فصل العسكر عن الدولة هو الحل

مصطفى عبدالرحيم الامين

عندما يضيق الصدر بتدخل الجيش فى الحياة المدنية نستعين بعبارة برنادشو الساخرة لنقول ( من كل عشرة عساكر لا تجد الا غبيا او اشد غباء) …والاغبياء اصحاب الاعاقة الذهنية والاخلاقية هم من يقود الدولة السودانية منذ الاستقلال رغم انف الجامعات والكليات الجامعية فقط لانهم يتخرجون من الكلية الحربية ( ام الكلالى )… وفى بلاد السندباد السودانى من يقود الناس الى حتفهم بلا هوادى ولا دليل ولا انضباط ليس غرابا يضل ولا يصل بل مؤسسة يؤمها الفاشلون اصجاب المعدلات الضعيفة ممن لم تسمح لهم قدراتهم الذهنية ان يبلغوا الجامعات والكليات المهنية فاستبدلوا الذي هو ادنى بالذى هو خير ، فاشعلوا الحروب وفصلوا الجنوب واحالوا كل مؤسسات الخدمة المدنية الى ثكنات عسكرية مترعه بالفشل والفساد …وبعد ستين عاما ندرك ان المشكلة ليست فيما احدثه المؤتمر الوطنى فى البلاد بل المشكلة فيما احدثه العسكر والمؤتمر الوطنى فى الاخلاق والعباد ،وندرك ان من قاد البلاد الى هذه الميوعه التى يعانى منها فى كل شي والتى حتما ستردينا الى درك السيولة وفقدان الوطن او الجمود وفقدان الشعب هو انحراف العسكر ولا اخلاقية المؤتمر الوطنى ….فشر ما اصاب السودان منذ ميلاده هو هذا التحالف البغيض بين العسكر و تجار الدين … و لا نكاد نعرف قطرا ممن تقدم او تاخر فى استقلاله يعانى انفلاتا عاما فى كل شيء ،فى الاخلاق وفى الاقتصاد والاسعار وفى الدين والوعظ وفى الزراعة وفى المواصفات مثلما يعاني السودان … بلد وشعبه يسير بسرعه مدمرة نحو حتفه يقوده مشير مخمور تحت امرة حزب مخبول فلا المشير مدرك لسلامة عقله ولا الحزب الحاكم و اعضائه مدرك لأخطار الطريق و لكن كلاهما يعرف انه يقود الشعب والوطن الى حتفه …كل المؤسسات التى بناها الشعب دمرت واستبدل كادرها المدنى باغبياء العسكر والحزب الحاكم فاصبحت بلقعا لا تمسك عالما ولا تنبت ابداعا ولاابتكارا…الخدمة المدنية (بلقيس السودان ) التى استعصى على العسكر ان يدخلوها بمؤهلاتهم تسوروها واستحلوها باحذيتهم واسلحتهم وبذتهم فباتت تنتحب وتبكى حظها وتردد ( ان العساكر اذا دخلوا الخدمة المدنية والسياسية افسدوها وجعلوا اعزة علمائها اذلةوكذلك يفعلون ) ….

