تخبط حكومي وسخط شعبي.. آليات مصرية على نهر “نام” تثير الجدل بجنوب السودان

قادت التصريحات المتضاربة التي قابلت بها السلطات الحكومية بدولة جنوب السودان موجة السخط والانتقادات التي عمت مواقع التواصل والمجالس العامة بالعاصمة جوبا، وذلك على خلفية ظهور آليات قالت الحكومة إنها لتطهير نهر “نام” المتفرع عن النيل الأبيض بولاية الوحدة هذا الأسبوع، والتي تزامنت مع احتجاجات واسعة ترفض استئناف العمل في قناة جونقلي بواسطة السلطات المصرية -قادت التصريحات الحكومية إلى تنامي المخاوف في الأوساط الشعبية، من أن تكون الحكومة قد توصلت إلى تفاهمات غير معلنة مع الحكومة المصرية لإعادة حفر القناة وتجريف المجاري النهرية الصغيرة، لتسهيل حركة المياه تحت دواعي المساعدة لعودة الملاحة النهرية وتقليل خطر الفيضانات.
وفي الأسبوع المنصرم تداول ناشطون وأكاديميون على فيسبوك وتويتر، صورة تظهر حاكم ولاية الوحدة جوزيف منجتويل وهو يستقبل مجموعة من الآليات التي تستخدم في عمليات الحفر، واعتبرت تلك بداية فعلية للتمهيد لحفر قناة جونقلي، الأمر الذي نفته حكومة الولاية التي أشارت إلى أن تلك الآليات سيتم استخدامها في نظافة وتطهير مجرى نهر نام بولاية الوحدة لتقليل الفيضانات التي ظلت تضرب المنطقة بسبب الحشائش التي سدت مجرى النهر وعطلت حركة الملاحة عبره، على حد قولها.
وقال لام تنقوار وزير البنية التحتية بولاية الوحدة، إنهم استلموا معدات نظافة مجرى نهر “نام”، مشيرًا إلى أن المشروع تم بموافقة وزارة الري والموارد المائية الاتحادية.
وأضاف بالقول في تصريحات لـ”الترا سودان”: “إن هذه الآليات التي وصلت إلى ولاية الوحدة، جاءت في إطار تنفيذ مشروع نظافة مجرى نهر نام، وقد تم ذلك بعلم وموافقة السلطات الحكومية بجوبا، ولا تتبع لمشروع قناة جونقلي كما يشاع”.
وأشار المسؤول الحكومي إلى أن المشروع سيبدأ تنفيذه الأسبوع المقبل على أقل تقدير، مبينًا بأن نظافة المجرى النهري ستجنب الولاية خطر الفيضانات التي ظلت تتعرض لها بسبب تراكم الأعشاب على طول المجرى النهري.
وفي تطور آخر نفى أتينج ويك أتينج، السكرتير الصحفي لرئيس الجمهورية، موافقة الحكومة على مشروع تنظيف المجرى النهري بولاية الوحدة، وذلك في محاولة منه للرد على موجة الانتقادات التي انتظمت في الأوساط ضد الحكومة.
وقال أتينج ويك أتينج، السكرتير الصحفي لرئيس دولة جنوب السودان، إن الرئيس سلفا كير لا علم له بمشروع نظافة المجرى النهري بولاية الوحدة.
وأضاف بالقول في تصريحات لـ”الترا سودان”: “الحكومة لم توافق بعد على مشروع نظافة مجرى نهر نام، ولم يخبرنا أحد بعد عن وصول تلك الآليات، فالحكومة تريد أن تستطلع رأي الخبراء البيئيين في البداية عن تأثير تلك العملية على حياة السكان الذين يعتمدون في حياتهم على تلك المستنقعات، مبينًا بأن أي قرار متعلق بالمياه يجب أن يكون قرارًا جماعيًا وليس فرديًا”.
