مقالات سياسية

دهاليز المؤتمر الوطني

نقلتْ الأخبار أنَّ حزب المؤتمر الوطني ناقش في اجتماعات مجلس شورته المنعقدة هذه الأيام، الوضع الاقتصادي ومعاش الناس والعلاقات الخارجية والسلام، وأنَّ القطاع الاقتصادي بالحزب قدم رؤية جديدة لتحقيق معالجة جذرية للواقع الاقتصادي، وأقرَّ حزمة من السياسات والإجراءات. وقال إنَّ الضائقة في طريقها للمعالجة خلال فترة قصيرة لا تتجاوز أسابيع، (يا سلام من أين أتيتم بعصا موسى؟) وفي شهر مايو الماضي قلتم إنَّ الحكومة لا تملك عصا موسى لإصلاح الاقتصاد، وأنه يحتاج إلى سنوات، فكيف تحولت إلى أسابيع. وقد سبق له أن ناقش كل هذه القضايا مئات المرات ولم يصدق في حلها خلال 30 سنة، ومعروف عنه أنه كلما وعد بحل مشكلة فإنه يتخذ سياساتٍ تزيدها، وليس أدل على ذلك أكثر من الإجراءات التي اتخذت في الفترة الماضية، وجعلت المواطنين يتسولون أموالهم من البنوك ولا يحصلون عليها إلا بذلة وإهانة. ولا ننسى ميزانية العام 2018 التي قال إنها ميزانية معيشة وأصبحت أشبه بميزانية الحزب، ورغم كثرة الحلول الاقتصادية وسهولة تطبيقها إلا أنَّ الحزب كل مرة يتبنى إجراءاتٍ أكثر ضرراً. هكذا سيكون المصير بعد اجتماعات الحزب مزيداً من الكرب. عموماً الحقيقة التي يثبتها ما آل إليه الحال هو أنَّ حزب المؤتمر الوطني يخلو من المفكرين، وأصحاب العقول الذين يهدونه إلى الحق، ولذلك لن يتغير ولن يغير، وهذا ما تثبته شهادة الرئيس البشير نفسه عندما قال في اجتماع مجلس شورى الحزب في شهر يناير الماضي منتقداً بشدة نشاط الحزب، قال إنَّ هناك غياباً شبه تام للمبادرات وتقديم الحلول الاقتصادية والسياسية بالبلاد، وتوفير الآليات التنفيذية المطلوبة. نعم هذه هي الحقيقة، ولذلك حزب بهذا المستوى لا يمكن أن يعالج الوضع الاقتصادي الحالي حتى لو بقي مائة عام .
إذاً السؤال المهم الذي يطرح نفسه ما الذي يجبر المواطنين على تحمل هذا الحال وقد صبر عليه 30 سنة وهو (ما داير يحس). أعتقد أنه آن الأوان لإجباره على التراجع وليس بالضرورة أن يخرج الناس في مظاهرات بل هناك طرق أخرى عملية يجب الاستعانة بها بدلاً من حصر كل الجهود والأفكار في الكتابة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومع أنَّها كافية إلا أنها غير مفيدة مع المؤتمر الوطني، ولا بد من التحرك السريع خاصة وأنَّ الأزمات مرشحة للازدياد وهناك شبح مجاعة وأزمات أخرى.

التيار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..