ان الدمار الشامل ليست اسلحة كيمياويه تقذف على المدن والقرى فتحيلها الى رماد بل هو عسكرة الدوله السودانية ورئاسة الجيش المحتضر والمؤتمر المريض للشعب السليم الصحيح…هذه الحروب التى تشتعل فى البلاد ليست نتيجة ضائقة اقتصادية ولا نتيجة موروثات واحقاد اجتماعية بل هى نتيجة سوء ادرة العسكر وتجار الدين و ظلم السلطة للناس و السطو على اموالهم واعراضهم…. فشل مفاوضات السلام ال15 باديس ابابا ليست الا بسبب قيادة العسكر واشباه العسكر واصحاب الاعاقة الاخلاقية للمفاوضات ..وهذه الكارثة الاقتصادية ليست نتيجة حصار يمارسه الغرب علينا بسبب تمسكنا بديننا كما تكذب السلطة وتدعى بل هى نتاج فساد العسكر ونفاق تجار الدين … حالة التردى العام التى تعترى كل شعاب السودان ، انهيار التعليم ، تردى خدمات الصحة ، فساد الشرطة ، القضاء الذى اساسه العدل فاصبح لا عدل ولا ذمة ، فرق الوعظ والارشادالمشوه التى تتخصص فى الشتم واللعن والصياح ..كل تلك المساوي ليست لان الغرب يتآمر علينا بل مردها الى قيادة العسكر للدوله واجهزتها المدنية والسياسيه والاجتماعية …فالرئيس عسكرى والوزير عسكرى والوالى ووكيل الوزارة رئيس اللجنة الشعبية والطبيب واستاذ الجامعه والمعلم والطالب و خفير المدرسة فراش المستشفى وامام الجامع والاحزاب التى تحاور والحركات التى تناور وحتى ربة المنزل كلهم ذات العقليةالعسكرية المعاقة التى احالت حياتنا الى جفاف وعقم فكرى وابداعى ….

فليست المعضلة فى فصل الدين عن الدولة كما ينادى العلمانيون ولا بزواج الدين من الدوله كما يطالب دعاة الدين ، اساس المشكله هو فصل العسكر من الدولة … اكبر نصر يمكن ان تحققه وثبة الحوار الوطنى وخارطة الطريق هو دستور ينص فى بنده الاول بفصل الجيش عن السياسه والدولة … حل المشكلة الاقتصاديةوالاجتماعية والسياسية ليست بزيادة الانتاج ولا بدعم الشرائح الفقيرة وتسهيل سبل الزواج ولا بحوار الاحزاب بل حل كل المشكلات بفصل العسكر عن الدولة والسياسة … فيااحزاب الوثبه واصحاب خارطة الطريق لن تكفى الدعوات وحدها لقيام انتفاضة وتغيير النظام ولن يجدى الصراخ لعودة القيم والاخلاق والموروثات ولن تكفى خطب جيل البطولات فى غرس البطولة والتضحية في جيل الرشاوي والمحسوبيات ولن ينفع حوارا يراسه عسكرى او حوارا يستبدل عسكرى بعسكرى ( عبود بنميرى ونميرى بسوار الدهب وسوارالدهب بعمر وعمر ببكرى) فذلك لا يعني الا استبدال المريض بالمحتضر ولكم فى حكمة القائل ( اذا تعاطى العسكر السياسة فسد العسكر وفسدت السياسة)…. عبرة …
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. المسالة ما مسالة عساكر ومدنيين…..اسي الكيزان ديل عساكر
    كلهم متعلمين في شتى المجالات..وفيهم علماء دين وقانون..الى الخ….لكن اسواء من الكفار واليهود….

  2. حياك الله
    ارد عليك فصل العسكر عن الدولة
    الكاب العسكري والدولة
    ذكرت كل الحلول الى أعقبت النظم المدنيه أعقبتها نظم عسكريه شمولية وهذا يعزى للفوضى التى كانت سائدة من ممارسات لا صلة لها بالديمقراطيه أطلاقا
    أحزاب سياسة بنيت على العقيدة والسادة وأخرى مستوردة بأفكار جديدة على مستوى الفهم للمواطن البسيط .ألتجربه الحزبيه مهلهله يفوز النائب ليس بالطرح ولكن بالولاء . دوائر الخرجين كانت تمثل ألفئه المثقفه .
    من هنا جاء العسكر بكل تطلعاتهم الى الحكم كممت أفواه الناس وبدأت المعتقلات وحكم من يقول لأ بالسجن راح كثير من خيرت الناس فى تركيبة القوات المسلحة الان بالإعدام رميا بالرصاص فى أحكام جائرة .
    والان أخي العزيز اطلت علينا الأحزاب السياسية لا تجديد يذكر غير وجوه جديدة مخلوطة بالنهج القديم . جاء المؤتمر الوطني حزب بنيه على شفاة حفرة من الفساد تطالعنا الصحف عن الفساد وجرائم تمارس على وضح النهار من لصوص أمثالهم فى الخيال الدرامى صفقة قطارات من مكتب رئيس الدولة . وغيرها من نهب وسطو وبيع ممتلكات الشعب كادر البوليس يؤمن على على الصفقات
    هذه أمثلة قليل فسد ابناء العوائل ودخل المؤتمر بزواج اخترق الأحزاب الكبيرة ويقولون اذا حصل تغير نحن منهم
    هنا خارطة الطريق تنبأ الناس بفشلها قبل انعقادها . مبادرات الامام الصادق الى قالها ستكون مثل سابقتها ز
    الجو السياسي الان كافة لثورة شعبيه تدك هذا الفساد
    Ican say theland is so utterly beautiful
    evil are the design of those who rule

