اللاحقة نزيهة .. فكيف كانت السابقة ..؟

أهل المؤتمر الوطني ومن جاورهم من منتعفي نظامهم ليسوا مشغولين بنتائج الإنتخابات القادمة إن هي قامت أصلاً في موعدها ،ذلك لآن نتائجها بالنسبة لهم محسومة سلفاً!
هم فقط يفعلون كما ذلك الحرامي الذي وضع يده على رأسه حينما إستغفله حكيم جلسة البحث عن الحرامي بين الجالسين فقال إن اللص بيننا هنا وعلى رأسه ريشة ..!
فهم يتحدثون وعلى كافة مستوياتهم الحزبية والحكومية والتنظيمية عن النزاهة وهذا بالطبع إثبات قاطع بأن سابقاتها كانت ليست كذلك !
ويبقى السؤال ، مالذي تغير حتى يختلف ذلك الإستحقاق اللاحق عن السابق من حيث الآليات والنتائج !
فالمفوضية التي أشرفت على تلك الإنتخابات غير النزيهة هي ذاتها بلحمها وشحمها ، بل أن مسيلمتها قد ترقى الى على بابا مع إضافة بعض الأعضاء أو استبدال بعضهم ضمن شلة كورس الأربعين جاخاً!
المؤتمر الوطني لا زال يقتات من غلة تقاة الدولة ومسئوليه لا يستقيلون من مناصبهم الرسمية قبل الترشح تحييداً لذواتهم لضمان نزاهة التنافس كما تقتضي أبسط قواعد الديمقراطية ماعدا المنصب الرئاسي الذي يظل شاغله فيه أثناء منافسته للمرشحين الآخرين حتى لايحدث فراغ دستوري ! كما أنهم يستبيحون دون حياءٍ آدوات الدولة من نقلٍ ووقتٍ و إعلام في حركة الترويج لآمرٍ لا داعي لإهدار كل تلك المقومات من أجله فنتائجه هي تحصيل حاصل !
أحزاب عواجيز الصقور لم يتجدد لها ريش يؤهلها للتحليق وستكتفي بعطية المزين ومن ثم الإنسحاب منذ اللفة الأولى للسباق غير المتكافيء !
أحزاب اليسار والتوجهات القومية والعلمانية ينطبق عليها المثل القائل الخشم بليلة والحيلة قليلة !
أحزاب الحمل خارج الرحم ، يكفيها نقطة الراقصة التي سينثرها عليها المؤتمر و ستفرح بل وسيشرطها الضحك للمناصب الهامشية التي تشبه أذن الجمل ولن تكون متعشمة في بقية ما حمل !
إذاً السيناريو الذي سيحدث حينها وهو ما يدور في كواليس لعبة الحوار القاصر عليهم وهم يستحمرون الآخرين دون خجل ، فسيجتمع في نهاية المطاف متحالفين لخوض تلك النزيهة المتعوس على خائب الرجاء ليشكلوا مثلثاً مع ذات الحرامي الذي تحسس ريشة عدم النزاهة السابقة ويمهد بحلو الكلام لخداع الناس بإمكانية نزاهة اللاحقة ليبنوا مصداً للرياح التي تهدد عش الحركة الإسلامية التي تشردت فراخها في مصر و أستكانت الآخرى في تونس وتتعرض تلك لطلقات الصيد الغاضبة في ليبيا
ومن ثم هدأت تلك التي كانت تفرفر كالمذبوح في تركيا ولبدت في قنها لا تلوي على شيء..أما التي في إيران فإنها تصلي وراء المسلمين وخنجرها في الجيب وتأكل مع الأمريكان وبالها في قوتها النووية ..وتضحك على دراويش الخرطوم الذين يتباكون على غزة بينما لا يسمعون نحيب أهل السودان الذين يبكون منهم في كل مكان !
وحيث لم يعد هنالك متسع في النفوس للضحك من بلوانا فهلا نستمر في البكاء فقط ..مثل ذلك الذي كان الطبيب سيجري له عملية جراحية كبيرة دون بنج ..فسأل طبيبه وماذا أفعل من شدة الألم ؟
فقال له الطبيب ، تبكي وبس ..!

وهذا حالنا ..إن لم نستبق تلك التمثيلية قبل أن يتسمر ممثلوها على المسرح لدورة آخرى محققين ماقاله بله الغائب للبشير رغم أنه كذب في توقعه لفوز البرازيل !

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..