مقالات وآراء

الدّعم السريع الدّولة العميقة

صدام البدوي

مفهوم الدّولة بصورة ٍ عامة هو: سيادة القانون وفرض هيّبته ِ علي الجميع ، اي إنّ الدولة لها مؤسساتها العامة وانشطتها السياسية والأقتصادية التي تجعل لها  القوة اللازمة في تحقيق الأستقرار العام ، عكس الدّولة التي تتحكم فيها المآفيات  لتحدّث شللاً في منظوماتها الهيّكليــة والأدارية حتي تسود الفوضي والفساد بصورة بشعة….
مفهوم الدّولة العميقة هو دولة داخل دولة ، حيث تكن للدولة الصّغري(العميقة)  قوة أقتصادية ضاربة،  وجيوش تحميها لا تحمى الشعب، وهذا النهج يُسمى ”التّكمين ”  وأستخدمه ُ النظام البائد حيث أنشأة جيوش مماثلة –  كالأمن الشعبي والدفاع الشعبي والدعم السريع.. …..الخ ، وجعل لهذه القوات بأن تخلخل في الدولة والمجتمع حيث تحمى النظام بقوتها المفرطة وبشاعتها الدّموية،  واصبحت لتلك القوات منظوماتهـا الأقتصادية الربحية الخاصة وهنا تصبح الدولة متسوّلة وضعيفة امام هذه  القوة الرأسمالية الخاصة بتلك القوات …
بعد الثورة ظنّ الناس بأنّ البائد انتهى تماماً وهو اعتقاد ٌ يعبّر عن الجهل وقصر الأدراك ،  لم يسقط النظام اساساً؛ بل حدث احلال وابدال في المنظومة المتغرسة ، كل مافي الأمر تّم تغيير الديكور الذي انتهت مدّته ُ ليظهر لنا مسرحاً مظلم ومخيف يحعلنا نبحث َ عن مخرج لا غير ، وهنا يظهر تأثير الدولة العميقة من خلف الأضواء ويصبّ  الشعب سخطه ِ ضد أؤلئك الذين جاءوا ليزرعوا الديمقراطية في أرض ِ الشياطيين ،حقاً لم تسقط ونحن نواجه أزمات ٍ  مُـتناسلة بصورة ٍ مرّعبة …نبحث عن مُـنقذ ….نبحث عن كل شيء ينقذنا، ، إنّه الخناق …؟
وتعتبر قوات الدعم السريع التي كان النظام البائد يستخدمها في حربه ِ ضد الحركات المسلحة،  قوات تنحصر مهامهــا في جبهات القتال ؛ و لكنّ بعد الثورة حدثت طفرة في تلك القوات حيث تّم تطويرها عسكرياً ، وأقتصادياً،  لم تعد مجرد قوات مرتزقة؛ بل اصبح لها نفوذ سياسي وأجتماعي واقتصادي، سيّطرت هذه القوات علي  أكثر المنافذ الحيوية كالتعدين والشركات الخاصة والعقارات …….الخ،  واصبحت لها ابواق تجمّل ثيابها وتاريخهــا، إنّها ليست قوات قتالية  كما نعتقد؛ بل دولة (عميقة)  لها دعم داخلي وخارجي،  وهذا مما يجعلها أقرب للحكم بكل تأكيد، طريقة التأسيس بنيويّ لها،  وتنظيمها العسكريّ وطريقة توغّلها في المجتمع هي افكار ومخططات النظام البائد،  وهذه القوات هي وليدة افكار النظام البائد الذي لم يسقط كُليّاً،  الآن القوة الأقتصادية التي تمتلكهـا تلك المنظومة كافية للحكم ، رغم إنّ احلام الشعب بالتغيير سجيّة ؛ولكنّ الواقع يضع تحديات ٍ جذرية هي: لماذا لم يتم تحقيق العدالة بعد الثورة….؟ ولماذا استمرت الازمات بهذا المنوال …؟  لماذا لم يتم دمج وتسريح قوات الدعم السريع وبناء جيش وطني …؟؟ كل المؤاشرات تبيّن إنّ اعداء الثورة هم اعداء الشعب وما يعيق الثورة تلك الدولة العميقة التي تمارس سياسياتها ببطء ٍ قاتل..
قوات الدعم السريع  هي أمبراطورية صُغري للنظام البائد ودولة عميقة،  و علي الثورة السلام….! وهي تموت كل يوم تحت الأزمات التي تجعلها تفكر في الحلول بيّنما تفكر الدولة العميقة في اعادة نفسها بوجه ٍ آخر وبطريقة مختلفة وتجربة غاتمة ….لم تسقط ؛ لأنّ  الدولة لا تملك قوة اقتصادية مثلما تمتلك تلك المنظومات العسكرية …وهو الأستعباد بنفس النهج ولكنّ الشعب لم يفوق بعد….
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..