  3. محاولة جيدة لمعرفة أسباب تردي الأوضاع في كل جوانب الحياة في الدولة السودانية ، الا انك لم تصب حوهر الحقيقة رغم علمك التام بجذور المشكلة ، انت تقول ان المصيبة ليست في الدستور الديني نما في العسكر ، يا اخي السودان محكوم بقوانين الشريعة الاسلامية و ليس بتعليمات القيادة العسكرية ، القيادة العسكرية لا تعلم الناس سوى الانضباط و الاخلاص ، الدين الإسلامي لا يمكن ان تستخلص منه قوانين ديمقراطية لان قوانينها تجعل من الشعب اما زانيا يستحق الرجم او مرتدا يستحق الاعدام او مفكرا تم تكفيره و قتل لانه يشكل خطراً على الحاكم ، لا يمكن ان يعيش الانسان آمناً مطمئناً في ظل الشريعة الاسلامية ، هذه هي الحقيقة التي لا يستطيع احد من السودانيين البوح بها.

  4. نعم كلام صاح ؟؟ فهم مجموعة من الفاشلين يرتدون نجوم فارغه
    وهم كالمنبت لا ارضا قطع ولا ظهرا ابقي

  5. من أجمل ما قرأت من عناوين …. إكتفيت به ولم أقرأ ما تحته… شعار ممتاز لمطلب أساسي فى المفاوضات مع النطام

  6. صدقت ما من مرض افقد السودان مناعته الاخلاقية والدينية والابداعية والاقتصادية سوى هذا المرض اللعين (العسكرية) او ما يمكن وصفه بمرض فقدان الحياة السوية …العسكريه التى يتباهى قادتها بانها مبنية على الغلط كيف يمكن ان تقود الناس الى الصحيح من الامر…العسكرية التى من مبادئها للخلف دور كيف تتقدم البلاد فى ظلها …العسكرية التى تقوم عقيدتها على الاستعباد ( لا يستطيع جندى ولا صول ولا ضابط صف ان ياكل او يشرب او يركب او يجالس ضابطا مهما قلت رتبته ) صاحب الرتبى الاعلى له السمع والطاعة وان كانت ريالته تسيل …تبا لها لمن دخلها

  7. العساكر ديل قايليننا بيلو ساااى …يقولوا ليك نحنابحمى ليكم البلد وانتو بتنوموا فى بيوتكم ونحنا حارسنكم …كلامكم صاح انتو بتحمونا لكن يا حبه ما شغالين لينا غفراء مجان بتاخدوا حقكم الف مره يعنى الواحد فيكم كان مات فى شغلوا ما مشكلة ما نحنا بندفع ليكم عشان تموتوا ….وانتو لمن وسطتو الواسطات عشان تدخلو الكلية الحربية كنتو فاكرنها فندق خمسة نجوم؟ ما اصلا انتو مهنتكم تكتلو وتمسحو وتقشو وتكسحو..ولو مسحوكم او كشحوكم او قشوكم برضو اخدتو حقكم …. يعنى ما يجى واحد يتفشخر علينا نحنا حاميين البلد وامنها!!! ..كل واحد ماكل حقو …يعنى انتو دايرين تاخدو حقكم وتتنعموا والشعب يدفع و يموت بدلكم ؟ يعنى تبقى فيهو ميته وخراب ديار ؟ خلاص خلونا نحنا نمشي نكاتل وانتو اقعدو البسو الكاكى وعلقو النجوم وشوفو منو البدفع ليكم مرتباتكم ياوهم..

