أخبار السودان

باحثة: الحكم الوحشي للبشير دفع المتظاهرين لابتكار طرق جديدة للتنظيم والتضامن

أشادت باحثة الدراسات الافريقيه في مجلس العلاقات الخارجية الامريكي “ميشيل د. غافن” بالطرق الجديده التي دائمًا ما يجدها المتظاهرون السودانيون للتنظيم والتعبير عن التضامن، حتى عندما تغلق الدولة وسائل التواصل الاجتماعي .

وقالت إن على الرغم من ما يقرب من ثلاثين عاما من حكم الفرد الديكتاتوري الوحشي للجنرال عمر البشير، دفع الشعب السوداني لتطوير حصانات معينة لبعض خطوطه الهجومية القياسية.

وقالت “ميشيل” أن سنوات القمع الناتجة عن حكم البشير، قد ولدت أيضًا السخرية وعدم الثقة في النظام الحالي والتي يمكن أن تعكر الوعد بمستقبل مختلف، حيث يشعر المواطنون السودانيون المفكرون بالقلق إزاء انهيار الهوية الوطنية وغياب رؤية إيجابية وموحدة للبلد الذي يتحدث عن القيم والتطلعات المشتركة.

وأضافت في مدونتها التي نشرها موقع “كونسل اون فورين بوليسي” و اطلع عليها “صوت الهامش” أن التغيير الذي يسعى إليه الشعب السوداني لا يمكن أن يكون ببساطة رفضًا لما هو موجود، بل ان ما يحتاجه الشعب السوداني الواعي الآن هو رؤية شاملة لسودان جديد، ومكانته في المنطقة والعالم.

وقالت الباحثة : “منذ منتصف ديسمبر، حدث شيء غير عادي في السودان. لقد سئم شعب السودان من التضخم المتعثر ، الغاضب من سنوات من سوء الإدارة الاقتصادية ، وغير مقتنع بأن الإصلاحات المطلوبة ستأتي على الأرجح من مهندسي الأزمة الحالية ، ومطالبين بالتغيير، حيث بدأ الأمر مع رفض الناس لارتفاع أسعار الخبز، لكن بالنسبة للكثيرين ، أصبح الرفض للرئيس عمر البشير ونظامه”.
ونوهت إلى ما أسمته ” كبش الفداء” الذي استخدمه النظام السوداني طوال عقود ، حيث تمكن البشير وحزب المؤتمر الوطني الحاكم من إلقاء اللوم دائماًعلى الغرب، وعلى العقوبات الدولية التي فرضت رداً على الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها حكومته بحق الشعب السوداني، مبينة عندما رفعت الولايات المتحدة عقوباتها على السودان في أكتوبر 2017 ، اختفى كبش الفداء المناسب.

فعلى مدار العام الماضي، أوضحت الحالة الكلية للاقتصاد السوداني ـ عبء ديونها البالغ 50 مليار دولار، أضف على ذلك الإنفاق الهائل على الأمن وآلية القمع، والفساد المتفشي ، والافتقار إلى القدرة التنافسية .

وأوضحت أن الإغاثة التي يسعى إليها الشعب السوداني يتطلب أكثر بكثير من رفع العقوبات، حيث يحتاج السودان إلى إصلاحات تحويلية، ولا يطالب مواطنيه الآن بأقل من ذلك.

ولفتت أن شجاعة المتظاهرين السودانيين أمر مذهل، ونوهت أن لا أحد لديه أي شك حول قدرة نظام البشير على القمع العنيف، وفي الواقع، قتل العشرات من المتظاهرين خلال الشهر الماضي

هذا وأشارت أن الشعب السوداني بات يعرف الأكاذيب عندما يسمعها ويتجاهل تقارير الإعلام الحكومي المضللة التي تهدف إلى تشويه الدعوات إلى التغيير.

صوت الهامش

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..