مقالات سياسية

البشير يستحق جائزة من الإسلاميين، ولعله خير..!!

أنصحك بأن لا تنشده كثيرا بشغف متابعة الأخبار والتحاليل المتواترة عن الإستقالات وصداها والتعديلات الوزارية، والمناصب الجديدة، وجدواها. ولا تسمع للحكواتي الذي يطلق القنابل القصصية التي يعرفها الجميع. فكل ما يحدث هو عملية إشعال/حرق للمرحلة السابقة. نشب منها حريق هائل و دخان كثيف لتشتيت الإنتباه عما يريد أن يفعله الإسلاميون في السودان في الخطوة القادمة.
فمثلما حرقوا العشر الأولى، فإن كانت المفاصلة تمثيلية أو غيرها والتي إستطاعوا فيها تمكين سلطتهم بإحكام، فهم يحرقون الآن سنين المؤبد التي ضيعوا فيها الوطن و أذاقوا فيها الشعب السوداني الأمرين.
فالبشير كان واجهة للإسلاميين منذ البداية من وراءه فكرهم. وإلى الآن، هو كذلك. وبحسب ويكيليكس و على لسان د. منصور خالد، الذي كان مستشارا له قريبا، بعد 2005، وهو يتحدث عبر الهاتف إلى القنصل الأميركي في السودان واصفا رئيسه عمر البشير بالسبورة! التي يكتب عليها أحدهم ثم يقوم آخر بمسح ما كتب عليها ويقوم بكتابة شيء جديد أخر مختلفا عن سابقه. برقية (KHARTOUM332).

فمن هم الأساتذة الذين يمسكون الطباشير وينفخون في البشير ليكون كدخان كثيف يغطيهم، ويفرغ الناس شحنات غيظهم ويصبوا جام غضبهم عليه. وبذلك ينسى الناس أساسا من يقف خلفه ويختبئ وراءه. وهو يتحمل وزر تجربتهم لوحده.
فهؤلاء هم الإسلاميون. فالبشير هو ورقتهم الرابحة الآن، والتى سيحرقونها حتما فى النهاية، ولكنهم يريدون إستخدامه إلى أبعد حد والتجريب عبره مادام هو في السلطة و رمز للإسلاميين. فلو شاءوا لأعطوه جائزة طمبل باي للإسلاميين.
وبينما هو في السلطة وبالتسارع الذهني، تسربوا للمعارضة و بدأوا يتنصلون من الإنقاذ وبشيرها. ويمكن بعدها حرق كل الكروت القديمة والأفكار، والإتيان بفكر إصلاحي ومراجعات جديدة تدخل لتستلم الراية عندما يرمى في مزبلة التاريخ، ليس مأسوفا عليه، ويا دار ما دخلك شر.
فهو يلعب لهم إلى الآن دورا مهما، وهو وجه للقباحة، ورئيس إنتحاري؟. وإذا جاءت المحاسبة علق دم الشهداء، من شهداء رمضان إلى سبتمبر، ودارفور وغيرهم في رقبته، ورميت كل حقوق المظاليم عليه، وزف إلى المحكمة الدولية من دون الشيخ سيروا، ولا يا علي متين تكبر تشيل حملي.
فكل الناس تتداول إن ما جرى في عهده المشئوم لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب شعب و وطن، وتنسى الإسلاميين وفكرهم المحرض القابع من وراءه.

الوضع لن يتغير بهذه التغييرات ولا بذهاب البشير نفسه. فالسودان ليس مشكلته البشير، أو زيد او عبيد أو مع أشخاص بعينهم، الأشخاص يذهبون، ولكن مشكلته مع الإسلاميين أو بالأحرى فكرهم. فهو الفكر الذي يزرع الفتنة ولا يعترف بالهوية الوطنية، ويمزق الوطن على هواه، ويفرق المواطنين بحسب الولاء الحزبي المتستر بالدين، وينهب ثروة الأوطان ولا يبالي في قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وكله بإسم الدين.

ونحن شعب عظيم، ولكن ليس لديه قيادات سياسية محنكة تلين شعبيا وتعصى مدنيا وتخفض جناحها وطنيا، فيكون لديها حس لمعرفة ودحض كل المؤامرات الخارجية، ولديها الرؤية المستقبلية الوطنية المستقلة الفذة والبصيرة النافذة بحيث تجيد لعبة التسارع الذهني مع هؤلاء الإسلاميين.
و قدرنا أوقعنا بأن نكون أول دولة يجري فيها الإسلاميون تجربتهم. ولكن لعله خير. فنحن متقدمون على كل دول الفجيع العربي، وبإذن الله لن ندفع ثمنا كبيرا للتغير، بسبب معرفتنا لفكر تجار الدين. ولن يقصيهم أحد، ولكن الشعب سينبذهم وحده مع كل الأرزقية والطبالين. وبالفعل بدأ بالسخرية منهم في كل النكات المتداولة والكاريكتيرات والمقالات والتغريدات، وسيتخلص منهم قريبا، فمهل الإسلاميين أمهلهم رويدا.

وهم أنفسهم- أي الإسلاميون- بدأوا يتغيرون ويؤمنون بمرجعية الوطن والقيم العليا للإسلام (من حرية وعدالة ومساواة)، وترك الإرتباطات بالأجندة الخارجية والتمسح بإسم الإسلام، كالأسامي الجديدة التي بدأوا يستخدمونها كالمؤتمر الوطني والشعبي والإصلاح والنهضة. وباتوا يؤمنون، نوعا ما، بأهمية مشاركة الجميع في الوطن.
أي لابد من الديمقراطية وإن طال السفر، ولو كرهوها. والتي لن تكون إلا بأحزاب ليست ذات مرجعية دينية. ودولة تقف أمام مواطنيها بالتساوي دون تفرقة دينية او عرقية او إثنية، أي حقوق المواطنة للجميع، والتخلص من نظرتهم الإستعلائية والإزدرائية شيئا فشئيا.
و سيأتي إذا اليوم الذي سيرون أنفسهم مواطنون عاديون، ويعترفوا بدولة القانون. فيبلوا شريعتهم المقطوعة من رأسهم، والمنقوعة بالكذب في رأس الشعب، ويشربوا مويتها. وسيصلوا لحتمية الفصل بين الدين والدولة، رجلهم فوق رقبتهم.

سيف الحق حسن
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. مشكلتنا ما في الاساتذه الماسكين الطبشيره مشكلتنا في العاملين المقررالبيكتبوا في السبوره

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..