رجع الصدى

رجع الصدى

1
أحس بأني جنيت الصدى
صوتى الذي ضاع بين السنين
طواه المدى
تحول دمعاُ وسال بغير هدى
أبحث عن سنوات جديدة
عن حالة تستعيد الحقائق أثوابها
فالحقائق عارية
حالة تستعيد الثياب نظافتها
والنفوس نقاوتها
والدموع طهارتها
والمعاني جسارتها و العيون.
2
أريد صياغة وجهي
أعيد السنين إلى رشدها
وطفلة ظني الجميل إلى مهدها
أقنع كل ليالي الأسى بالتراجع
عن عهدها
وعن سهدها
أن تتوقف عن حلب ضرع الأماني
فلا خير في ضرعها.
ولا خير في حسنها
ولا خير في الحارسين.
2
أحس بأني جنين تكون
بين الرحيل
وبين السكون
وبين الصدى
والظنون
فلا خير في زمن للرحيل،
لا خير في سكن في السكون
بغير هدى أو يقين.
بغير مَراس وغير مِراس
يحرر من الشراعات
يبريء جرح الموانيء
ينشيء في القلب مئذنة للسكون.
3

تنساب يا عمر بين الأصابع
أنساب سنبلة لا المحاريث
ساقت يقينا إليها
ولا الزارعين.
الأكاذيب مفتونة بحصادي
إذ لا حصاد
ما أنتهيت إلى ركن
حزني الطويل
بغير سهاد
ولا سال مني كتاب
يهيم بها أو مداد
يا موانيء مفطورة من حديد
يقطع قلب الجماد
من يبادلني البحر بالنيل
يا راغبين؟
من يلاحق حزني عبر المحطات
أطرده تارة بالدعاء
فلا يستكين؟
ألاحظه في عيون المجافين
والشامتين
أسأل عن زمن يا بلاد التلاوة
والذاكرين
يا بلادا تورم خد الحقائق فيها
وهام بها السبع والطامعين.
ملونة كنت تزهو بها
تلك خارطة الحب والمدنفين
وكنت بها كلفاَ
تتمدد ما بين غابك
والرمل سد على
الجنبات العيون
كنت بها زاهياّ بين
صوت القماري
وحمحمة الخيل والراكبين
كان طبلك يدوي
فتأتي بنات البحيرات
يرقصن في نشوة وفنون
تغير الغصون من السكسك
البدوى وترحل
خلف سناه العيون
فأين المروءة يا نهر
أين الرجولة يا بحر
أين الحبيبة يا محسنين؟

[email][email protected][/email]