التنمية من خلال الفساد؟؟ (2)

بدأت بالامس مداخلة حول مقالة دكتور الصادق عوض بشير عن الدور المرتقب للمثقفين السودانيين في هذا المنعطف التاريخي والتي نشرها في يوليو عام 5002م بصحيفة الايام، واليوم اواصل.
٭ الفيلسوف الوجودي جان بول سارتر اصدر كتابه الدفاع عن المثقف في مطلع سبعينيات القرن الماضي وقال ان المثقف المفكر مكروه من السلطة ومن الجماهير? الجماهير تنظر اليه بحسد والسلطة تخافه ، ويقول المثقف التقني ليس له وجود. ووقتها اثار الكتاب الكثير من المناقشات ووجهات النظر المتضاربة.. والكتاب نفسه كان عبارة عن محاضرات ثلاث قدمها سارتر في اليابان عام 5691م ونشرها في مجلة مواقف الباريسية ثم الحقها بتعقيب بعد احداث مايو 0791م التي فجرها الطلاب في باريس.
٭ قصدت القول بان الامر يستاهل المناقشة امر المعرفة وتفعيلها ولكن قبل ان امضي في المناقشة ابدى تحفظي على عبارة درجنا على استعمالها وهي كلمة «مثقفاتية» كأن نقول هذا حديث مثقفاتية ساكت وأرى ان هذه العبارة ترمي بظلال من السخرية وتبسيط الامر، لان قضية الثقافة ودور المثقف في المجتمع قضية بالفعل، وقضية ملحة في ايامنا هذه، وهي قضية ليست عندنا في السودان فقط وانما هي قضية ظلت ماثلة وبصورة ملحة في جميع البلدان التي تشابه ظروفها ظروفنا تحديداً البلدان العربية التي شهدت ما يسمى بالربيع العربي.. وبالمناسبة فان الصادق المهدي في مناقشة كتاب الربيع العربي ثورات لم تكتمل الذي وضعه دكتور مصطفى عثمان اسماعيل في المناقشة التي عقدتها اروقة في قاعة الصداقة، قال ان عبارة الربيع لا تناسب الاحداث، وانما الاقرب الفجر، ولكن دكتور عصام أحمد البشير قال ان الصفة تشير الى النماء واخضرار والعرب يقولون «اربعت» الارض عندما تخضر.. ما علينا ولكن هناك سوف يبحثون عن المثقف العربي الذي يستطيع ادارة التغيير الذي اتت به ارادة التغيير وهذا حديث يطول.
٭ وحتى لا ننتهي الى ما انتهى اليه سارتر بعد ان تعب من الواقع وفاجأ المثقفين بالعودة الى الثقافة «الانعزالية» واعتلاء الابراج العالية والشكليات الخاوية ، حتى لا يحدث هذا علينا ان نحيي الموضوع بحثا ولا اقول قتله بحثا ونبعد من الاحكام الجاهزة فليس بالضرورة الذي لا يوافقنا فكرا ورأياً او توجهاً يكون انتهازياً ووصوليا.
٭ وعليه، علينا اولا ان نجد اجابات قاطعة على تساؤلات محددة هل الشخص الذي اجتاز العديد من مراحل الدراسة النظامية هو المثقف المعني بتحمل ريادة العمل، ام ان هناك تعريفا آخر للمثقف؟
٭ المعنى اللغوي لكلمة مثقف واضح اذ تعلم ان الذي يثقف الرمح او السيف يجعلهما شديدي الحدة والفعالية ومن هنا قد يكون الإنسان متعلما بمعنى ان يجيد القراءة والكتابة كما يكون السيف سيفا والرمح رمحا ولكن العبرة في الفعالية وان كانت فاعلية السيف في الحدة والمضادة تكون فعالية المتعلم في مقدرته على تحمل هموم الحياة وهموم الآخرين والعمل على مساعدتهم في تغيير حياتهم الى الافضل على الدوام.
٭ وردت في مقالة دكتور صادف الفقرة الاتية «ومن هنا يأتي دور المثقف المخلص لشعبه وبلاده بصرف النظر عن انتمائه الآيديولوجي والعرقي والحزبي والديني والسياسي نضج ذرة واحدة من حب الوطن ويتحرك بداخله نبض المعجزات دون انتظار الشكر من احد ، هذا هو نوع المثقفين المطلوبين لهذا التحدي الكبير وهذه المهمة النبيلة الصعبة في هذه المرحلة التاريخية الحرجة والذي سيقع على عاتقه التغيير الحاسم وهو تغيير لو تعلمون عظيم وكبير لا يشبه اي تغيير تتحدث عنه الاحزاب او تلوكه منظمات المجتمع المدني رغم النوايا الحسنة.
اواصل مع تحياتي وشكري
الصحافة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..