  8. هل المشكلة مشكلة عسكر ومدنيين والا مشكلة أفكار
    كثير من لعسكريين لديهم اعلي من الشهادات الجامعية
    وكثيرين لديهم دكتوراة وماجستير
    الشلليات من المدنيين هي المشكلة الحقيقية
    اللصوص والسارقين من هم في هذا السودان
    ايزنهاور
    تشرشل
    عبد الناصر
    بوتفليقة
    احمد بن بيلا
    هواري بومدين
    وغيرهم
    خلفياتهم عسكرية
    لكنها عقدة بعض السودانيين الاغبياء حول العسكر لن تزول

  9. ياعزيزي المشكله هي يجب فصل الدين عن الدوله وعن الجيش زاااااتو
    ياخ ده البلد الوحيييد تشوف فيهو ضابط برتبه كبيره عندو دقن وكرش واربعه نسوان هههههه شغال الايام كلها تلاقي ده عسكري شنو ده
    وده سببوا الدين في الصداره حتى بعده ما عارف يقولوا ليك اما الرسول او الوطن او الارض او او,,,,,
    اما الانسان والفرد كأنسان ده ولااا في الحسبان بل بالعكس نضحي بالفرد من اجل الجماعه ده هو سبب فشلنا

  10. نميري راجل وطني ونظيف الله برحمه وياليت كل حكام السودان من مدنيين لعسالكر لهم وطنية وامانه مثل نميري وكل المشاكل في السودان من استقلاله سببها الكيزان هم الارهارب والفساد بعينه!!!!!!

  11. ليس المشكلة في العسكرية المؤسسة للعسكرية ليس سياسية بدليل ان العسكر بقلبو الحكومة حتي يلمو ليها اتجاه يعني بعد الانقلاب حتي يفتشو ليها وجهة ونحن في السودلن اصلا ليس لدينا سياسيين كلهم همهم مصالحهم وكلهم ممكن لاي خلاف ينفصلو ويحملو السلاح والخاسر هو العسكر وليس الشعب وحدة خم في الصف الامامي للموت في اي خلاف لكن العسكر مفروض يكون لهم سياسة موحدة اذا قلبو الحكومة يقدرو يحكمو اما الكيزان لا اري انهم مشكلة لان من سبقهم لم يفعلو شي

  12. أي كاتب وطني يجب أن يراعي الدقة و الأمانة فيما يطرحه و يجري بحوثه و إستقصاءاته (يجود لوحه) ، قبل أن يطرح مساهمته للرأي العام ، و أن يتحرى في مساهمته بأن تكون رسالة تخدم الرأي العام و توحيد الجبهة الداخلية و تقويتها.

    خلطت الحابل بالنابل (هردبيس):

