أخبار السودان

المنهكون.. أو قادة الأحزاب

يوسف الجلال

نادراً ما يخلد سياسي سوداني إلى الراحة. ومن النادر جداً أن يقوم أحد الساسة، بكتابة خطاب إلى المؤسسة الحزبية التي يتبع لها، يفيد بأنه ينتوي قضاء إجازته السنوية. وهذا ما رسّخ انطباعاً لدى الشارع السوداني، بأن السياسي رجل مهم جداً، لدرجة أن المؤسسة الحزبية أو التنفيذية لا تحتمل غيابه مطلقاً. وقطعاً هذا الانطباع، ليس دقيقاً، ولا صائباً.

الثابت، أن قادة العمل التنفيذي والحزبي في السودان، غارقون في المهام والتكاليف بصورة يومية وأسبوعية وشهرية وسنوية، لدرجة أنه يندُر وجود سياسي لا يعمل على مدار هذه المواقيت، ومع ذلك فإن المحصلة النهائية، سواء على مستوى الأحزاب او الدولة صفر كبير، وهو أمر مخيِّب للآمال..!

يقيني، أن ثقافة عدم الخلود للراحة، تتعارض مع النظريات العلمية المحكمة في علم الإدارة، والتي تدعو إلى إعلاء ثقافة العطلة الدورية، على اعتبار أنها أمر ضروري وحيوي لتجديد الدماء الوثّابة في الإنسان.

وإذا أسقطنا تلك النظريات العلمية على الحالة السودانية، سنعرف لماذا تكلّست ماكينات التفكير داخل قادة الأحزاب السودانية حاكمة ومحكومة، وسندري لماذا تيبّست الدماء في أفئدة وعقول صانعي القرار التنفيذي والسياسي..! ذلك أن السياسيين في السودان لا يتصالحون مع فكرة التعطل عن العمل اختياراً. ولذلك اصبحت ثقافة العطلة سلوكاً معدوماً في المشهد التنفيذي والحزبي، وهو ما يجعل الشبهات والتحليلات التجريمية تلاحق أيما سياسي يُشاع أنه خلد إلى العطلة السنوية. وبدون تردد، نجد أن الأنظار كلها والتحليلات كلها تتجه ناحية احتمال واحد يقول بأن ذاك التنفيذي أو السياسي خرج مغاضباً، وذلك من فرط غياب ثقافة العطلة..!

الشاهد أن قادة العمل التنفيذي والسياسي في السودان، تعلو وجوههم حالة من الإنهاك والرهق، جراء انغماسهم في العمل العام. وهذا أمر جيد، لكن حينما ننظر الى الغلة النهائية، نجدها تفضح السياسيين، ذلك أنها لا تتناسب مع الجهد الذي يظنه الناس مبذولاً من قبل الساسة. وهنا تحضرني مقولة الكاتب والباحث البريطاني “ألكيس دي وال”، التي قال فيها إنه لاحظ أن السياسيين في السودان يعملون طوال اليوم، لدرجة انه من العسير ملاقاتهم، او الجلوس إليهم، ولكن مع ذلك حينما تنظر الى منتوج عملهم تجده مخيباً للتطلعات، ويتناقض مع ما يتبدى للناس من غرق السياسيين في بحر العمل المتواصل.

وقطعاً، لن يجرو أحد على تكذيب القناعة التي خلُص إليها الكاتب البريطاني أليكس دي وال، لجهة أنه أحد الخبراء الغربيين القلائل ممن يعرفون الشأن السوداني عن كثب. صحيح أن آراء الرجل تبدو قريبة من الحكومة نوعاً ما، لكن للرجل قدرات ممتازة في استقراء الواقع، واستشراف مآلات الأوضاع، ولهذا ترقى استنتاجاتُه للتعاطي معها بعين واثقة. وعليه، فمن المنطقي ان نتفق مع وجهة نظر الرجل القائلة، بأن الساسة السودانيين منهكون جداً، لكن في لا شيء من النتائج..!

وكلكم تعلمون ان حركة أحجار الرحى السياسية لم تفرز طحيناً، في حين أن تلك الأحجار تدور على مدار العام، بينما الوطن يغرق يومياً في بحار المجهول التنفيذي وحتى الحزبي..!

سادتي السياسيون: كفوا عن هذا الضجيج، فنظراؤكم في الدول المتحضرة، يستقطعون من وقتهم لأوطانهم، بمعنى أنهم غير متفرغين كلياً للعمل العام، ومع ذلك هم ناجحون في صناعة دول راسخة، بينما لا تستقطعون أنتم لأنفسهم من وقتكم شيئاً، وتوهموننا بأنكم تبذلون وقتكم كله للوطن، ومع ذلك فالمحصلة فقر وجوع واقتتال، وتراجع في كل شيء.. كل شيء، بما في ذلك أخلاق الناس..!

