
غياب الشرطة السافر عن الميدان في حرب الخرطوم كان من الأشياء التي أثارت لغطا كبيرا واستهجانا بين المواطنين ، فالشرطة وهي المعني الأول بحماية المواطنين باعتبارها الشق المدني من المؤسسة العسكرية ، كانت غائبة تماما ولم يسمع لها أي حس أو خبر طيلة فترة هذه الحرب الضروس التي استهدفت فيها مليشيا الدعم السريع المتمردة مواطني ولاية الخرطوم دون أدنى رأفة أو رحمة ، فعاثت في الأرض فسادا ، احتلت البيوت ، سكن فيها الجنجويد بعد أن أخلوها من أصحابها بقوة السلاح في الكثير من الأحيان ، استقروا في بيوت الناس التي بنوها بشقاء عمرهم ، تزوجوا وجلبوا أسرهم ، سرقوا ونهبوا واغتصبوا الحرائر ، ضربوا وأهانوا وقتلوا العزل بدون جريرة أو ذنب ، (الشرطة في خدمة الشعب) ، الشعار الذي طالما سمعناه وشاهدناه ، أثبتت الشرطة أنها لا تخدم الشعب بتاتا ، ودورها في حماية المواطن ليس أكثر من حبر على ورق .
وفي ظل هذا الموقف المتخاذل غير المقبول من مثل هذه المؤسسة ، كان لا بد أن يطفوا على السطح ويقفز إلى الذاكرة الموقف المتعنت الذي انتهجته هذه الشرطة أثناء ثورة ديسمبر المجيدة ، من تفريق للمتظاهرين بالبنبان ، والأعداد الهائلة من الشباب الذين فقدوا عيونهم وتشوهت وجوههم وانطمست معالمها من تلقيهم لقذائف البنبان ، ومن فقدوا أعضاءهم وأرواحهم ، وبالرغم من سلمية المظاهرات التي حرص عليها الجميع ، إلا أن الشرطة لم تقدر هذه السلمية وتعاملت مع المتظاهرين بوحشية شديدة .
ونجد أن الشاهد في الأمر أن السؤال طرح نفسه لملايين المرات خلال حرب الخرطوم ، أين الشرطة؟؟؟
لماذا يبدو وكأن الأمر لا يعنيها في كثير أو قليل؟
وأن هذه الحرب الأليمة ليس لها فيها ناقة ولا جمل؟
كان العذر الأول أن الدعم السريع احتل مواقع الشرطة منذ بداية المعركة ليتخذها مرتكزات لجنوده، وهذا يقودنا إلى لب المهزلة وتمكين الدعم السريع من مفاصل الدولة ومؤسساتها الحيوية ، بحيث كان في غاية السهولة بالنسبة للمليشيا أن تحتل المواقع الهامة للجيش أو الشرطة أو خلافها من مؤسسات الدولة المهمة ، لأن عناصر الدعم السريع لديها أصلا وجودا ضخما في كل مكان في أجهزة الدولة وأن ذلك تم بمباركة الجيش ، فالمليشيا من رحم القوات المسلحة كما قال قائدهم بعظمة لسانه ،
ما سردته ، كان مقدمة لما أود أن أحكيه عن تجربتي الشخصية مع الشرطة في المدينة التي اضطررنا للنزوح إليها ، كحال جميع سكان الخرطوم ، كان لا بد لنا من إخلاء بيوتنا قسريا عندما حمى الوطيس ، وتزايد الخطر بانهمار الرصاص الطائش ، القذائف والدانات ، خرجنا من منازلنا على عجل ونحن نحمل بعض الملابس والأدوية المهمة ، ركبنا سيارتنا واخترنا السفر إلى أقرب مدينة آمنة مراعاة لظرف والدتي المسنة التي لا تتحمل السفر الطويل ، عانينا الأمرين حتى استأجرنا منزلا يؤوينا ، وتم استغلالنا أسوأ استغلال من السماسرة ، تجار الأزمات وأغنياء الحرب ، وكمثل غيرنا كانت مواردنا المالية شحيحة فقد فقدنا وظائفنا، أعمالنا وممتلكاتنا،
خرجت مع ولدي لشراء بعض الأغراض من السوق، قابلنا أحد عساكر الشرطة وأفادنا أن ترخيص السيارة منتهي وأن علينا دفع غرامة مالية ، أخبرته أننا خرجنا على عجل وهذه السيارة كانت المتاحة لتحملنا ، وأننا فقدنا كل شئ ، ممتلكاتنا وعملنا ، وكأنني أحدث صخرا ، لم يصغ إلي ، وذهبت واستدنت مبلغ الغرامة ودفعتها ، بعدها علمت أنه متاح تجديد ترخيص السيارة في مدينة النزوح فاستنطت لصوت العقل ودبرت حالي وجددت ترخيص السيارة ،
