مقالات وآراء

مشاركة وحضور متميز للشباب في معرض صنع في السودان 2020

منير التريكي

في الأيام الفائتة شغلت فعاليات صنع في السودان أرض المعارض بري لمدة اسبوع وانتهت في 27 نوفمبر. الجديد في المعرض هو المشاركة الواسعة للشباب بإبداعاتهم المختلفة تحت شعار الشياب يصنع و ينتج .الدعوة للمعرض تبناها هذه المرة ناشطون في موقع الفيس بوك. قامت ادارة صفحة صنع في السودان وصفحة منتدى الصناعات الصغيرة والمتوسطة وكرافت استور ويلا بزنس وغيرهم بمجهود ضخم للحث على المشاركة في المعرض. بالتعاون مع وزارة الصناعة وشركة إكسبو للمعارض توّج المجهود بمعرض ناجح رغم الظروف الإقتصادية و اجراءات الوقاية من الكرونا.

بالنسبة للأعمال الناشيئة للشباب فإن الزائر للمعرض يلمس العزيمة والتفاني في ما يقمون بعمله ايا كانت مجالات أعمالهم. إنهم يصنعون من الجلود وحبات الخرز والخيوط وغيره منتجات رائعة. كما يقدمون وجبات لذيذة الطعم فيما يخص والفطائر والحلويات والشاي والقهوة. جناح قهوة السعادة على صغره يستحق جائزة في التغليف والعرض والتقديم المتميز وقهوتم بنكهة سودانية منعشة. كما أن جناح زول يقدم ملابس جميلة لديه عرض متاز يدل على إحترافيه عالية.

أروع ما في المعرض هو الطموح الضخم لدى هؤلاء الشباب. احساسهم الكبير بهموم الوطن ورغبتهم الصادقة في تقديم كل ما يرتقي بالسودان للأفضل. وهذا الإحساس يغمر اقتراحتهم وتعليقاتهم في صفحات التواصل الإجتماعي التي إلتقوا عبرها . ينشرون يوميا (بوستات) وتعليقات تساعد علي تحفيزالأعضاء و تطويرقدراتهم. وهذا بفضل الله من أفضل ثمار هذه الثورة السلمية المدهشة. وهي خطوات واسعة لمسيرتها المباركة بإذن الله .
لا يعني هذا ان المعرض يشارك فيه فقط اصحاب الأعمال الصغيرة والمبتدئون في أعمالهم الخاصة. هنالك ايضا لاعبون كبار من شركات الأغذية وغيرها. مثلا هنالك شركة كوفتي شاي وشركة سفاري و شركة الصناعات الوطنية شركة قباء للمواد الغذائية ومصنع العصفور والندى للصلصة وهناك بسكويت بركة وهنالك أروى وشركات كنانة و البرير و كمبال وغيرها .

يكافح هؤلاء الشباب لإثبات وجودهم عبر منتجاتهم البسيطة. هنالك صناعة الإكسورات و الصناعات الجلدية و المنسوجات والفطاير والحلويات اللذيذة وابداعات اخري مدهشة. وأغلبهم صنعوا وانتجوا بإمكانات ذاتية في ظروف صعبة. ونرجو أن يهتم أصحاب الأعمال لناشئة بمسألة التغليف وتقديم العمل بصورة جاذبة وأعمال الدعاية والتسويق للتنافس عالميا في حال المشاركة في معارض خارجية.

ايضا لفت نظري شركة جديدة باسم سوداني طريف في مجال (الدليفري). جاكم للتوصيل إن كنت صاحب منتج ما توصله لك بسرعة وبتكلفة زهيدة. اعجبني العرض الراقي والجميل لشركة كوش للعسل.عبوات صغيرة ومتوسطة تفخر كسوداني بتقديمها كهدية لأي شخص في العالم وانت ترجع رأسك للوراء فخرا وكلك ثقة في المنتج والتغليف الجميل . وبالحديث عن العسل فإن شركة أفريمكس (منتجات جود) يقدمون عسلا ومشروبات لذيذة من مسحوق التبدي (قونقليز) والدوم والصمغ العربي في عبوات إقتصادية.

وللتاريخ فإن جائزة العرض هنا يمكنني أن اقدمها لشركة أفريمكس مناصفة مع مصنع العصفور للمواد الغذائية للعرض الجميل والترحيب العفوي بالزوار والشرح المبسط الموجز المحفز للعمل الجيد. شركة الصناعات الوطنية تنتج طحنية وحلويات وعصائر ولديها خلطة في طور التجريب طحينة بالعسل . بالنسبة للوطنية فأنهم واثقون تماما من أن طحنيتهم وطحينتهم هما الأفضل لكن يبدو ان لشركة كوبن رأي آخر وعلى كل فإن في القمة متسع للجميع. وطبعا يقوم كثير من الزوار بالشراء من الأجنحة مباشرة. هنا تجد أسعار مخفضة ومنتجات طازجة وتوصيات مفيدة وكل ذلك بإبتسامات ساحرة.

لم اشاهد أجنحة للبنوك شركات والتمويل وأجهزة الإعلام في المعرض لكنها في صفح التواصل خاصة الفيس بوك موجودة وتعرض خدمات قيمة. أيضا غابت إستمارات التقييم وكروت التواصل مع المنتجين إلا جهات قليلة.

مما يحزن هو غياب المؤسسات الحكومية والتي من المفترض رعاية وتقديم الدعم لمادي والمعني لهؤلاء الشباب. إن تقدير جهود الشباب ومساعدته في مشروعاتهم الصغيرة هو الطريق الصحيح لتقدم الشعوب . للأسف فإن الغياب الحكومي غير مبرر في ظل ميزانيات تخصص نسبة منها للبحوث والتطوير والمسئولية الإجتماعية ومساعدة الشباب والطلاب لكن نأمل أن تكون للثور سياسة واجراءات صارمة تضم وصول هذه النسبة لمستحقيه.

ايضا غياب القطاع الخاص ورجال الأعمال. هذه القطاع مهم جدا في الدعم والدتريب وتقديم الفرص للشباب ليضمن استمراريته وريادته . والشركات العالمية الكبرى تنمو لأنها ترعى إبداعات الشباب وتتبنى الأفكار الجديدة. لكن القطاع الخاص في السودان غير مبادر إلا قليلا.

عموما المعرض جميل ومحفز ويوفر خبرة للشباب وفرص لتلاقي ومناقشة الأفكار والتعلم من بعضهم والإستفادة من التجربة والإستعدادلمرحلة جديدة تتلافى هنات السابق وتطور إيجابيات العمل لتمضي قدما.

نظمت شركة إكسبو للمعارض مسابقة نشط شبابها على تسجيل الزوار في المداخل وهذه فرصة لمراجعة تذكرتي فربما فزت بجائزة ما من هذه الشركت العديدة.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..