مصر بين النهضتين …وشعبها لا يعرف الافريقي الا بلونه الاسود

ما لا تعرفه فهو عدوك…الجهل بالآخر لا يعني تخلفه او عدم وجوده، المعرفة هي سلاح قوي من امتلكه حقق مصالحه، ونال احترام الكل ويجبر الآخر باحترامه والحرص علي مصلحته.
مصر الثورة تتحدث عن النهضة، وطلاب جامعاتها غارقون في وحل العنصرية والسباب باللون، فالسودانيون سود، واسم دولتهم مشتق من سواد بشرتهم الداكنة، والذي لا يعرفه الكثير ان سواد اللون فخر للسودانيين جميعا حتي لو كانوا بيضا او فاتحي اللون.
من المؤسف ان يعتقد الانسان المصري ان اللون هو سبة، او منقصة، نحن في افريقيا لم نبرحها، فماذا ان عبرنا الابيض شمالا او الاطلسي غربا، نعم ان نطق بها احد سكان تلك الضفاف البعيدة فمعه الحق، لأن ضفافه لا تعرف سوى لون واحد وهو قادم من الشرق او الجنوب ويقال كلمة: (عرب) عند الاتراك هي تعني ( الاسود ).
الدبلماسية تبدأ من مدرجات الجامعة، والشوارع لأن من يجلس في المدرجات حتما سيمضي ويقود امته وشعبه، للنهضة .. التي يبتغيها.
مصر قبل الثورة مغيبة تماما، وغير مسموح بالمعرفة وذلك لمعرفتي الكبيرة بشعب مصر وهو لا يعرف عن السودان سوى كلمتين ..فاروق ملك مصر والسودان..ومصر والسودان كانت دولة واحدة، كما يدعي عكاشة صاحب قناة الفراعين،بأنه لا يعترف بالدولة السودانية، ناهيك عن افريقيا واحراشها التي يمتد منها النيل العظيم حاملا الحياة والخير لمصر وشعبها.
من اكثر الاشياء التي تربك التفكير فكرة المصريين في حكم محمد علي وحتي حفيده الملك فاروق، في التاريخ انهم مستعمرين ومغتصبين للسلطة والثروة وهم من اسس للاقطاع واستعبدوا الناس، ويعترف كل الشعب المصري بأن اول رئيس وطني حكم مصر من ابنائها هو اللواء محمد نجيب، بعد ثورة يوليو ونخلص الي نتيجة واحدة ان مصر والسودان مستعمرتين لفلول الدولة العثمانية والانجليز، للأسف عندما يريد المصري ذكر السودان ينسى التاريخ ويفرض سيادة المستعمر غلي السودان ويفخر بأنه هو صاحب هذا الملك، كفخر اهل المحروسة بالفراعنة عليهم لعنة الله كما ذكر في القرأن بأن الله انتقم منهم وابادهم وجعل من بقاياهم عبرة لمن يعتبر، لا ادري سر استدعاء المصريين للفراعنة بالرغم من ان الله لم ينجي منهم احدا.
مصر تملك آلة اعلامية ضخمة يجب علي النخبة ان تستفيد من هذا، وتعرف شعب مصر عن افريقيا وتفاصيلها وذلك سينعكس علي مصلحة الجميع لأن الذي يتعامل معك بمعرفة يحترمك ويقدرك، والعكس هو الصحيح من لا يعرفك غير جدير باهتمامك ولا يرعى مصلحتك.
يجب تفعيل الدبلماسية الشعبية، واهتمام الاعلام بالغوص في ثقافات المجتمع الافريقي، والتمثيل الدبلماسي الشعبي الحقيقين افيد من الاحتكار الامني لقضايا الشعوب،ومصائره، فالمنهج الامني يبقى حبيس الادراج في تقارير وملفات تصنف بدرجات السرية المختلفة، وهي لا تفضي الا لمذيد من التعقيدات، اما الدبلماسية الشعبية هي الفضاء الاوسع للمعرفة، والاحترام المتبادل، وتحقيق المصالح المشتركة.
اتمني ان تجلب كل النهضات لمصر وشعبها الخير والبركة…
للحديث بقية..
خليل محمد سليمان
[email][email protected][/email]
اولاً تسلم يداك استاذ خليل علي هذا المقال وفي تشوق للبقية بإذن الله….
مرة جامعة القاهرة عاملة تكريم للعالم احمد زويل قام اتكلم شوية ودردش عن انو الكرة الارضية حيحصل ليها كولابس وشرينكينج وضرب مثل بقارة افريقيا حيحصل ليها شنو نتيجة انكماش الكرة الارضية قامت واحدة من اساتذة جامعة القاهرة قالت ليهو ومصر حيحصل ليها ايه؟؟؟قال ليها باستغراب مصر دولة افريقية..يعني استاذة جامعية بتتناسي انو مصر في قارة افريقيا …الظاهر علي الاخوة في مصر لسه مؤمنين بفكرة طه حسين انو مصر دولة بحر متوسطية وبس (طبعا طه حسين لقي مواجهة قوية من تيار ناس عباس العقاد وكانت فكرته مجال استهجان من قطاع كبير من المثقفين المصريين في تلك الفترة)
نتمني انو المصريين يطلعوا من عزلتهم وينفتحوا بصدق علي معرفة العالم من حولهم وحالة تورم الذات دي تفش شوية هههههههههه
شكرا استاذ خليل
نسبة لاحتكاكنا بالمصريين في دول المهجر تبين لنا انهم يكنون بغضا كبيرا للسودانيين .وانهم من اشاعوا في دول الخليج بان السودانيين كسولين. والناظر لتاريخنا مع مصر يجد انهم مستفيدين مننا اكتر من ما نستفيد منهم .لذلك انا اقترح عبر هذه الصفحة الاتي:
1- قطع العلاقات مع مصر .
