ناقوس الخطر أمراض القلب.. زيادة في معدلات الإصابة وتناقص في الأخصائيين

الخرطوم: أمانى أبو فطين

تعتبر أمراض القلب السبب الرئيسى للوفاة فى العالم، ويتعرض الإنسان لأمراض القلب، وكلما تقدم به العمر تزداد فرص إصابة الإنسان، كما أن الرجال والنساء جميعهم عرضة للإصابة، وعلى عكس ما تعتقد بعض النساء بأنهن غير معرضات للإصابة، فهناك دراسات تشير إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب كلما تقدم بهن السن، ونسبة الوفيات لديهن أكبر بعد أول إصابة يتعرضن لها، ويعتبر العامل الوراثي، من أهم عوامل الخطر بالإصابة بأمراض القلب، لذا من الضروري أن يعرف الشخص إذا كان أحد أفراد أسرته مصاباً بأمراض القلب.

السمنة والوزن الزائد والتدخين والإدمان على الكحول والإصابة بالأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، وارتفاع نسبة السكر في الدم، وغياب اللياقة البدنية، وعدم ممارسة الرياضة والتعود على حياة الخمول، حيث من الضروري جعل ممارسة التمارين الرياضية جزء من نمط الحياة اليومي والتعرض للضغوطات والأزمات النفسية.

بحسب الإحصاءات العالمية فإن حوالي 18 مليون شخص حول العالم يموتون بالسكتة الدماغيّة كل عام، وهو رقم مفزع، ليس مستغرباً معه أن تقرع الجمعية السودانية لأمراض القلب والمركز القومي للقلب ناقوس الخطر، فارتفاع نسب الإصابة بأمراض القلب وضغط الدم والسكري أضحى واقعاً يحاصر الكثير من المرضى، حيث توقعت الجمعية أن تصل نسبة الإصابة خلال العشرين عاماً القادمة إلى 100%.

ويشير الدكتور عمر البوشي، مدير المركز القومي، إلى أن الرجال غالباً ما يصابون بالذبحة الصدرية الحادة، مبيناً أن السبب في ذلك يعود إلى زيادة أعداد المدخنين، سيّما وأنّ التدخين أحد أهم أسباب الإصابة بأمراض القلب.

وكشفت جمعية القلب السودانية، عن إرتفاع معدلات الاصابة بأمراض القلب يقابله نقص حاد في عدد اختصاصيي القلب بالبلاد.

فى وقت سابق أكد الدكتور عبد الرحمن زيادة، رئيس جمعية القلب السودانية، أن أمراض القلب والشرايين أصبحت شبه وبائية، وأن معدلات الإصابة أصبحت كبيرة، مقارنة مع دول العالم الأخرى، وأنه خلاف السابق فأن غالبية المُصابين هم من شريحة الشباب .

وأضاف ان معدل الإصابة الكبير، يقابله وجود نقص حاد فى عدد الاخصائيين، حيث أن إجمالي عدد الاختصاصيين في البلاد لا يتجاوز الـ 33 إختصاصي قلب، بسبب الهجرة المتزايدة إلى خارج البلاد.

وأقر الدكتور الصادق عسكر سكرتير جمعية القلب بعدم وجود مجانية للعلاج في البلاد وإرتفاع تكلفة عمليات القلب، وطالب بضرورة دعم الدولة لخدمات العلاج.

من ناحية أخرى، كشفت الدكتورة نعيمة وقيع الله، مدير إدارة الأمراض غير السارية، بوزارة الصحة الاتحادية، عن أن 80% من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب، يمكن تجنبها بمكافحة التبغ، والحد من إستهلاك الأطعمة السريعة، والدهون والملح والسكر، مع توفير أطعمة صحية لأطفال المدارس وممارسة النشاط البدنى، وأضافت أن 82% من وفيات أمراض القلب والأوعية الدموية تحدث فى البلدان المنخفضة الدخل، وأن نفقة الرعاية الصحية الباهظة على عاتق الاسرة تساوى 30% من نفقات الأسرة السنوية.

وتقول الجمعية السودانية لأمراض القلب إن ما نسبته 15% من مرضى القلب، معرضون للموت المفاجئ، ما يجعل القائمين على أمر علاج هذه الأمراض، يبذلون الجهد الكبير فى النصح والإرشاد بين كل لحظة وأخرى، محذّرين من مغبة الإصابة بأمراض القلب

وقال الدكتور عمر الجيلي يوسف، مدير عام مستشفى الشعب التعليمي إنه تم إجراء أكثر من (12) ألف مواطن فحص رسم القلب خلال الستة أشهر الماضية، وبلغ عدد المترددين على المستشفى لذات الفترة (8.300) مريض، بينما بلغت دخولات المستشفى أكثر من (2640) مريضا بجانب إجراء (500) عملية قسطرة قلب بدعم من وزارة المالية الاتحادية، وقال عمر إن المستشفى يعد الوحيد في السودان الذي يقدم خدمة مجانية للجمهور في مجال علاج القلب

وكان دكتور عمر البوشي مدير المركز القومي أشار إلى أن المركز بدأ في تطوير التشخيص وتأهيل الكادر، وتقديم الخدمة بأسعار معتدلة بجانب إعفاءات للمرضى غير المستطيعين مشيراً إلى أن أغلب المرضى من الفقراء، وطالب البوشي المواطنين بممارسة رياضة المشي

التغيير