الهواتف الذكية.. تكنولوجيا تضعف ذاكرة الإنسان

الاعتماد على قدرات الهاتف يؤدي مع الوقت لتبلّد الذهن وضعف الذاكرة وهو ما يساهم بقدر ما على انتشار فقدانها التدريجي.
العرب
القدرات التي توفرها التكنولوجيا الحديثة قد تكون ضارة للإنسان صحيا
القاهرة – الهواتف الذكية هي أحد سمات العصر، لما تتمتّع به من إمكانيات وتقنية عالية، جعلت منها رفيقاً أساسياً للإنسان في حياته، تكون معه في كل مكان لتجعله في تواصل دائم مع العالم، وعلى الرغم من كل تلك الإمكانيات والإيجابيات للأجهزة الذكية فإنها لم تخل من سلبيات وتأثيرات ضارة على الإنسان، وخاصة ذاكرته وقدراته الذهنية من التركيز والتفكير.
تبلغ نسبة استخدام الأجهزة الذكية حول العالم حوالي 70 بالمئة، وتحتل دول أوروبا المركز الأول من حيث استخدام الهواتف الذكية، ثم تأتي آسيا والشرق الأوسط، وتزيد نسبة استخدام تلك الهواتف بين النساء بحوالي 65 بالمئة، وتبلغ لدى الرجال 40 بالمئة، وبالطبع ترتكز النسبة الأكبر من استخدام الأجهزة الذكية لدى فئات الشباب، من عمر خمسة عشر عاماً إلى خمسة وثلاثين عاماً.
ومع انتشار تلك الهواتف الذكية واعتماد الإنسان عليها بشكل شبه كامل في أداء الكثير من أعمال الذاكرة والدماغ، كحفظ الأرقام وتسجيل المواعيد، وتاريخ الميلاد، أدى ذلك إلى تأثيرات سلبية على ذاكرة الإنسان وتراجع قدراته الذهنية، فالاعتماد على الذاكرة البشرية تراجع بشكل كبير لدى معظم الناس، منذ أن أصبحت الأجهزة الذكية جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية، سواء من الناحية الترفيهية أو العملية، وازداد الأمر سوءاً بعدما أصبحت الهواتف متصلة دوماً بالإنترنت، فلم يعد الشخص بحاجة حتى لتذكر ومراجعة معلوماته العامة، كون أن بإمكانه اللجوء إلى محرّكات البحث المختلفة للحصول على المعلومة المطلوبة في أيّ وقت وأيّ مكان، ودون أيّ مجهود ذهني.
وعلى الرغم من نظر الكثير لإمكانيات وقدرات الأجهزة الذكية بشكل إيجابي، كونها تُعتبر طفرة تكنولوجية أتاحت للإنسان أن يجد كل ما يحتاج إليه، ويحتفظ به من بيانات ومعلومات في مكان واحد تحت الطلب في أيّ لحظة، فإنه على الجانب الآخر قد تكون لذلك عواقب وخيمة، كون أن الاعتماد على قدرات الهاتف، وعدم تنشيط المخ البشري والتكاسل عن حثه باستمرار على تخزين واستعادة البيانات المختلفة، والقيام بالعمليات الذهنية بشكل يومي، يؤدي مع الوقت لتبلّد الذهن وضعف الذاكرة، بمعنى أن كل الإمكانيات والتقنيات والقدرات التي توفرها التكنولوجيا الحديثة، قد تكون ضارة للإنسان من الناحية الصحية، وهو ما ساهم بقدر ما على انتشار فقدان الذاكرة التدريجي.