2- القاء كل الاتفاقيات بما فيها اتفاقية نهر النيل .
3- وقوف السودان مع اتفاقية عنتبي وترك مصر لحالها.
4- فصل تاريخ السودان عن التاريخ المصري .
5- تكوين جهاز اعلامي يستطيع الرد على الاعلام العنصري المصري .
وتحياتي لكل سوداني غيور.
قدراتك على الكتابة ممتازة لكن بصراحة تحتاج لسلاح المعرفة، فما ذكرته عن الفراعنة يعتبر تعميم مخل فالقرآن لم يلعن كل الفراعنة والقصص التي وردت في القرآن كلها تتكلم عن فرعون موسى (رمسيس الثاني) فهناك الفرعون الموحد اخناتون ةبالتالي القرآن ذكر أن الله أهلك فرعون وجنوده وليس كل الفراعنة.
الاخ خليل كلامك يمس كبد الحقيقة و لا يشرحها , مشكلة القومية هي مشكلة متجذرة في مصر و السودان , و محاولة كلا الدولتين بشعوبهما تجاوز محددات الجغرافية في تسيير دفة ادارة حكمهما , و هذه المشكلة موجوده علي طول دول البحر الابيض المتوسط مثل ليبيا و الجزائر و تونس , فيتعامي مشرعي السياسات عن عوامل الجغرافيا طلباً للانتساب الي مشاريع تنموية معلبة من خارج المدار .
والجغرافيا تحمل فيها طياتها كل عوامل الوجود و الحياة من ماء و مناخ و معابر هجرات سكانية و ثروات باطن الارض . كتبسيط لما ارمي له حوار دار بيني و بين احد الاخوة الجنوبيين ( انا شمالي و ما يسمي بالعنصر العربي زوراً بالسحنة فقط ) . سألني الاخ الجنوبي هل يتأثر السودان اكثر بالاوضاع الامنية في لبنان ام في تشاد او اي من دول الجوار الافريقي ؟ . و ايهم اكثر تأثيراً علي صحة المواطنين السودانيين نسبة الايدز في كينيا ام في دولة عربية مثل الكويت ؟؟ . حقيقةً افحمني ما رمي اليه الاخ ( الشقيق ) و هم عن جد اهل حكمة ضيعناهم بفرصة الدخول الي عالم حقيقي لنعيشه به امنا و مطعمنا و حياتنا , فالهروب بالجغرافيا لا يغير اصل الازمات و هذا هو مربط الفرس في مأساتنا الوطنية في السودان وسبب الحروب و غياب خطط التنمية الحقيقية في ارض السودان . و هذا من جانب اخر يصلح لأن يكون مدخل اساسي لتعريف النشاط الاقتصادي للسودانيين , فهل نحن دولة زراعية أم رعوية في المقام الاول , فلماذا تمني الزراعة بالخسارة رغم الاهتمام المتعاظم من الحكومات السابقة و الدعايات للحكومة الحالية ؟؟ . و هل مشروع الجزيرة و انتاج القطن هو نشاط متوطن في الارض ام هي مشاريع اسسها المستعمر بناءاً علي دراسات جدوي خاصة بسياست التصنيع البريطانية , و هل اذا تحول الانتاج الزراعي في السودان الي الزراعة الخلطية لرعاية الثروة الحيوانية يمكن ان تحقق نجاحات مثل هولندا و التي هي بمساحة دارفور ؟؟ . وعلي ماذا تبني الحكومة السودانية الرشيدة ( اذا فتح الله علينا باحداها ) علي ماذا تبني خططها التنموية في المقام الاول لتحقيق عائدات تنمية تطور من القطاعات , فهل تكون الزراعة او التعدين ام الثروة الحيوانية ام الغابية هي المشروع الاستراتيجي في المرحلة الابتدائية لتوفير البنيات التحتية للمشاريع اللاحقة ؟؟ .و ما هي الاسواق المستهدفة من المنتجات السودانية هل هي الدول الاوربية ام الخليجية ام دول الجوار الافريقي ؟
ماثبتته الايام عزيزي الكاتب و اعزائي القراء اننا امة حالمة و غير ناضجة من بعد الاستقلال نطبق سياسات اجتماعية و اقتصادية و امنية نيابة عن امم اخري لا تعود علينا بالمنفعة فبلغنا الفشل في الزراعة و الصناعة و اهدرنا ثروة حيوانية عظيمة و غابية نادرة و سكانية مهولة , و السؤال هو علي ماذا ؟؟؟ . بعد 57 سنة من الاستقلال اين بلغنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
هل فيكم من يجيب ؟؟؟
لك الشكر الجزيل علي هذا المقال الرائع وقد احتفظت لنفسي نسخة منه في ملف المقالات وسيطلع عليه
كثيرون انشاء الله.