    * ذكرت تحالف العسكر و المؤتمر الوطني كأنهم شركاء! فلا العسكر الذين عنيتهم ، هم عسكر ، و لا المؤتمر الوطني لديه شريك في الحكم ، اللهم إلا الشيطان ، و تابعت هذه النظرية الفطير في كل مقالك.
    * ذكرت الدمار الشامل ليس أسلحة كيميائية ، و فصلت ذلك ، لكني أقول أن الدمار الشامل هو نشر الجهل و تغييب العقول و طمس الحقائق ، تحت كلمات فضفاضة و شعارات جوفاء كمنهج الأخوان المسلمين (رسائل حسن البنا و كتب سيد قطب ، خزعبلات المشروع الحضاري ، حوارات و خوارات الوثبة و باقي المسميات) ، و الشعب السوداني قد قد خَبِرَ كل ذلك و تجاوزه.
    * أقتبس منك:
    [.. اكبر نصر يمكن ان تحققه وثبة الحوار الوطنى وخارطة الطريق هو دستور ينص فى بنده الاول بفصل الجيش عن السياسه والدولة ..]
    بسبب غبار الردح و التوصيفات المعممة المسيئة ، لم يفطن القراء إلى من توجه نداءك و ترجو خلاصك ، فهل تعول على من ذكرتهم إصلاح الوطن و كمان وضع دستوره! (ضعف الطالب و المطلوب).

    * غالب المقال عموميات و كلمات فضفاضة دون إيراد حيثيات و وقائع تدعمها (لأنها لا توجد) ، و لعلك لم تلاحظ إن المقالات المدعمة بالأدلة و الوقائع هو نهج كثير من كتابنا الوطنيين (و هو معيار القبول الشعبي) أمثال:
    عبد الرحمن الأمين ، الباحث الإقتصادي حسين أحمد حسين ، د. فيصل عوض ، مصطفي عمر ، بابكر فيصل بابكر …إلخ ، و يجمعهم قاسم مشترك واحد ، و هو ، جميعهم يعولون على جماهير الشعب السوداني ، لا أحد غيره.
    و هذا (تدعيم الخطاب بالأدلة و الحقائق) ما يفتقده التنظيم الحاكم في فكره أو خطابه العام ، حيث إنه يعتمد على الكذب و الخداع ، و الكلمات الفضفاضة.

    * الخراب و الفساد الذي يجري بالوطن ، هو نتاج الفكر الخرب ، الذي إستغرق سنين عدداً من من عمره (التنظيم الحاكم) ، في التخطيط و الإعداد له ، و هو في كل الأحوال مهما إختلفت المسميات و المصطلحات يعتبر واقعياً (سرقة و إستلاب وطن و تسخير ترابه و إمكاناته لصالح تنظيم إجرامي) ، و أجيال الشباب الذين ولدوا بعد إنقلاب الإنقاذ يعرفون ذلك ، أسوةً بجميع قطاعات الشعب السوداني.

    * إطلاق الكلام على عواهنه دون تدقيق و تمحيص ، يصبح مع الزمن داء يستشري في المجتمع و يردده الكثيريين كالببغاءات دون تفكير و كأنه من المسلمات:

    ★ كم عسكري في عهد عبود كان لديه منصب قيادي في الدولة؟

    ★ نكرر نفس السؤال لعهد النميري!

    ★ و في كلا العهدين ، كم كانت نسبتهم من عدد الجيش؟ و هل هذه النسبة ، تكفي لإطلاق تعميم أن العسكر (و الذي يعني كل أفراد الجيش) هم الذين يحكمون ، أم أفراد منه فقط.

    تفسير و شرح نوعية العسكر المزعومين ، سيتضح في الفقرات اللاحقة.

    قرار الحرب

    * في جميع أنحاء العالم ، قرار الحرب يتخذه السياسيين حسب الدستور أو اللوائح و القوانيين ، و يطبق ذلك في أمريكا (أقوى جيش في العالم عتاداً و تسليحاً) ، و في أنتيغا بارابدوا (أصغر جيش في العالم تعداده 170 تقريباً).

    * و يطبق هذا في السودان أيضاً ، و وضعنا الإستثنائي الذي نعيشه (إستلاب الوطن بواسطة تنظيم الجبهة) ، لا يغير من هذا الواقع.

    * الأدوار الإستثنائية التي مرت بها البلاد (إنقلابات و ثورات) ، لا تغيير أيضاً من هذا الواقع ، فما أن يمر الظرف الإستثنائي ، إلا و تعود الأمور إلى نصابها الطبيعي ، و قد أشار مولانا سيف الدولة في مقاله عن الجيش يمكن الإسترشاد به.

