
(١)
في يونيو 2006 كتبت مقالاً تحت عنوان ” هل من سودانية لرئاسة الأمم المتحدة” ؟
أقتبس منه ما يلي((المتتبع لتاريخ البشري يجد أن اكثر الناس تعرضا للظلم كانت و مازالت المرأة – ففي الحروب نصيب المرأة من التنكيل يفوق الرجل مرات و مرات ، انما الرجل وبشكل او اخر هو سبب معاناة المرأة في تلك الحروب.
اما في السلم لا تجد المرأة حقها الذي كفله لها الدين ثم القانون وذلك لجور الرجل وجبروته .
التفسير الخاطئ للدين وخاصة الدين الاسلامي و تفصيله على مقاييس منفعة الرجل من قبل بعض المتشيخين هو سبب مأساة المرأة المسلمة تحديداً.
حتى باتت هي الأخرى تظن بأنها خُلقت من أجل اسعاد الرجل – كما يعتقد و للأسف بعض الرجال وخاصة الشرقيين(أن جاز لنا أن نكون منهم).
ففي البيت فان الطفل الذكر ملك متوج و يجب أن تخدمه اخواته ليس لأنه صغير يستوجب الرحمة به أو لأنه كبير من حقه التقدير ، ليس ايا من هذين انما لأنه ذكر ولأنه ولد ( وهي تربية أقل ما يمكن وصفها بإنها اجرامية وليست خاطئة فحسب).
اما العنف الإجتماعي مثل التزويج بغير الرضا فحدث ولا حرج .
وهنالك العنف المنزلي ، ليس بالضرب بوحده ولكن بالشتيمة – وتارة بالكلمة القبيحة – وفي تلك لحظات كل ما تفعله المرأة أن تجود بدموعها لأنها اذا ما اشتكت فإنها سوف تشتكي إلي الرجل (في الغالب) – و القاضي الرجل الذي اصبح ملاذاً قد يكون هو الاخر قد عامل زوجته بتلك الطريقة قبل أن يتوجه إلي مكان عمله لينظر في قضايا انصاف المرأة وغير المرأة – والاستثناء من هذا إلا من رحمهم ربي.
النبي الكريم عليه الصلاة و السلام ، كان اكثر الناس رفقاً وصحبةً للمرأة و أكثرهم حرصاً على تلطيف البيئة العائلية. لذا كان يسابق زوجاته ليدخل السرور والبهجة إلي بيته (ص) .
نقلت إلينا وكالات الأنباء بالأمس خبراً مفاده أن سيدة مسلمة وهي المحامية البحرينية هيا بنت راشد الخليفة قد انتخبت رئيسة للأمم المتحدة لتكون الإمرأة الثالثة التي تتولى ذلك المهام – وقد سبقتها كل من الهندية فيجايا بنديت عام 1953 و الليبيرية انجي بروكس عام 1969 وهي مناسبة تبعث الفرحة.
وجود إمرأة على الهرم الاممي ولو كان تشريفياً امر بالغ الأهمية في ظل سياسة اصلاح الأمم المتحدة من الفساد. و ذلك لما عرف عن المرأة من الجدية والمثابرة والبعد عن الاختلاس والفساد المهني والمالي ولما عرف عنها من رأفة و بغض لإراقة الدماء الأمر الذي يزيد من فرص أحلامنا بعالم يسوده السلم و النزاهة.
صعود هيا بنت راشد أعلى الهرم الأممي يفرض على المرأة و خاصة المسلمة و اكثر خصوصية السودانية ( بصرف النظر عن دينها هذه المرة) الكثير من الواجبات – فالمراة السودانية مطلوب منها بعد تمسكها بدينها أن تتخلص من وضعها الماضي والحالي( مثل الخروج في حشود لتكملة العدد وتولى مناصب ديكورية و ترديد شعارات جاهزة و جوفاء من شاكلة ثورة مايو ثورة شعب او سير سير يا البشير……..
أحر التهاني لأخواتي المجاهدات و المناضلات في العالم لتلك المنزلة……… إلي الامام)). إنتهى الإقتباس
(٢)
بعد خمس و خمسين سنة من انتخاب الراحلة فاطمة احمد ابراهيم (عليها و على زوجها و أخيها رحمة الله و مغفرته ) للبرلمان السوداني في عام 1965 ، كأول عربية و أول افريقية تدخل المؤسسة التشريعية.
