كلام ساكت

إن المؤتمر الوطني حزب كبير، ولا يعمل على تأجيل مؤتمراته، وليس مثل أحزاب تتولى أمورها فئة بسيطة وضعيفة حقبة من الزمن، إن المستقبل يحتاج إلى أحزاب أكثر قوة في ظل التقلبات السياسية وما يحيط بالبلاد من مؤامرات، إن المؤتمر الوطني ساد وحكم بحشوده وبعضويته، وإن هذا الكلام ليس اعتباطاً إنما إنجازات بمثل هذا الحشد، فالمؤتمر الوطني الآن هو حزب الأغلبية.. (إن المؤتمر الوطني حزب كبير ولم يخرج في ترتيبه من العشرة الأوائل في أفريقيا من ناحية عضويته، وبما ظل يطرحه من أفكار لمستقبل الحياة السياسية في السودان).
أما بعد فإن الأرجوزة التي نقلتها لك بين الأقواس عاليه هي بعض ما تغنت به الأستاذة سامية أحمد محمد، رئيس القطاع الفئوي في المؤتمر الوطني، ونائب رئيس المجلس الوطني، والمناسبة كانت انعقاد مؤتمر القطاع النسوي بالحزب المذكور.
عزيزي القارئ أنت بالتأكيد تعرف ذاك التعبيرالذي نتداوله كسودانيين في مثل هذه الحالات.. أقصد حالة أن تجد شخصاً يسرف في حشد التوصيف والثناء لجهة ما والجميع يعرف أن هذا الثناء والمدح لاعلاقة له بشخص الموصوف ولا يمت له بأي صفة.. نعم فإننا نقول ببساطة (أهـ كلام ساااكت).
نعم يا أستاذة سامية فكل ما ذكرتيه وكل القصيدة التي أنشدتيها في حق حزبكم هو مجرد (كلام ساكت) سبقك على مثله كثيرون، فالحزب الوطني في مصر الذي كان يقوده حسني مبارك، وكان يفاخر ذات الفخر بعضويته وحشوده تلفت الناس فجأأة بعد خروج شباب الربيع العربي في مصر فلم يجدوه ولم يعثروا له على أثر.. سقط وذاب بمجرد سقوط النظام الذي كان يمثله
الكثرة.. يا عزيزتي سامية لا يمكن التأكد منها وتجلية حقيقتها ما لم ينفصل اللحام الذي يربط حزبكم بالسلطة وساعتها سنقف على أطراف أصابعنا و(نشب) لنعد بصوت جهير عدد العضوية الحقيقية لحزبكم، بعد أن نفلت فمه من ضرع السلطة، ونفرز العضوية التي جاءت للسلطة، وتلك التي جاءت للحزب ولا أدري هل ستكونين يومها من ضمن عضوية الوطني أم سيكون لك خيار آخر؟
قلت قبل هذا إن المؤتمر الوطني (كِبر بى جهلو) وهو ينسى دائما أنه حكم السودان خمس وعشرين سنة منفردا، فيهرب دائما للمقارنة بين فترة حكمه وبين فترة حكم الأحزاب الأخرى التي لا تساوي جميعها تسع سنوات، فكيف تستقيم المقارنة؟
ومع انعدام أوجه المقارنة ولكن دعونا نقارن ونفعل ذلك استثناءً.. فالمؤتمر الوطني القوي (من وجهة نظر سامية) مطالب فقط بأن يجيب على بعض الأسئلة، أين ذهب بعافية الاقتصاد السوداني؟ وهل تستطيع قوة المؤتمر الوطني التي تدعيها سامية أن تعيد لنا كل من مشروع الجزيرة والنقل النهري والخطوط البحرية وسودانير والسكة حديد؟ هل يستطيع الوطني أن يعيد ثلاثة ملايين طفل سوداني إلى مقاعد الدراسة؟.. هل يستطيع يا سامية؟ أم أن القوة التي تفاخرون بها هي قوة من نوع آخر وفي اتجاه آخر؟؟.

التيار

تعليق واحد

  1. شكارتا دلاكتا كما يقول المثل .. سامية طول عمرها ما لقت ليها زول يرفع معنوياتها ويقول ليها عاجبانى ويخطبها حتعمل شنو غير انها تلقى ليها حاجة تتغزل فيها زى حزبها البيشبها وتشبهو وهو الوحيد الذى جعل لها قيمة وتغزل فيها ورفعها فى المناصب تعويضا لحرمانها الابدي .. مبروك عليك الليلة يانعومة ( سامية ) لكن عريس ” بابح ” كما يقول الاطفال

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..