    * لا يوجد جيش في العالم يتم تدريبه على الإنقلابات و هذا ليس من مهام الجيش بأي حال من الأحوال ، و هذا ما جعل الجيش هو المصادم و المعارض لإشتراك الجبهة في الحكم (حكومة الصادق) ، لعلمهم التام بتخطيط الجبهة لإنقلاب ، و كان هذا غائباً عن السياسيين ، ما عدا أعضاء التجمع الوطني (كان من بينهم عناصر خائنة تنقل نشاطاتهم للجبهة – الجزولي مثال) و بعض النقابيين و التيارات السياسية كالشيوعيين.

    كوننا نضيع زمننا و جهدنا في توضيح هذه المسلمات التي تتبناها جميع دول العالم (إختصاصات السياسيين و الجيش) ، فهذا يدل على أن التنظيم الحاكم قد نجح في زرع خوازيق في خاصرة الوطن ، تساعده في إلهاء الرأي العام و تشتيت فكره ، بدلاً من إرشاده و توجيهه لتحديد أولوياته و أهدافه.

    أفراد الجيش (قبل الإنقاذ) ، من أبناء هذا الوطن و لم يأتوا من كوكب آخر و ليسوا بغرباء ، و ينتمون لأسر و قبائل ، و لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتم وصفهم على النحو الذي ذكرته في مقالك ، فهو لا أساس له من الصحة ، و المجتمع جدير بالرد على ذلك.

    * كل دولة لها إرثها و ثقافتها و برنارد شو لم يزور السودان أو يضطلع على كل ثقافات العالم ، و الشعب السوداني ، بالذات قبل الإنقاذ ، يحب كل ما تمثله العسكرية ، و سواء أن كان هذا محمدة أو مذمة ، فإنه واقع نعيشه في محتمعاتنا.

    من المصادفات ، لدي صديق أثق به يربطه نسب بعماد عدوي رئيس الأركان الحالي ، و ذكر لي إنه كان بجامعة الخرطوم و إلتحق بالجيش ، زمن نميري ، و لا أعرف عنه مدى إرتباطه بالتنظيم الحاكم و لا أي معلومات عنه إنما أشرت إليه رداً على كلمات مقالك فقط ، و بالطبع عدوي ليس بالحالة الوحيدة.

    ما من أسرة أو عشيرة بالسودان ، إلا و كان لديها من كان يعمل بالجيش و لترابط المجتمع السوداني (كتاب مفتوح) ، يُعرف الكثير عن أفراد الجيش و من الطبيعي أن يروج للحالات الغير عادية مثال:

    * أحد أبناء الفريق حمد النيل فضل الله كان يعمل بالجيش و كان يروى عنه بفخر إنه كان مغرماً بتصليح أجهذة الرادار الروسية ، حتى تلك التي لم يستطع الروس إصلاحها لقدمها ، و يحكي عنه إنه يهوي عزف ألة الكمان و قد عزف لفنانيين كبار ، رغم شخصيته الهادئة و إلتزامه الفطري ، و كثير من ضباط الجيش فيهم من نعرفهم شخصياً و فيهم من هو مشهور و يعرفه غالب المجتمع ، كانوا يعشقون عزف الموسيقى.

    * جنوحي خارج النص و الإشارة لعاشقي الموسيقى و الفن ، للتدليل فقط إنهم ناس من المجتمع و ليس المسوخ الذين ذكرتهم ، و لأننا في زمن العجائب و الإستثناءات!!!

    * يذخر الجيش بنسبة كبيرة ممن إلتحقوا به من الجامعات ، و لك أن تراجع السجلات قبل أن تفتي ، و في زمن نميري كانت آلاف الطلبات تقدم للإلتحاق بالجيش ، و لتأخر إجراءات الجيش في المنافسات و القبول ، كانت أعداد كبيرة تلتحق بالجامعات و تستمر في المعاينات ، و أغلبهم كان قد أكمل أو شارف على إكمال السنة الدراسية.