الصيحة

تعليق واحد

  1. ولماذا تكلست ماكينة التفكير عند معظم كتابنا بحيث لا يفرقون بين الحزب الذي له برنامج وطني مدروس ورئيس منتخب يمكن انتقاده وتوجيهه وتصحيحه وحتي إقالته وله مدة محددة كما هو الحال في كل أحزاب الدنيا ؟؟؟ أما الطائفة فتكوين ديني لا برنامج اقتصادي سياسي له وإنما ماشي بالبركة ؟؟؟ الطائفتين الرئيستين تم تكوينهم في سوداننا الحبيب دينيا علي كذبتين 1-(المهدي المنتظر وشبر في الجنة) 2- (والميرغني الذي دخل السودان ممسكا بلجام حصان المستعر كتشنر وادعي أنه جده النبي صلي الله عليه وسلم) احتضنها المستعمر واغدق عليهم بالأراضي والمشاريع والأموال والالقاب والنياشين ليصبحوا اغني اسرتين في السودان علي الإطلاق ؟؟؟ فسيد الطائفة المقدس ابدي حتي يغيبه الموت ثم يورث عنه كبير العائلة ومالك الطائفة لا يستطيع أحدا أن ينتقده او يوجهه اويصححه وما علي أي فرد من أفراد قطيعه ألا أن يركع ويبوس الأيدي ويقول سمعا وطاعا ثم يجلس علي الارض ككلب الحراسة ؟؟؟ والذي يتجرأ وينتقد او يصحح السيد المقدس فهو زنديق كافر خارج عن الملة يزجر ويطرد من الطائفة ويحرم من شبر في الجنة او من الفتة الساخنة باللحمة بدون عظم أن لم ينكل به ؟؟؟ هذه هي الحقيقة المرة الما بتتبلع وشتان ما بين الحزب والطائفة؟؟؟ ولن يتقدم سودانيا الحبيب إلا بزوال كابوس هذه الطوائف الدينية الجشعة المتحالفة مع الأنظمة العسكرية الدكتاتورية الفاسدة في سبيل الحفاظ علي مكاسبها ومصالحها المهولة في السودان ؟؟؟

  2. ولماذا تكلست ماكينة التفكير عند معظم كتابنا بحيث لا يفرقون بين الحزب الذي له برنامج وطني مدروس ورئيس منتخب يمكن انتقاده وتوجيهه وتصحيحه وحتي إقالته وله مدة محددة كما هو الحال في كل أحزاب الدنيا ؟؟؟ أما الطائفة فتكوين ديني لا برنامج اقتصادي سياسي له وإنما ماشي بالبركة ؟؟؟ الطائفتين الرئيستين تم تكوينهم في سوداننا الحبيب دينيا علي كذبتين 1-(المهدي المنتظر وشبر في الجنة) 2- (والميرغني الذي دخل السودان ممسكا بلجام حصان المستعر كتشنر وادعي أنه جده النبي صلي الله عليه وسلم) احتضنها المستعمر واغدق عليهم بالأراضي والمشاريع والأموال والالقاب والنياشين ليصبحوا اغني اسرتين في السودان علي الإطلاق ؟؟؟ فسيد الطائفة المقدس ابدي حتي يغيبه الموت ثم يورث عنه كبير العائلة ومالك الطائفة لا يستطيع أحدا أن ينتقده او يوجهه اويصححه وما علي أي فرد من أفراد قطيعه ألا أن يركع ويبوس الأيدي ويقول سمعا وطاعا ثم يجلس علي الارض ككلب الحراسة ؟؟؟ والذي يتجرأ وينتقد او يصحح السيد المقدس فهو زنديق كافر خارج عن الملة يزجر ويطرد من الطائفة ويحرم من شبر في الجنة او من الفتة الساخنة باللحمة بدون عظم أن لم ينكل به ؟؟؟ هذه هي الحقيقة المرة الما بتتبلع وشتان ما بين الحزب والطائفة؟؟؟ ولن يتقدم سودانيا الحبيب إلا بزوال كابوس هذه الطوائف الدينية الجشعة المتحالفة مع الأنظمة العسكرية الدكتاتورية الفاسدة في سبيل الحفاظ علي مكاسبها ومصالحها المهولة في السودان ؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..