مقالات وآراء

حمدوك اقفل البلف

فيض وانحسار ـ حواء رحمة

النظام سقط نعم، ولكن لابد من أن يسقط مرات أخري في كثير من المؤسسات التي مازال يديرها الكيزان ويخططون من داخلها

للتشويش على المواطن ومحاولة هزم روح الثورة بداخله، تارة بترويجهم إلى أن المدنية تحرر وهدم للدين والعديد من الهلوسة التي نشاهدها (تتطاقش) في مواقع التواصل الأجتماعي، بل أصبح بعضهم يتفاصح في المواصلات العامة في محاولة نفخ الروح في النظام البائد، ليس هذا فحسب وإنما في بعض المؤسسات مازال الموظفون الكيزان يستخدمون نظام (الهرش) ضد المواطنيين، بل ويتعمدون تعطيل أعمالهم؛ وما إن ترفع صوتك محتجاً على أي تصرف كوز، حتى يصيح فيك بصوت عال: “دي المدنية الدايرنها”.

قد أعجبني رد أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي حينما  قام أحد الكيزان المتشددين بنشر صورة لفريق كرة القدم النسائي السوداني معلقاً – بسخرية – على عودة فريقنا القومي النسائي للمحافل الدولية بعبارة: “دي المدنية الدايرنها”، فرد عليه المتصفح بكل برود الدنيا: “ااااي دي المدنية المدنية الدايرنها”، ومن ثم نزل فيه المتصفحون بالردم (ما خلو ليهو جنبه يرقد عليها ). إن الخطاب التحريضي في تصاعد مستمر، وخطورته تكمن في أنه داخل مؤسسات الدولة، وان وجدنا معذرة لهؤلاء لكونهم تعرضوا لغسل مخ من الصعب التخلص من آثاره مع مرور الأيام إلا أن ذلك سيكون له أثر في تعطيل الحكومة الجديدة بوضع هذه الفئة المدمنة لحكم الإنقاذ العراقيل أمام الشعب السوداني وخلق أزمات داخل المرافق الخدمية المختلفة ليشعر المواطن أن مجهوده في التغيير لم يحقق له أحلامه التي يريدها.

حذر الكثير من المراقبيين من خطورة الدولة العميقة التي تمشي على حل شعرها ، إلا أن البعض يقللون من خطورتها، ولكن كل يوم في الشارع العام نلتمس وجودها، بل إن كوادر المؤتمر الوطني قد تحوروا داخل أجسام اخرى، محاولين تغيير جلدهم ومن ثم يعملون بكل خبث وحفر تحت الدولة المدنية، وإصرارهم على البقاء والمقاومة ناتج عن إحساسهم بالضياع في ظل البلاغات التي شرع فيها الكثير من المواطنيين ضد منسوبي الحزب الفاساد، ففي داخل الوزارات ومؤسسات الدولة توجد ملفات فساد كبير تتخوف منها الرؤوس الكبيرة التي توجد على هرم هذه المؤسسات. ما يجب قوله إذا أرادت حكومة حمدوك أن تنتج دولة معافاة من الفساد؛ فعليها إخراج هؤلاء الكيزان من المؤسسات الحساسة، فإنهم مازالوا يواصلون صلاحياتهم وامتيازاتهم (ونفسهم فاتحة) أن يظلوا في مقاعدهم القديمة في ظل الحكومة الجديدة، وعليه فإن السؤال البسيط الذي أصبح يردده المواطن على متن المركبات العامة: “ثلاثين سنة فساد ما كفاية؟”، فالإجابة تأتي: لن يكفوا عن حالة الطمع فإنهم تعودوا على (الأكل)، ومن يأكل دون حساب لن يشبع إلى يوم الدين. المطلوب من السيد رئيس الوزراء (اقفل البلف) من هؤلاء الجشعيين.

‫4 تعليقات

  1. نهر الثورة الجارف اعترضته صخرة بقايا المجلس العسكري. فإما أن يزيحها وإما أن تبقى الثورة منحرفة الظهر كسيحة الأرجل مغمدة السيف. وعندها لا تنفعها فصاحة اللسان.

  2. شيئ واحد يجعلهم يخرجون كالجرزان من المواقع الحكومية ، إجعل الصرف و المشتريات و الحوافز وإدارة المال العام من قبل وزارة المالية فقط و قفل جميع الحسابات الحكومية في جميع مرافق الدولة مع شرط دفع الرسوم الحكومية بالبطاقة الإلكترونية. عندما تجف السيول كليا و لا يجدون شيئ يسرقونه هنا خروجهم حتمي.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..