    * و لأن المجتمع كان متسامحاً ، نوقشت مشكلة إصرار الأبناء على الإلتحاق بالجيش و ترك دراستهم الجامعية و جرت محاولة الدمج بين النظامين (الدفعة 25 بالكلية) ، و هذه الدفعة قصتها كانت معروفة في المجتمع و الجامعة (لذهابهم باللباس الرسمي للجامعة) ، على أن يكملوا دراستهم الجامعية بعد التخرج من الكلية الحربية ، و تعددت محاولات شبيهة و منها إنه كان ينتدب أساتذة من جامعة الخرطوم لتدريس بعض المواد الأكاديمية للطلبة العسكريين ، و لذلك ، فرغم دراسة معظم العسكريين في جامعة القاهرة (الفرع) ، إلا أن التقدير كان يأتي لمن يلتحقون أو يدرسون دراسات عليا في جامعة الخرطوم.

    من الصعب الحكم على أوضاع القوات المسلحة حالياً ، لكنهم يظلون من أبناء الوطن ، و دون الميل للرأي المزاجي (العاطفي) لكن من واقع الحال ،نجد أن الشعب غير راضٍ عنهم و التنظيم الحاكم لا يثق بهم رغم محاولات الأدلجة ، بدليل بعثرة إمكانيات الدولة على مكونات مسلحة غير نظامية و مخالفة للسياسة الرسمية التي يمكن أن تنتهجها أي دولة وطنية ذات سيادة!!! و ذلك للقيام بمهام الجيش القومي ، و هذا يمكن تفسيره منطقياً بالآتي:

    ★ أن النظام ليس لديه الثقة الكاملة بتقوية الجيش لذا يعمل على إضعافه (هجوم العدل و المساواة على أم درمان دليل على ذلك ، الإعتماد كان على قوات الأمن التي فشلت في التصدي للهجوم).

    ★ عدم عدالة الحروب التي يخوضها الجيش ، تستلزم إستخدام بديل له مصالح في الحرب (غياب العقيدة العسكرية التي تعمل و تعتمد عليها الجيوش المحترفة).

    ★ الجيش ما زالت فيه خميرة الخير ، و إنتماء للوطن ، و هذا ما لا يتناسب مع فكر و عقيدة التنظيم الحاكم.

    و أي دارس لواقع طبيعة التنظيم الحاكم (الفكر و العقيدة) ، يعلم أن كل ذلك (إستحداث المليشيات) لذر الرماد في العيون و تشتيت أذهاننا! فالتنظيم الحاكم لديه مليشياته و كوادره المسلحة ، لحمايته و تأمينه ، و هي تتكون من كوادره المنظمة و المدربة ، و التي تمت هندستها و تحويرها ، على كراهية المجتمع و إستعدائه ، و يؤمنون إيماناً قاطعاً بإنهم سيدخلون جنة الفردوس بقيامهم بتنفيذ ما دُربوا و تربوا عليه! قتل و تدمير أي مخلوق لا يتبع تنظيمهم!!

    الجيش ، المليشيات المسلحة ، كلها ملهاة ، تقوم بأدوار مؤقتة لتنفيذ أجندة النظام ، و منها الإيحاء للرأي العام إنها لحماية النظام (التخويف) ، و كذلك لصرف الأنظار عن أجهزته الأمنية الحقيقية النابعة من صلب تنظيمهم التي أشرت إليها أعلاه ، فهولاء يدخرهم التنظيم لقتالنا نحن و يشمل ذلك الجيش و المليشيات (حميدتي و غيره) ، فعندما تبدأ تباشير زوال النظام بإذن الله ، لن يحارب الجيش أو حميدتي جميع أبناء الوطن.

