مقالات وآراء سياسية

عطاء من لا يملك لمن لايستحق

عبدالدين سلامه

استغربت كثيرا للعفو العام الذي منحه راس الدولة لياسر عرمان المحكوم بالاعدام بسبب جريمة قتل وايضا للحركات المسلحة التي ازهقت الارواح واهلكت الحرث والنسل وشردت أهلنا في دارفور ليتخذوا معسكرات النزوح المهينة بديلا لبيوتهم الأمنة ، وليس بغريب ان نسمع قريبا عفوه العام عن المخطئين من نظام الإنقاذ الذي شاركهم الجرائم ، فالعفو لايملكه البرهان ولا حكومتنا المدنية لأن أولياء الدم موجودين والمشردون في معسكرات النزوح لازال معظمهم في معسكراته ، وحتي قتلى القوات المسلحة وحركات المحاصصة  لهم اولياء دم هم وحدهم من يملكون حق العفو او الاصرار على طلب القصاص  فكيف تم تجاوزهم عبر عفو عام من برهان لايملكه لحركات لا تيسحقه ؟

تباشير عهد الحركات بدأ بندوة الحاج يوسف وتلك العربات العسكرية المحملة بمدججي سلاحها التي نقلت الأسافير صور انتظارهم في أطراف العاصمة التي لم تغدو امنة ، وبتحدي المجرمين الصريح لشرطة يتمكن مجرم واحد من قتل جنرال فيها وجرح العديدين ، بينما شهداء ثورتنا الذين اعترف الكباشي والبرهان وحميدتي بتسببهم في ازهاق أرواحهم الطاهرة البريئة ، تبحث عن من يفترض أنها العدالة في قاتليهم !!!!

وهاهو زميلنا الصحفي صاحب الغزالة تعتقله السلطات ، وبشدة ندين اعتقاله واعتقال أي صحفي مهما بلغ اختلافنا معه ورأينا حول هرطقاته التي أساءت للصحافة قبل أن تسيء إليه ، ولكن شعارات الثورة بدأت بكلمة الحرية ، والحرية الصحفية لاتهاون فيها ، ويجب علي كل الزملاء الوقوف بصلابة لو كان سبب الإعتقال الحقيقي هو رأيه أو قلمه .

وحتي اتحاد الصحفيين الذي كان يرأسه الكيزان وقف الصحفيون من إغلاقه موقفا مخزيا ، فالإتحاد ملك للجميع وهو الإتحاد الرسمي ، وكلنا ننتمي له وليس الكيزان وحدهم ، وكانت توجد ملايين الطرق لتنحية الكيزان عن رئاسته بالطرق القانونية المشروعة بدل إغلاقه الذي شرّد الصحفيين وجعلهم بلا مأوي ولابيت ولا جسم ، وجعلهم شراذم كل ينتمي لجسم لاشرعية له ، وأغلبهم لاينتمون لأي جسم ، فإعادة الإتحاد مطلب صحفي ملح لأن العلاج في التصحيح لا البتر الذي أساء لصحافتنا السودانية في مختلف الإتحادات الإقليمية والدولية المرتبطة بها ، ومنح النظام المقبور تعاطفا لايستحقه ، ومانراه الأن من تفلت في الصحافة وإسفاف لاسبب له سوي التغول علي الإتحاد وضعف زميلنا وصديقنا وزير الثقافة والإعلام .

تصحيح الأمور واجب وطني ملح ، وعفو البرهان لامكان له في إعراب العدالة والقانون ، وإغلاق اتحاد الصحفيين لاقبول له في دولة ثورة تنشد الحرية والسلام والعدالة ، وكلها شعارات لاتتحقق إلا بإعلام حر نظيف معافي يملك القدرة علي توعية وتوجيه وإرشاد الرأي العام بعدما يئس الجميع من سارقي الثورة من مدنيين وعسكريين ، ولازلت أذكركم بأن الشباب قادمون لتصحيح ثورتهم ومحاسبة كل من تستوجب محاسبته ، وخطي البرلمان الثوري يجب أن تزداد تسارعا

وقد بلغت

 

عبدالدين سلامه

<[email protected]

‫2 تعليقات

  1. من الذي حكم على ياسر عرمان بالإعدام لجريمة قتل؟ أين أقيمت هذه المحكمة؟ حتى الكيزان أنفسهم عندما يطلقون هذه الإتهامات فإنما يفعلون ذلك كتكتيك حرب إعلامية.
    اتستقي معلوماتك من مصادر مبتذلة و غير نزيهة و تدافع عن الصحافة و الصحفيين؟ مارس قليلاً من التقصي الصحفي المحترف عن أحداث جامعة القاهرة فرع الخرطوم 1988 لتوفر علينا هذه المهازل.

  2. ( وهاهو زميلنا الصحفي صاحب الغزالة تعتقله السلطات)
    بالله ده مقال لصحفي؟؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..