فسيكون وبالا علي تكرار دفع الغرامات ،
عندما حضرنا وكما أسلفت مسرعين ، لم نوفق في إحضار كل المستندات والأوراق الثبوتية ، وكانت رخصة القيادة التي تخص إبني من ضمن ما لم نحضره ، ولكن لديه صورة من الرخصة في الموبايل، وفي كل مرة كان يتم إيقافنا من أحد الشرطيين كنا نبرز صورة الرخصة على الموبايل ونمر ، في المرة الأخيرة كان سوء الطالع حاضرنا فوقعنا في واحد من أولئك المتعنتين في الأرض الذين يبالغون في استخدام صلاحياتهم ولا مكان للإنسانية في نفوسهم ، استوقفنا هذا العسكري وطلب رخصتي القيادة والعربية ، أخرجنا ترخيص العربية وأخبرناه عن أننا لم نتمكن من جلب رخصة القيادة لظروف خروجنا من المنزل ، ولدينا صورة ، أخذ ترخيص العربية وذهب وأصبحنا نسير خلفه وهو يذهب من مكان لمكان بقسم المرور وذكر أن الصورة غير مقبولة وتعتبر مخالفة ، وأصبح يدخل ويخرج ونحن وراءه بطريقة لا إنسانية ولا مهنية وواضح أن الغرض هو إذلالنا ، في النهاية تركت ترخيص السيارة وحاولت البحث عن رئيسه لأشتكي له ، وجدت ضابطا صغيرا فأخبرته بما حدث ، أجاب أنه فعلا الصورة غير مقبولة ، وكنت صراحة قد وصلت أقصى مراحل الغضب ، فقلت له أين كانت الشرطة عندما احتلت المليشيا بيوتنا؟ ولماذا كانت غائبة ولم تقم بدورها في حمايتنا؟ حاول بالطبع أن يتحدث بنبرة قاسية وأن الشرطة موجودة وتقوم بدورها ، أجبته أننا لم نرها في الخرطوم ، في النهاية أمر العسكري بإعطائي الترخيص وتركنا لنذهب ، قبل أن أذهب أخبرته بأنني أنصحهم وأنا في عمر والدته أن (يرحموا ناس الخرطوم) ، ولكنه للأسف لم يتقبل نصيحتي كما تمنيت ، سيدنا عمر بن الخطاب ألغى الحدود القرآنية في عام الرمادة ، للظرف القاهر الذي مر بالمسلمين في ذلك الوقت، ولا أظن أن هنالك خطب أليم ومصاب جلل أكثر مما فعلته هذه الحرب في سكان الخرطوم ، وأقل ما يمكن أن تقدمه الشرطة الغائبة عن مسرح الحرب ، هو أن تتخلى عن الجبايات والغرامات من النازحين الذين ذاقوا الذل والهوان وفقدوا كل شئ،،،
😎 الشرطكوز هي عصابة كيزانية رخيصة و حقيره توكل لها دائمًا الاعمال التي تتافف عصابات الجنجكوز و الجيشكوز و الكوزكوز لكي ينهبوا و يبتزوا المواطن الذي ليس لديه صلة قربى او صداقة مع احد افراد العصابات الكبيرة 😳😳
كل هذا يحدث في اوكارهم القذرة التي يتلى فيها القرآن بمكبرات الصوت و يصول و يجول فيها العساكر بالسفنجات لزوم ارسال رسالة للمواطن انهم مجموعة من الاتقياء يستعدون لاداء الصلاة 😳😳
المواطن السوداني هو سبب تفرعن هؤلاء الأوباش لانه يتملقهم و يحاول بشتى الطرق لعقد الصداقات معهم ليتفاخروا ان سعادته فرنكات الشيطاني هو صديق حميم 😳😳
سودانستان هي بلاد العصابات و الدواعش قولًا واحدًا 😎
لماذا يبدو وكأن الأمر لا يعنيها في كثير أو قليل؟
حدث في بدايات حكم الاخوان : المكان بحري حلة خوجلي أعمامنا كبار في السن بيجلسوا في العصريات بجانب دكان صاحب الدكان عندو حقة تمباك . شباب من نفس الحي ومعهم بعض الشباب الملتحين قاموا برمي حقة التمباك وتكسير الطربيظة . الأعمام لم يعجبهم الأمر وذهبوا الي قسم الشرطة لتدويين بلاغ بأسامي وعناويين الشباب , قال لهم الضابط المناوب (ديل ما حتدقدروا تفتحوا فيهم بلاغ ) وإنتهي الأمر . الله يرحم أعمامنا ويرحم الشرطة