أهم الأخبار والمقالات

سودانيون في أمريكا (36).. عقدة اللون..

صحيفة "واشنطن بوست"

واشنطن: محمد علي صالح

يوم الثلاثاء الماضي، نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا طويلا، من صفحتين كاملتين، وخمس صور، فيها دينا (ينادونها “ديدي”) السيد، ووالدها حمدي السيد، ووالدتها شذا السماني.
ركزت الصحيفة على نضال “ديدى” ضد “التفرقة العنصرية الحديثة”، حسب وصف “ديدى.”
وكشفت الصحيفة عقدة اللون التي أصابت “ديدي.”

ولم تنشر الصحيفة أراء والدها ووالدتها عن هذه العقدة.

ولم تناقش مشكلة تحول السودانيين المهاجرين الى أمريكا من فخورين بإسلامهم، وعروبتهم، وافريقيتهم، الى مهرولين وراء الأمريكيين السود الذين يعاني كثيرا منهم من عقدة اللون.
وخاصة السودانيات الشابات، المصابات بعقدة اللون مثل الاميركيات السوداوات، والمنغمسات في تبيض لونهن، والخجولات بسبب شعورهن.

بدا تقرير “واشنطن بوست” بعنوان طويل: “مواجهة التفرقة العنصرية الحديثة: في مدرسة توماس جفرسون الثانوية المميزة، وحيث يوجد عدد قليل من السود والسوداوات، رفعت واحدة منهن صوتها، وطالبت بالتنوع.”
هذه هي مدرسة توماس جفرسون للعلوم والتكنولوجيا. تقع في انانديل (ولاية فرجينيا، بالقرب من واشنطن العاصمة). تنتمي نسبة 70 في المائة من طلابها الى أصول أسيوية، و20 في المائة بيض، و2 في المائة فقط سود.”

كانت “ديدى” تستعد لتلقى خطابا، عن طريق الانترنت، امام اجتماع مجلس التعليم في المقاطعة، والذي كان يناقش المشاكل العنصرية والأكاديمية في مدارس المقاطعة
وصفت الصحيفة “ديدي” بانها “تريد ان تقيم تجربتها على ضوء مظاهرات حقوق السود، وقتل جورج فلويد (اسود قتله شرطي ابيض في ولاية مينيسوتا، قبل ستة شهور) … وتريد تحليل تجربتها داخل مدرستها. مثل التعليقات السلبية التي سمعتها، والتركيز عليها كواحدة من سوداوات قليلات في المدرسة … لقد حطمت هذه التجارب السلبية ثقتها بنفسها، وبعد ان كانت تحب نفسها، صارت تكرهها.”
——————-

“عنصرية منهجية”:

كتبت “ديدى” في الخطاب الذي ألقاه أمام مجلس التعليم: “صارت المدرسة تفرقة عنصرية حديثة.”
وأشارت الصحيفة الى ان “ديدى” ليست وحدها، وان كثيرا من السود والسوداوات في المدارس، عبر الولايات المتحدة، يشتكون من “سيستيماتيك ريسيزم” (تفرقة عنصرية منهجية).
هذه عبارة قوية.
وينتقدها كثير من الامريكيين بأنها تصور امريكا وكأنها عادت الى ما قبل ستينات وسبعينات القرن الماضي، قبل قوانين الحقوق المدنية.

قال هؤلاء الآتي:
أولا، لم تعد “العنصرية” توجد في إي قانون أمريكي، ناهيك عن ان تكون عنصرية “منهجية.”
ثانيا، توجد “ميول عنصرية” وسط البيض، بالتقرب مع بعضهم البعض. وهي ميول ثقافية وتاريخية، أكثر منها عنصرية.
ثالثا، توجد أكثر “الميول العنصرية” وسط السود، بالتقرب مع بعضهم البعض، وأيضا لأسباب ثقافية وتاريخية.
رابعا، بسبب عقدة اللون، صار السود أكثر حساسية، وغضبا. وصاروا يشتكون من “التفرقة العنصرية” عندما يتعرضون لأقل إساءة او احراج.
——————-

“لوتري العنصرية”:

حسب تصريحات مسؤولين في مجلس تعليم المقاطعة، يريد كل شخص البحث عن حلول لإرضاء السود.
لكن، يوجد اختلاف بين مسئولين بيض وغير بيض، حول الحلول. ويوجد اعتراض على اقتراح “لوترى العنصرية”، الذي سيدخل مزيدا من السود في المدرسة المميزة بدون وضع اعتبار لمؤهلاتهم الاكاديمية.
هذا هو اللوترى الذي تريده “ديدى.”

