانياً لضمان تماسكها ، قدرت كلفة تعميدها فيما بعد بما يفوق هدمها وبناءها مرة أخرى، و يبدو أنها أنجزت مهمتها وفي إنتظار المرحلة القادمة من التشطيب ليتم تحويلها إلى فندق ضخم.

المعلومة الجديدة كلياً والتي قد لا تعرفها عزيزي القاريء أن المقاول لعمارة الرباط التي إنهارت و هو نفس المقاول للعمارة الشبح التي تقف شرق منتزه بري وجنوب نادي الشرطة بري، قد استلم في مرحلة في بدايات الشغل عمارة نادي الشرطة الكائنة حالياً..!!.

ولكن لطف الله كان كبيراً حيث أنه ومع سقف الطابق الأول. وفي المرحلة التي يتم فيها (سقاية الصبة) أنهار الطابق الأول تماماً..؟.

قام حينها (الجماعة) بإطفاء الموضوع ليلاً حيث تم جلب مشمع (حجم عائلي) تم به تطويق المبنى بالكامل من كل الإتجاهات ووضع حراسة مشددة أمامه لإخفاء الجنازة الداخلية.

وظلت الجثة بالداخل حتى تم إطفاء الموضوع مرة أخرى وهدم ما تم بناؤه ثم تم بناء مبنى جديد من الألف إلى الياء عن طريق مقاول آخر.

المشكلة الأكبر كانت ولازالت إننا لم نسمع لا في العهد البائد ولا في عهد الثورة عن محاكمات مهدري موارد الدولة، الجميع صامتون، والجميع يبذلون جهداً مضاعفاً للغتغتة و الدسديس.

السؤال الذي يطرح نفسه أليس في هذا الوطن المنكوب من قلبه على هذا البلد..؟ اليس هناك رجل يحمل هم هذا الوطن فيخرج الملفات المنسية والملفات المتعمد نسيانها.

خارج السور:

قصة الثلاث عمارات هذه نموذج للكثير من الملفات القديمة التي يجب أن تفتح الآن.. الآن وليس غداً.

سهير عبدالرحيم
[email protected]

نقلاً عن الانتباهة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..