مقالات وآراء

أشجار تورق وتخضر أنيسة للجمال

نأمل أن يعود للمجلس صوته وصيته ، ويصون صراط الفن المستقيم….
لنشهد من جديد ميلاد الأغاني..
ومصطفي سيد أحمد فيه يغني ضجة الشوق ،لإمام المفقودين وطليعة ركبهم الباسل، المخفي قسرا في ليل بهيم أبوذر الغفاري
ويقدم محمد عبدالله شمو ، شاعر مريم الأخري لمستمعيه حينما غناها لأول مرة .
ونري جداريات عمر خيري في أبهي ماتكون الجدر مرسومة وملونة كنبوءة للغد، ولكل الرسامين …
ونرهف الخاطر ونرق مع النسائم لنتقرب إلي مدثر قطبي، قطب التشكيليين المتدثر دوما ، ناكر ذاته، تاج الأصفياء ، قدوة الفنانيين .
ونسمع محمد المهدي عبدالوهاب وصوته الجهوري يخفت مع …(شويه شويه وسكت المركب) وتجلجل ضحكات خالدة، ناثرة السعادة بين كل الآخريين.
ونرقب رقصات فرشاة الباقر موسي وشفافية ألوانه المائية ، في صمت الملونين العارفين. وتعود إلي ميدانه الصغير تماثيل
النحاتين عبده عثمان وعبدالرحمن، وآخريين .
ثم نشد وتر القوس وننطلق مع بنيويات و أفكار عبداللطيف علي الفكي وأسوار أسامة الخواض المشيدة بلغات تقهر التقليد.
ونختلس وقتا لندخل إلي ردهة المكتبة الملآي بمراجع الكتب والعلم الفخيم،، غضبة علي من مزقوا مراجعها في تنقلها من مقر لمقر، واهملوا كتبها، وأرجعونا لظلام ظلم كظيم .
ها قد جاء يحيي فضل الله وبصحبته ، من يمشي عاديا ، جميلا ومستحيلا ، ومناديا لها متسائلا ،،.. يسأل كل زول فيها ؟؟ و بإسمه المفرد المعروف ، الدوش. وتكبر أقدامنا من الفرح ..نص في النعال نص في الأرض
ولن نحتاج (Cast) الفرقة بهما الخشبة معدة كل شيئ مكتمل، ويجلجل في الأفق الرحيب صوت أبوعركي البخيت يقود قطر الهم، دون توقف أو مساومة.
ماذا دهاني وماذنبكم ، لأكتب عن آمالي وأملي قد يكتمل ! وكوبي شاي نرتشفهما وعلي الهادي ، سويا وهو درويش ،، يتمتم ويتم كل نقصان بقصيد ورسم وخط ومديح وحمد ،، وإيماننا بالقضية يوميا يتعاظم، ولله الرجاءات وبه نعتصم.
لم ينتهي ذلك ولم يمضي الوقت هدرا،، كل بقدار ومعيار نقسمه علي ضروب الفن والفن متحد أمره غير منقسم.
تجد الكلمات في عدوها علي الأسطر وتشرئب الحروف في قواعدها ، روايات لأبراهيم اسحق وبركة ساكن ، وأقاصيص لآدم إسماعيل و شفاهية وأخري مكتوبه ، ولبشري الفاضل وكل كتابنا في المهاجر وشعر لبابكر الوسيلة ، ونقد تشكيلي لمحمد عبدالرحمن وفلسفة لهشام عمر النور وآلاف عبارات الخواطر والذكري بأقلام شابة بنين وبنات ، غادرت محطة التدريب والتمرين، ونضجت بنار مقاومة القمع والكبت وخطت بثقة، تستنير ببيارق إرساء الحقوق الأساسية، وديمقراطية الثقافات والمعارف، وبثقافة الديمقراطية.
يا أزقة القري ، ومعرجات دروبها ، يا أودية السهول وفضاءاتها ، يا مرتفعات الجبال وهاماتها ، ويا شوارع المدن الفقيرة البئيسة بنفاياتها، يامحطات الوصول في نهاياتها ، ننادي بلا ياء منادي ، جحافل الآباء تحط أرواحهم علي صحنك المقدس ، تفتش عن أمر ما ، نقرأؤه في بريق العيون ،رغيف بلا مال وعنقريب بلا لحاف ولفافة سجار بلا إشعال، وكبد حقيقة بلا عقيقة، عطاء و وإجزال ،وحلقة الأنس بالمجذوب والمهدي وعبدالحي وجماع والتجاني وكرف والقاضي وعبدالله الشيخ البشير وعبدالله بولا وعلي المك وصديقه صلاح وإبن داؤد المغني ، والفيتوري ومحجوب شريف و وردي.
إنه المجلس ومكتبه الصغير وساحته المخضرة بعشب قليل نصير، ليس هناك شيئ
وأنت عالم ، أمدد جناحك ، ليظلل من هو في البعد يبدع في الفلاة بلا نصير ، وثق ودون ، وصور ، وأرشف ، بكل لهجات ولغات بلادي ، وقدم ،وقنن، وحرية التعبير بحر والفن سفينها ،ومن الشاطئين وإليهما ، لايبحر القبطان إلا لمستقر .
علي الأمين
فنان تشكيلي
علي شرف الذكري الـ”55″ لثورة أكتوبر المجيدة
الخرطوم٢٠١٩/١٠/٢٣ م

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..