ورحل الكروان الثاني في يوم رحيل الأول

و رحل الكروان الثاني الحوت في يوم رحيل الكروان الأول مصطفي
كتب صلاح الباشا
*******************
هاهو الزمان يدور دورة كاملة ، فلا تزال جراحات الشعب السوداني تنزف كل يوم …. نعم ، لاتزال سحائب الحزن السوداء الداكنة تتمدد في سماء بلادنا ، فقد اصبح شعبنا من فرط يأسه في هذه الدنيا وفي تقاطعات هذا الزمان الرديء ، يستعد كل صباح لسماع فاجعة .
فبعد أن يأس شعبنا من آمال التغيير في نمط الحياة ورتابتها ومصاعبها في الإقتصاد والأمن والإستقرار والرخاء ، بات يأمل في أن يخفف عليه أهل الثقافة والفن والإبداع من غلواء هذا الزمان الضاغط في كل شيء .
فقد كان الشعب السوداني كله يعيش الأمل الناتج من غناء الكروان مصطفي سيد أحمد في إشراق فجر جديد يمتليء أملاً ، بجديد أعمال مجمل شعرائه الأماجد ويتمدد ذلك الأمل المنشود غناءً جميلاً في حقبة التسعينات من قرننا الماضي ، فإن يد المنون قد إختطفته ، ولكن دعوات شعبه له لاتزال متسعة ، فرحمة الله تسع كل شيء .
وجاء الأمل الثاني ، نعم ، جاء الحوت ليملأ كل الساحة الفنية والإجتماعية والخيرية ، بدفء الصوت ، وإنطلاقة النغم ، وتموجات الألحان ، ممزوجة مع قوة الإرادة ، فصمد محمود بإرادته الصلبة وهو الشاب الهاديء الصابر ، يتحدي الصعاب ، ويتحدث الضيق والعنت والضغوط المعروفة ، ويقف جمهوره خلفه من شباب وشابات أهل السودان وطلابه الأقوياء ، ليتحدوا كل تقاطعات تلك الأزمنة ، فيقفز الحوت قفزا فوق كل الموانع والحواجز ، ممتطياً صهوة جواده الذي لايعرف الركون أو التكاسل ، ليسطر إسمه وفنه في سجل الخالدين السودانيين مثل سرور وكرومة والأمين برهان وعمالقة الغناء الحديث من لدن أحمد المصطفي وحتي إمبراطور الأغنية الأفريقية محمد وردي ( طيب الله ثراهم أجمعين ) .
رحم الله الشاب الفنان ( فريد عصره ) محمود عبدالعزيز الذي كما قلنا قد كتب إسمه في سجل الخالدين من أهل الفن ، وترك بصمات وليس بصمة واحدة في سجل التاريخ الغنائي السوداني ، بمثلما كانت أعماله الخيرية العديدة التي يقدمها لكل محتاج وبصمت وسر عجيبين ، تكون له رحمة ومغفرة يوم لا ينفع مالُ ولا بنون .
وسيبقي تاريخ السابع عشر من يناير في كل عام يوما حزينا لفقدنا الكروانين مصطفي والحوت ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ،،،،

تعليق واحد

  1. اللهم انا نسألك ان تجزل له الاحسان وان تنزل عليه رحمتك وعفوك ومغفرتك وان تتقبله الفبول الحسن

  2. إذا كانت حقبتاالستينات و السبعينات من القرن الماضي تتميزان بإزدهار الإبداع و المبدعين في مجال الفن و مجالات أخرى ، فلم تأت لنا هذه الفترة التعيسة من تأريخ السودان( من التسعينات و حتى الآن) إلا بفناء الإبداع و المبدعين ، و يبدو أنها لن تنتهي إلا بدفن آخر المبدعين على أرض السودان ، رحم الله الفنان محمود عبد العزيز و أسكنه فسيح جناته

  3. سبحان الله .. توفى الاثنان يوم 17 .. والفترة بين وفاتهما 17 عام ..الا رحمهما الله رحمة واسعة و ألهم اهلهم و محبيهم الصبر الجميل وانا لله وانا اليه راجعون .

  4. يييييييييييييييييييييييييياه هذا زمان الحزن والاسي
    رحم الله الحوت رحمة واسعة وربنا تغفر له وترحمه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..