قالت “ديدى” ان لونها الأسود جعلها تحس بالعزلة. ولهذا، عندما قبلتها المدرسة، حاولت تبييض لونها. وبحثت في “قوقل” عن طرق ذلك. و “اعتبرت هذه مشكلة شخصية، تؤثر على قيمها كإنسانة.”
حاولت تبييض لونها حتى تقل الإساءات والاحراجات
مثل يوم سألها طالب (أبيض): “اين ملابسك القبلية التي لبستيها أمس؟ لماذا تختلف عن ملابس اخواتك السوداوات؟” (كان الطالب يقصد يوم لبست الثوب السوداني).
ومثل يوم تجمع حولها ستة طلاب (من البيض)، وقالوا انها تشبه طالبة أمريكية سوداء.  وسألوها اذا كانت قريبتها. توترت، وغضبت، وتركت المكان.
—————–

تبييض الوجه:

بحثت “ديدي” في “غوغل” عن مختلف أنواع البدرة، والكريمات، لتبييض الجلد.  ووجدت كريم “هانى ليمون” (عسل وليمون).
لكن، لسوء حظها، وخلال 24 ساعة، انتشرت على جسمها بقع قبيحة. فزعت، وذهبت الى والدتها، التي غضبت عليها، وحاولت وقف البقع.  ولحسن حظها، اختفت البقع قبل أيام قليلة من بداية العام الدراسي الجديد.
خافت ان تزيد النظرات الفضولية والدونية نحوها إذا كانت سوداء، وأيضا على وجهها بقع قبيحة.  طبعا، اختفت البقع، وبقي لونها الأسود.
تغيرت “ديدى” بسبب التطورات السياسية، والمظاهرات، وقررت ألا تصمت، وان تتكلم. وفعلا، في خطاب أمام لجنة التعليم في المقاطعة، قالت: “انا في السنة النهائية، وخلال هذه السنوات الثلاث، في هذه المدرسة، عانيت من كل أنواع التفرقة العنصرية، المباشرة وغير المباشرة.”
طبعا، لم يكن هذا رايا جديدا، لكنها قالته لأول مرة علنا، وهي تخاطب كبار المسئولين التعليميين في المقاطعة.

مزيد من “التفرقة”:

بعد خطابها أمام مجلس التعليم، انهالت عليها رسائل التأييد من زملائها وزميلاتها.
لكن، انتقدها والدا طالبة معها في المدرسة (كلهم من البيض). ونشرا رايا في مجلة محلية الكترونية.  لم يكتبا اسم “ديدي”، لكن كان واضحا انهما يقصدانها.
كتبا عن “طالبة سوداء تريد تبييض جسدها.” وعن “انتشار استعمال مسحوق “هانى ليمون” (نكهة عسل وليمون).
سبب هذا التعليق صدمة جديدة في قلب “ديدى.”
وأعلنت للجميع: “انا الطالبة السوداء الوحيدة التي تحدثت امام مجلس التعليم.  لكنى لم اتحدث عن نفسي.  تحدثت بالنيابة عن الذين ظلوا يعانون من الظلم والتفرقة منذ عشرات السنين في هذه المدرسة.”
وقالت لصحيفة “واشنطن بوست”: “خرجت من سجن بنيته لنفسي، ولن اصمت بعد الآن، سأتحدث بصوت عال كلما سنحت لي الظروف.”
——————-

سودانيون في أمريكا (36).. عقدة اللون..
سودانيون في أمريكا (36).. عقدة اللون..

الوالد:

نشرت الصحيفة قول “ديدى” بأنها “كانت تسمع نصائح والدها بألا تضع اعتبارا للشتائم العنصرية.  وانه، بمرور الزمن، سيصاب الذين يشتمونها بالملل. وسيكفون عن شتيمتها. لكن، لم تتوقف الشتائم. ولهذا، قررت ان تتحدث علنا عن هذا الموضوع.”
حسب نصيحة والديها، كان يجب عليها فقط ان تركز على دراستها.  وفعلا، كانت طالبة ممتازة، ولم تقل علاماتها عن “ممتاز.”
لكنها قالت ان عقدة اللون بدأت معها منذ ان كانت صغيرة. وأيضا عقدة انها سوداء. لأن سواد لونها، كما قالت، معناه “انا كسلانة، وغبية، وقبيحة.”
أخيرا، لم تنشر الصحيفة راي والدها، او والدتها، في عقدة اللون هذه التي أصابت بنتهما. ولم تسمح لهما ليقولا ان الشعب السوداني لا يعاني من عقدة اللون. وان اللون ليس جزءا من هوية الشعب السوداني.  وانه شعب فخور بدينه، وبعروبته، وبافريقيته.
لكن، طبعا، توجد هوة واسعة، وعميقة، بين جيل السودانيين المهاجرين، وجيل أولادهم الأمريكيين، وبناتهم الامريكيات.
وذلك لأن الشرق شرق، والغرب غرب.
=============

[email protected]
MohammadAliSalih.com
Mohammad Ali Salih/Facebook
MellowMuslim#Twitter

‫17 تعليقات

  1. في السودان أمثال ديدي ينظرون باحتقار لمن هن اسمر منهم… ويعاني السود والأكثر اسمرارا من النظرة الدونية بسبب اللون ويوسمون بالعبيد مع انهم احرارا ابا عن جد…… للأسف هنالك عنصرية بغبضة.

      1. دي حقيقة يا ابوجلمبو والانكار لا ينفي الحقيقة ..فالافضل نتصالح مع انفسنا ونعيش حياة طبيعية فقيمة الانسان بعمله لا بلونه ولا شكله

  2. لا يمكن تفسير العنصرية فى البشر دون فهم ظاهرة الانحياز ، التى تعتبر المحرك الرئيسي خلف ما نشهده من تمايز اجتماعى او سياسي او اقتصادى. و الانحياز تعريفه فى علم الاجتماع نصا :
    اعتماد وجهة نظر واحدة غير محايدة وتفكير منغلق. ويمكن للمرء الانحياز مع او ضد أفراد، عرقية، دين، طبقة اجتماعية أو حزب سياسي. وهو موازي للتعصب والتزمت والعنصرية.
    والطيب صالح عبر عن الجزئية الاولى (وجهة نظر) باهداءه المضمن فى كتابه موسم الهجرة الى الشمال :
    الى اؤلئك الذين يرون بعين واحدة.
    والانحياز هو السبب الرئيس لما اضحى عليه سودان اليوم ، فالايدلوجية والاثنية و الطائفية و حتى اللونية هى من صيرت التضعضع السياسي و الاقتصادى الراهن بما فيها العقوبات.
    و بحكم الانحياز الفكرى فى المقال اعلاه ، نستطيع ان نرى اجترار الازمة و اعادة انتاجها ، فقط من وجهة النظر المغايرة ، وهو مانراه فى اعتماد الخدارة كلون رسمى للمثقف السودانى و انتاجه الادبى على مر العصور.
    اخدر ضد ازرق ضد حلبى و على الاغلب كلهم ضد القبطى و هكذا فى دورة لا تنتهى الا ان ازلنا فهم الانحياز.
    وهو فى الحالة السودانية ، المستحيل بعينه!.

  3. متكيف من البيض ديل … شان اي جلابي وسخ شايف نفسه يرجع ل حجمة الطبيعي ،،،
    كدي نسمع واحد يقول عرب ظوووط و لا امة عربية خالده …
    كرهتونا السودان

    1. “شان اي جلابي وسخ شايف نفسه يرجع ل حجمة الطبيعي” لا أريد أن أرد لك بنفس لغتك، بس يكفي أن إقتبستها؛ وكل إناء بمافيه ينضح؛ لكنك لاتمثل كل السودانىين الجلابة، وانا لن أدعى تمثيل كل السودانىين غير الجلابة، وهذا إستنادا إلى تبنيك للتفسيرالسلبي للمصطلح، فلماذا لانتفق على أن هذه قناعات شخصية لا إعتراض عليها مالم يصدرمن صاحب هذه القناعة مايسيء للآخرين، لذا فأنا كرباطابي من أبوحمد وسط السودان والآن أعيش في أمريكا، لم أحس يوما أن لون بشرتي يعطيني ميزه على أي أحد أول يشكل لي منقصة عن أي أحد ولا يضيرني في شيء أن يدعي صديق تاور إنتماءه للامة العربية الواحده ذات الرسالة الخالده … وفعلا الكثيرالذي يجعل السوداني يكره السودان لكن من الخطء إتهام مجموعة واحد بأها كرهتكم السودان.