نعم بعد ذلك السبق الحضاري الإنساني و التاريخ المشرف، و رغم نضالات أخوات و بنات و حفيدات فاطمة احمد ابراهيم منذ ما قبل الاستقلال حتى تاريخ يومنا هذا – مروراً بالثورة السودانية الظافرة و التي مثلث المرأة أحد اعمدتها ؛ جاء إرتداد القوى السياسية على لسان السيد رئيس الوزراء عبدالله حمدوك بأنها اي القوى السياسية غير متحمسة أو بالأحرى رافضة لتولى المرأة منصب الوالي و غيره من المواقع القيادية.
(٣)
ما حدث كفر صريح ليس بالثورة السودانية لوحدها فحسب، انما بكل قيم العدالة و الحرية و الوفاء.
أي تراجع عن إلتزامات القوى السياسية المدنية المشاركة في الحكومة الانتقالية أو الداعمة لها تجاه مشاركة المرأة في كل مستويات السلطة ؛ مقدمة للتراجع عن كل الإلتزامات بما فيها إتفاقيات السلام و الفترة الانتقالية و التحول الديمقراطي.
لماذا لا تحكمني إمرأة .. طالما أبحث عن الكفاءة و النزاهة و الوئام ؟!
د. حامد برقو عبدالرحمن
[email protected]
يازول هن إشتكن ليك ، ماشاء الله حريمنا راضيات ومبسوطات و لا فى بالهن كلامك دا إنت ومن يثير معركة وقضية فى غير معترك ومن خولكم التحدث بالنيابة عنهن ، ما فى زول حرم او منع إمراة من العمل او تولى منصب او أى شئ لكن هى قناعاتها الفطرية انها تعيش هانم فى البيت ست بيت تحضن إليها اولادها وتؤنس زوجها و تتواصل مع اقاربها وجيرانها وهى راضية عن نفسها والحمد لله النساء عندنا يعملن فى كل شئ وأى شئ ولا يمنعهن احد ولا يمسهن احد بسوء خاصة فى سودانا فنحن افضل مائة مرة من الدول الشرقية التى حولنا فالمراة عندنا نائبة فى البرلمان ووزيرة ، ومديرة ودكتورة ومهندسة واستاذة وحتى جزارة وسائقة تاكسى وبائعة مشروبات ساخنة ومأكولات وسيدة أعمال ومزارعة وراعية اغنام وابقار وإبل فأى ظلم تتحدث عنه إذا كنت تقصد فى المناطق الريفية النائية فالرجل مثلها أيضا متخلف ويحتاج هو نفسه للتقدم والتطوير والرقى ، أما إذا تقصد ان تخرج المرأة على العرف والتقاليد محاكاة بنساء الغرب من ابتذاك وتعرى و شذوذ وتحرر من كل قيود وقيم واخلاق بلدها بحجة ان عدم قدرتها لذلك ظلم فلها مطلق الحرية ان تمشى موضة وتخرج مفاتنها وتخلع حجابها التى إرتضته فلتختار مسمى لها غير سودانية لان الذى يترك ثقافته وتقاليد مجتمعه لا ينتمى له اى تغرب وتم إستلابه فهل ينسب للشعب ،والحمد لله من ينادينا بتحرر المرأة وليس حرية المرأة فئة قليلة جدا وغير ملتفت لها ولا صوت لها بل لا إحترام لها لانها تخالف الدين والعرف والعادات .
الاخ ابن السودان
سلام و احترام
أظنك تحتاج إلي إعادة قراءة المقال المتواضع أكثر من مرة .
في الإقتباس المنقول و الذي كان قبل أكثر من ١٤ سنة ؛ قلت و من غير سلطة إلزام أن أوليات المرأة “بعد تمسكها بتعالم دينها” كذا و كذا.
بذلك يصبح الكم الهائل من المفردات من شاكلة الشذوذ و غيرها و التي تكرمت بها في تعليقك في غير موضعها.
الدفاع عن حقوق أي فئة من فئات المجتمع لا يحتاج إلى التفويض من احد. انما التزامنا الأخلاقي هو ما يفرض علينا القيام بذلك .
النقطة المحورية في موضوع المقال كان حول رفض القوى السياسية لتولى المرأة مناصب معينة في الدولة. في دولة أصحبت فيها المرأة رئيسة للقضاء.
أرأيت التناقض ؟
اشكرك على المرور و الإضافة ، لكن لو اجتهدت قليلاً لوجدتنا انا و كريم شخصكم على ظهر مركب واحد.
تحياتي