مقالات متنوعة

وداعاً يا صديقي

يوسف عبدالله عبيد

الكلمات عصية علي الكتابة و الألم فوق طاقات الاحتمال، و لكن عندما يرحل عننا احد أنبياء هذا الزمان فثقلُ كل كلمة يمكن ان تُقال و حزن كل دمعة يمكن ان تنساب يظل مُجحفاً لمسيرة حياة ظل العطاء دليلها و هاديها الذي لا يلين في درب امتلأ بكل أنواع النضال.
لم يكن عبدالله عبيد والدي الحبيب فحسب و لكنه كان اعز و اقرب أصدقائي لي و قد جمعتنا صداقة فريدة من نوعها. فقد ظل تلك الشعلة المتقدة دوماً في حياتي، تنير الطريق امامي وتمنحني المقدرة علي ان امشي بخطي ثابته نحو الأمل و المستقبل.
تعلمت منه الكثير و اول ما تعلمت ان كيف يمكن للإنسان ان يعيش متصالحاً مع نفسه، متسامحاً مع من حوله، و صادقاً في فكره فيصبح الفكر و الممارسة شقان لا ينفصلان من صيرورة الحياة اليومية بكل تداخلاتها و تعقيداتها المختلفة.

فتعلمت منه ان قيّم حرية التعبير و المساواة و العدالة الاجتماعية و حقوق الإنسان تبدأ في البيت الصغير و تمتد الي محيط المجتمع و الإنسانية الكبيرين.
فهكذا ادار صديقي عبدالله عبيد علاقاته مع كل من حوله علي المستوي العام و الخاص، صغيرًا و كبيرًا، فكان كريمًا كرماً فياضاً في مشاعرة تجاه الآخرين فيشعر كل من لمس حياته بخصوصية فريدة في علاقته معه.

تعلمت من صديقي عبدالله عبيد حب الحياة و عشق إنسان الأرض و الوطن و التفاني بصدق في خدمة من تحب، فيصبح التزامك بالقضايا التي تؤمن بها و تناضل من اجلها التزاماً متجدداً دوماً بتجدد الحياة.
ربما رحل عننا اعز صديق لدي بعد ان أدي رسالتة التي جاء من اجلها علي اكمل وجه، تاركاً لنا مساحة عصية من الألم الخرافي و الشوق المستحيل، و لكن سيظل عبدالله عبيد بيننا حالة استثنائية من الوجود العدمي و سيظل نور شعلته متقداً دوماً يضئ لنا المزيد من مساحات الأمل و المستقبل.
يوسف عبدالله عبيد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..