من جهتها قالت وزيرة البيئة جوزفين نافون إن مشروع نظافة المجرى المائي بولاية الوحدة تم بدون علم وزارتها، مطالبة بضرورة إجراء دراسة شاملة للتأثيرات البيئية للمشروع.
وأضافت الوزارة في بيان لها وصلت “الترا سودان” نسخة منه اليوم: “إن هذا المشروع قام دون تنسيق مع أي جهة اختصاص أخرى مثل وزارة البيئة، لذا نحن نعتبره عملًا غير قانوني، ونطالب وزارة الري بإيقافه لحين دراسة الأبعاد البيئية لهذا المشروع”.
من جهتها قالت وزارة الري والموارد المائية بدولة جنوب السودان، إن جوبا والقاهرة وقعتا على مذكرة تفاهم بخصوص تنظيف المجاري المائية بجنوب السودان في العام 2021، تحديدًا في منطقة بحر الغزال وولاية الوحدة.
وأضاف قاتيك قاتكوث ويشار المتحدث باسم وزارة الري في تصريحات لـ الترا سودان” بالقول: “لقد وقعت حكومتا البلدين على مذكرة تفاهم في العام 2021 لتنظيف المجرى المائي لبحر الغزال عند ملتقى بحيرة نو وبجر نام بولاية الوحدة، بالإضافة لبناء عدد من الحفائر، وقد وقع على هذا الاتفاق من جانب الحكومة نائب الرئيس جيمس واني إيقا”.
وأشار المتحدث باسم وزارة الري إلى أن تنظيف المجرى النهري يعتبر عملًا روتينيًا لا يشكل أي خطورة في الوقت الحالي، موضحًا أن التعاون بين جوبا والقاهرة في المسائل المائية يعود إلى فترة ما بعد التوقيع على اتفاق السلام الشامل في 2005، حيث اتفق الطرفان على تنفيذ عدد من المشروعات المشتركة في جنوب السودان.
هذا ويقود البروفسور جون أكيج أفروت مدير جامعة جوبا حملة ضد استئناف العمل بمشروع قناة جونقلي، حيث قام بإعداد مذكرة تحمل توقيع مليون مواطن بجنوب السودان للوقوف ضد المشروع.
وقال في منشور له على فيسبوك الأسبوع المنصرم بعد وصول الآليات المصرية لولاية الوحدة: “إن أمننا القومي أعلى من مصالح الأفراد، وإذا ما كنا نخشى مواجهة التطلعات التوسعية المصرية في أرضنا، فستكون دماء الشهداء قد راحت سدى، وإذا لم تكن حكومتنا قادرة على حماية مواردنا الطبيعية فإن استقلالنا سيكون بلا معنى”.
وقال أقيل رينق مشار الناشط والمحلل السياسي إن مسالة نهر “نام” لا تعتبر مسألة خاصة بولاية الوحدة، وإنما يعتبر الفرع الرئيسي للنيل الأبيض الذي تتفرع منه الأنهر الفرعية في إقليم بحر الغزال مثل بحر العرب ونهر الجور.
وأضاف قائلًا في تصريح لـ”الترا سودان”: “هذه قضية تخص المنطقة بأكملها وليس ولاية الوحدة فقط، عليه يجب أن تنتبه سلطات ولاية الوحدة إلى أن تنظيف المجرى النهري قد تكون له آثار كارثية على المنطقة برمتها”.
المصدر : الترا سودان
لوالشعب الجنوبي راجل ود رجال يطرد هؤلاء المصريين خارج الجنوب ويحرق ليهم الالات حقتهم تلك وبعدين اي ذيادة في مياة النيل سوف تجي تغرق السودان وكل المناطق واثيوبيا ادبت مصر ادب بي سد النهضة وقالوا يشوفوا حل اخر يسرق المياة من الجنوب وافريقيا ويغرقوا لينا السودان والخرطوم كل مرة بلي يخمهم
حكومة الجنوب خاصة سلفاكير منبطح للمصريين ويفضل المصريين على السودانيين وعلاقة جوبا افضل من الخرطوم