أخبار السودان

كاتب سعودي: العجول العسكرية جعلت السوداني يبحث عن الرغيف

يحيى الشبرقي

أن يبحث السوداني عن رغيف الخبز! فهذه العجيبة الثامنة! بعد عجائب الدنيا السبع! التي لا يصدقها عقل، ولا تمر على منطق، في بلدٍ تعلمنا، وعرفنا، منذ الصغر، أنه يستطيع أن يُغذي الشرق الأوسط بكامله، وليس السودان بمفرده، ما الذي يحدث؟ وماذا يصير!! وماذا بقى لك يالبشير أن تقوله!!!

في السودان 41 مليون فدان من الأراضي الزراعية، منها 2 مليون فدان على ضفاف النيل، وفِي السودان نيلان، وليس نيلاً واحداً، ناهيكم عن أمطار الخريف، والربيع، وما بقي من السنة.

وفِي السودان النفط والذهب، الذي تهافت عليه المستثمرون مؤخراً، والنحاس، والحديد ووووالخ، فأين ذهبت هذه الخيرات؟ التي لم تستطع أن تؤكِّل 10 ملايين سوداني، هم الباقون على أرضه، بحكم أن أكثر من 20 مليوناً مهاجرين خارج السودان، في مصر وحدها منهم 7-9 ملايين، كنا ولا زلنا بحكم طبيعتنا، نتعاطف مع البشير، لكن أن يصل الأمر إلى رغيف الخبز، فهذا أمر غير معقول، للبلد الذي ننتظر منه، أن يُصدِّر فوائض قمحه، وذرته، وفوله، وخضراواته، وفواكهه وأعلافه ومواشيه وووووالخ إلى دول الشرق الأوسط على أقل تقدير، فَلَو أن الشعب احتج على غلاء الدواء، أو قطع الغيار، أو ما في مستواها، لكان الأمر معقولاً، ولكن أن يأنّ، ويصرخ، ويخرج في الشوارع يبحث عن رغيف أرضه!!! فهذا ما لا يعقل أن يكون وصلت له الحالة من التردي، حكم البشير، كإمبراطور من أباطرة العصور الوسطى، 30 عاماً فماذا قدم خلالها ؟ وماذا أنجز ؟وهل ارتقى الوطن بأبسط المقاييس؟ أم تراجع لما قبل ال 30 عاماً؟

والواقع يقول بل تراجع إلى أبعد من هذا!!! ويكفي أن تلاحظ شبكة الاتصالات، أو خطوط الكهرباء، أو الشوارع، والمدارس، والمصحات، وغيرها مما يجعلك تقول: لو أن الذي تسلم البلد كل هذه العقود، عامل صغير، أو فلاح بسيط، لكان قد حقق الكثير، والأدهى والأمَر أنه لا يزال يناضل من أجل الاستمرار!!!! هذا نموذج، من نماذج ابتليت الشعوب العربية بها، لم تحقق لشعوبها سوى السُّل، والطاعون، والجعجعة، والهجرة في كل أرض طلباً للرغيف، هذا هو حكم العسكر!! الذي حقق لنا من التخلف، والتخليف، والجهل، ما لم يحققه العصملي الكريه، ولا الغرب المستعمر، بل أجزم أنه تجاوزهم، فهل تفيق هذه الشعوب من سباتها، وتعيدهم إلى ثكناتهم، وتدفن معهم 70 عاماً، من الفساد، والفقر، والتخلف، والتردي، والتراجع في كل جانب، بدءًا من عبدالناصر، وانتهاء بعلي صالح، وتعطي زمام أمورها للعقول المدنية، بدلاً من العجول العسكرية.

*مستشار إعلامي

‫4 تعليقات

  1. شكرا لك يا استاذ يحيى على هذه الوقفة العقلانية النبيلة وهذا ديدنكم في السعودية التي عشت فيها عشر سنوات من عمري ما شفت فيها الا الخير،،، التحية لك وكل الكتاب امثالك والاستاذ تركي الدخيل.

  2. كلام صاح بس ما سالت اين ذهبت تلك الاموال سوال بسيط ممكن يجاوبك عليه ابن البشير كما يدعيوهو عندكم في بلاط الحكم طه عثمان اكثر واح عارف عن البشير بحكم انه كان المدير لمكتبه وهو ايضا من الفاسدين

  3. لك التحية استاذ يحي ولا غرابة ان يصدر منك هذا الكلام العظيم والمقال الرائع منكم فأنت من بلد نحبه وسوف نحمل جمائله علينا مدى الدهر. وصدقني وبدون مبالغة ما من مقال اوجز ووضع الحقيقة عارية امام الكل مثل مقالكم فالعقل لا يمكن ان يقبل مفارقة ان سلة غذاء العالم لم تعد بعد 30 عاما من حكم المعتوه عمر البشير عاجزة عن اطعام شعبها. ارض تجري حولها ووسطها ومن تحتها الانهار مواردها هائلة وشعبها طيب وبسيط ومكافح. انه الفشل الذريع الكامل الآركان. قيادة السعودية يا استاذ يحي تقدم نموذج مدهش للعالم كله حول التنمية الحقيقة واحترام الانسان. لم نسمع يوما مسئول سعودي واحد يتبجح بأنهم فعلوا كذا او سيفعلوا كذا لكننا رأينا على ارض الواقع تنمية تثير الإعجاب وترفع لها القبعات. المشاريع تتواصل بلا انقطاع ولا هم للقيادة الرشيدة إلا مصلحة ورفاهية المواطن. لقد تسائلت عن اهدار موارد السودان وتسائلت اين ذهبت اموال البترول والذهب وخلافه؟ كلها ذهبت لمن يدعون بانهم اتوا لتطبيق شرع الله وانهم لم يعملوا لدنيا. انهم جماعة من اللصوص سرقوا الدين اولا ثم سرقوا الوطن والناس من بعده. حفظ الله المملكة من كل سوء وحفظ السودان من كل سوء ومن البشير وعصابته ولكم اعظم تحية وتقدير ودمتم. نعم انتم تؤكدون ظهور الفكر العربي الناضج والعظيم كما ذكر الاستاذ موسى قبلي.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..