مقالات سياسية

رسائل حمدوك وقراراته المرتقبة

وائل محجوب

قرارات وشيكة تشمل ملفات الأجهزة الشرطية والأمنية.. الولاة.. وعملية السلام

• الإشارات التي وردت في خطاب رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك كثيرة ومتعددة، بدءا من حديثه للمرة الأولى حول توازن الشراكة الذي وصفه “بالحساس والحرج”، و”انه يمر بين كل حين واخر بكثير من المصاعب والهزات التي تهدد استقراره”، مشيرا للمرة الأولى منذ تسلمه منصبه أن هناك قوى داخلية وخارجية كثيرة “تتربص به وتحاول إعادة مسيرتنا الي الوراء”، وتعد هذه المرة الأولى التي يشير فيها د. حمدوك لتربص القوى الخارجية، وهي رسالة واضحة للاستقطاب الذي يواجه حكومته، والعراقيل التي تقابلها في لعبة المحاور الاقليمية والدولية.

• وفي حديثه حول خطوات التعامل الحكومي مع مطالب أسر الشهداء ولجان المقاومة التي وصفها بالمشروعة، و”الاستحقاقات اللازمة لاستكمال تنفيذ أهداف الثورة”، حدد حمدوك فترة اسبوعين لتنفيذ مطالبها، وفق “اعلى درجات التوافق والرضا الشعبي”، مما يشير لتواصله مع الحاضنة السياسية، واغلب الظن أن هذا التوقيت المحدد مستمد من وحي اجتماعه مؤخرا بقوى الحرية والتغيير الذي أشار اليه في خطابه، وما تم التوافق عليه خلال الاجتماع من قرارات، ولفهم طبيعة القرارات المتوقعة لابد من استصحاب المطالب المقدمة في المذكرة، وقد اشتملت على مطالب هامة تتلخص في؛

– القصاص العادل لشهداء الثورة.
– اصلاح المنظومة العدلية والشرطية.
– تحقيق السلام العادل والشامل.
– استكمال هياكل السلطة.
– عقد المؤتمر الاقتصادي.

• وفي هذا الاطار وبحسب المعلومات المتوفرة، وبالنظر لحملة الاعتقالات التي طالت عددا من رموز العهد البائد، ممن ظلوا طيلة الفترة الماضية يمارسون التصعيد والاستهداف للثورة وشعاراتها ويستهدفون اسقاط النظام، فإن عددا من القرارات الهامة التي ستحدث تغييرا كبيرا يتنظر ان تصدر، وتشمل تغييرات واسعة بالاجهزة الشرطية والأمنية تستجيب لمطلوبات الشارع في هذا الاطار، من خلال ابعاد عدد من القيادات بجانب اعتماد قرارات للاصلاح والتطوير، الى جانب صدور قرارات حاسمة حول قضية الولاة، ومن المنتظر خلال الساعات القادمة اعلان خطوات كبيرة في ملف السلام سوأ من خلال مسار التفاوض مع الحبهة الثورية، الذي تلوح اشارات التوصل لاتفاق حوله في الأفق، أو مسار التفاوض مع الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو، وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور.

• وفي مسار العدالة ومحاكمة رموز النظام، ينبغي الإشارة الى أن اغلب القضايا التي تشمل رموز النظام البائد قد اكتملت التحريات المتعلقة بها، وقد حالت ظروف الاجراءات الصحية دون بدء إجراءات المحاكمات، وربما يدفع احتقان المشهد لتحريك هذا الملف، لاسيما بعد اعلان السلطة القضائية عن جاهزيتها لبدء المحاكمات.

• طلب د. عبد الله حمدوك للمرة الأولى من الشارع الدعم بطريقة “مبطنة” حينما دعاه للتحلي بأعلى درجات اليقظة والحذر، وربما يعود ذلك لاستشعاره بخطورة وحساسية المرحلة الراهنة، وتأثيرات القرارات الحكومية المتوقعة وردود افعال فلول النظام واعوانه، وقد قال في خطابه “إن الايام المقبلة ستشهد عددا من القرارات الحاسمة في مسار الفترة الانتقالية، وقد يكون لبعضها اثر كبير سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وستحاول بعض الجهات استغلالها لتأجيج وصناعة حالة من عدم الاستقرار”.

• إذن.. ستشهد الساحة خلال الاسبوعين القادمين قرارات كبيرة ستصدر تباعا خلال هذه الفترة المحددة، وهي ستتلاقى مع مطالب الشارع في ملفات ظلت محل مطالبة منذ تشكيل الحكومة، والفضل في كل ذلك بالتأكيد يعود لأسر الشهداء ولجان المقاومة ودعوتهم لمليونية ٣٠ يونيو لاصلاح المسار، التي مثلت حجرا في البركة الساكنة ووضعت الجميع أمام مسئولياتهم، وفي طريقها لتشكيل ملامح مرحلة جديدة بوضوح أهدافها ومطالبها، وهي ربما تكون المسيرة الأولى خلال اكثر من ٣٠ عاما التي تحصد نجاحا قبل أن تستقيم خطى دعاتها ومؤيديها على الشارع.. وبالتأكيد لن تكون الأخيرة.. حال لم تستجب قرارات الحكومة لمطلوبات الشارع بالوضوح الكافي.

وائل محجوب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..