  4. دي مشاكلكم قبل الهجره تشيلوا الأمراض معكم وتمرضوا الناس
    اسود ابيض لا فرق واللون ليس مقياس الدليل الاستماع لكم من مجالس تعليم وجهات مهتمه.
    اولا عليكم قبول الاختلاف والصالح مع أنفسكم ومن ثم المجتمع.
    سوداني وافتخر

  5. بالله ده موضوع؟؟؟؟؟؟ة البت وكاتب المقال والوالدين لا زالوا متمسكين بعروبتهم وخجولين من لونهم ….. تباً لهم.

  6. يا استاذ محمد انت صحفي مخضرم وكنا نقرأ لك منذ ان كنت في جريدة الصحافة مع الراحل عبد الرحمن مختار.
    لا ادري عن اي فخر يتحدث السوداني وكل الحروب التي قامت في السودان كانت بسبب اللون وآخرها حرب الزرقة والعرب في دارفور وان فات عليك الامر فإن الزرقة في العامية السودانية تعني السواد. فارجو الا تخلط الاشياء لقراءك العرب الامريكان،. التفرقة العنصرية في السودان كانت اسباب كل بلاوينا وهذه الفتاة المسكينة لو عاشت وسط اهلها في السودان لما اصابته اي عقدة لأن هذه الاشياء معلومة للكافة هناك.

  7. في بعض من الناس ينتمون الي قبيلة معروفة بسواد البشرة اللون ~ الظهري~ عندهم مقولة عنصرية لذوي البشرة السوداء والشعر المجعد شوف الزويل ده مع العلم والشوف وهو اسود ولكن مصدق غناء الدلوكة طويل اخضر قيافة وهنا تبدل السواد بالخضار لارضاء الغرور والنفس وبرضك اسود ٠ لو رجعنا لانا افريقي انا سوداني وعزة النفس كان كثير من الامراض النفسية بح خلاص!

  8. الصيني و الهندي في امريكا لا يتحدث عن لونه ولا عن شكله و انما عن عقله لذلك يهزمون الامريكان في الجامعات في الكمبيوتر و الطب والهندسة و الفلك اما السودانيين من كل الألوان والاجناس تجارة شديدة بالالون و الاجناس و الاضطهاد من اجل المنافع الامريكية بطاقات الطعام و السكان المجاني و تدمير الاسرة.

  9. ما قيمة الإنسان في الحياة? الإجابة:قيمة المرء ما يحسنه. أدرك السيد باراك أوباما أنه بارع في المجال السياسي،فكرس حياته لها،فنجح فيها و صار رقما،و كذلك فعلت أوبرا وينفري في مجال الإعلام،و فعلت سيرينا ويليامز في مجال التنس،و فعل بوب مارلي في مجال الموسيقى و القائمة تطول..لون البشرة معيار واحد من بين عدة معايير للجمال الإنساني..قد تتفوق على أحدهم بلون البشرة و يتفوق عليك في بقية المعايير،كلها أو بعضها..لا يهمني كثيرا لون بشرتك،ولكن يهمني نوع فصيلة دمك،و يهمك نوع فصيلة دمي؛فقد يتوقف عليها حياتي أو حياتك.الخلاصة..أن التوقف كثيرا عند قضايا مثل لون البشرة،على حساب قضايا مثل نوع فصيلة الدم هو إهتمام بالقشور على حساب الأصول..الفاشلون في الحياة يخوضون معارك قضايا القشور فيذهبون الى مزبلة التأريخ،و يصنع الناجحون التأريخ بإهتمامهم بقضايا الأصول .

  10. 🤣 🤣 🤣 في السودان يوجد عنصرية السود والاشد سوادا زي ماقال كولن باول عن صراع السودان. إنه صراع بين السود والاشد سوادا رغم انهم كلهم عالميا سود افارقه رأسهم عديل. وهذا اخطر انواع الصراع وأكثرها دمويه كلنا شاهد صراع السود والاشد سوادا بين الهوتو والتوتسي في رواندا المزارعين والرعاه كذلك الحال في السودان واثيوبيا بين عرقياتها اروما تقراي عفر امهرا خاسا صوماليين وهو بالمناسبه عالميا أشد انواع العنصريه فتكا ضحايا بالملايين في القاره السمراء

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..