    القائد الفيلسوف الصيني صن تزو (القرن الخامس قبل الميلاد) مؤلف كتاب فن الحرب ، تكاد لا تخلوا كلية عسكرية في العالم من كتبه و إستراتيجياته و معظم الموجهات الإستراتيجية التي تتبعها جيوش العالم (و كذلك الشركات العملاقة) ، تكاد تكون مستقاة من تعاليمه و أقواله و أمريكا تلزم ضباط الجيش بقراءة كتابه.

    من أقواله:

    عندما تحاصر عدواً ، اترك له منفذاً ليهرب منه ، ولا تضغط بشدَّة على عدوٍّ يائس.

    تقوية الجبهة الداخلية و الإتفاق على برنامج عمل لمرحلة ما بعد الإنقاذ ، إن شاء الله ، يقلب موازين القوى و يعدد خياراتنا ، و يتيح لنا الفوز في كثير من المعارك دون الحوجة لقتال ، و ذلك بإكتساب تلك العناصر لصف الوطن ، فالتنظيم الحاكم كالحيوان الأجرب ، مثقل بالذنوب و الجرائم و سيكشف الله عورته ، و لا يمكن لذو ذرة من عقل أن يتحمل معه أطنان القضايا و الجرائم التي إقترفها في حق شعبنا و وطننا.

    أما عن نوعية العساكر المزعومين الذين شاركوا بأدوار ثانوية في إنقلاب الإنقاذ ، فالسطور التاليه توضح بعض الشيء:

    إختيار الكوادر العسكرية لتنظيم الجبهة لم يكن إعتباطاً ، فأصغر عسكري رتبةً في الجيش في ذلك الزمن ، كان يعلم علم اليقين ، أن أي عسكري ذو مروءة يستحيل أن يخون جيشه و وطنه و ينضم لهذا التنظيم ، و إختيار الكوادر العسكرية أعتمد فيه على رسالة الماجستير :

    * الجيش و السياسة ، عميد عبد الرزاق الفضل عبد الرؤوف ، رسالة ماجستير ، معهد الدراسات الإضافية.

    العميد عبد الرزاق من كوادر التنظيم ، و دراسته إعتمد عليها التنظيم في التحرك في الوحدات الخدمية الخاملة (السلاح الطبي ، الموسيقى …إلخ) ، و كذلك في إختيار العناصر الباهتة التي تفتقد للمهنية و الأخلاق (و أعني ذلك حرفياً).

    لم يشارك العسكريين المزعومين الذين ذكرهم الترابي (150 عسكري) ، في تنفيذ الإنقلاب ، إنما شارك أقل من (20 عسكري) ، و مشاركتهم لم تكن مشاركة فعلية ، كقيادة مجموعة إعتقال ، أو إحتلال موقع مثلاً ، إنما كانت أدوارهم خسيسة و ثانوية تليق بشخصياتهم المشوهة ، و كانت تنحصر في:

    * تعطيل أجهزة الإتصالات الداخلية بالجيش.
    * تسليم مفاتيح مخازن سلاح و عتاد الجيش لكوادر التنظيم.
    * تغطية و حجب التقارير عن تحركات الإنقلاب ، و قام بهذا الدور ضابط الأستخبارات حسن عثمان ضحوي و دفعته عبد الرزاق الفضل عبد الرؤوف.
    * مرافقة بعض أتيام الإعتقال (من كوادر الجبهة) ، ربما للتشفي!

    إختارت الجبهة كوادرها من العسكريين من النوعية التي تدور في فلك مصطلح جعفر بانقا القمئ ، سواء أن كان ذلك حرفياً ، فكرياً ، أو لنواحي تتعلق بالنواقص المهنية و الشخصية ، لأن هذه النوعية تلبي متطلباتها ، و الترابي يعلم ذلك و يعلم الفرق بين العسكري المحترف ، و ذلك النوع الذي تم تجنيده ، لذلك تم فصل الآلاف من العسكريين في السنيين الأولى من إنقلاب الإنقاذ.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..