في بلادنا التعيسة علي مر الدهور، و الازمان، و العصور لابد للحاكم ان يكون تمومة “جِرتق” او كخيال مآتة.
كل الإنقلابات العسكرية في السودان كانت وراءها قوى سياسية ذات اهداف ايديولوجية عدا عملية التسليم والتسلم التي كانت بين الديمقراطية الطائفية و الفريق عبود، التي سميناها عبثاً بالديمقراطية الاولى.
للأسف ظلت كل فترات الحكم في البلاد تتشابه في شكل الصراع، و الاطماع لدرجة يصعب فيها التمييز بين الديكتاتوريات، و الحكم المدني، و الشموليات.
بعد ديسمبر المجيدة سلمنا امرنا لمجموعة من الإنتهازيين، و العواطلية الذين لا تربطهم ايّ صلة بمصالح البلاد، و ثورة الشعب العظيم.
تجمع قحت الشمولي الذي تحكمه ايديولوجيا معروفة للجميع كشر عن انيابه منذ البداية حيث كان الرفض، و الممانعة، و إقصاء اهم مكونات الثورة علي الإطلاق، و هي الحركات المسلحة مما فتح الباب علي مصراعيه لتتكالب الضباع علي وليمة المتردية، و النطيحة، و ما اكل السبع من ” حكومة ثورتنا اليتيمة”.
رفض القوى الشمولية التي إختطفت المشهد، و جمل الثورة بما حمل لمجلس شركاء الفترة الإنتقالية لم يكن حرصاً علي الثورة، و تنفيذاً لإستحقاقاتها التي باعوا دماء شهدائها، و اهانوا امهاتهم، و حطوا من قدر الثوار، و لجان المقاومة، بل هو الإنتصار للذات المريض، و تنفيذاً لأجندات لا علاقة لها بالثورة لا من قريب او بعيد.
مجلس الشركاء يُعتبر دستوري بحكم الوثيقة الدستورية العار، و تعديلاتها المعيبة، التي لا تمثل الثورة بقدر ما هي عبارة عن قسمة، و إتفاق لضمان تمرير الهبوط الناعم، فهذه هي شريعتكم، ففيما البكاء، و العويل.
” التسوي كريت في القرض تلقاهو في جلدها”
كل هذه السهام النصلاء من تركيب حكومة ثورتنا المسماة بالمدنية عبثاً، و زوراً و بهتان، بقيادة الموظف حمدوك.
سؤال.. ألم يتم تعديل الوثيقة الدستورية بإجماع المجلسين الوزراء، و السيادي؟
لماذا لم يبكي حمدوك، و جوقته علي إختراق الوثيقة، و تعديلها ” في القاسية، و الهينة” ، والدفاع عنها”?
في ميزان الثورة، و إستحقاقاتها ماذا يعني تركيز الصلاحيات إن كانت لدى عسكر السيادي او شلة المزرعة التي تمثل تيار شمولي ساقط ” خلقةً، و اخلاق؟
سؤال.. ماذا فعل حمدوك بتفويض الشارع في 30 يونيو الاول، و الثاني الذي جعل كل سلطة الشعب، و الثورة في يديه، و تحت تصرفه، و لسان حال الشعب السوداني ” لو خضت البحر لخضناه وراك”.
اثبتت الايام، و المواقف ان حمدوك موظف مغمور جاءه المجد يسعى عندما رشحه نظام الماجن المخلوع لتولي وزارة المالية، في حكومة معتز صدمة، و علي القارئ ان يتخيل مدى تيه، و تخبط نظام المخلوع في آخر ايامه، و الذي جاء بحمدوك.
حمدوك موظف مغمور جاءته الفرصة ليرتقى بسيرته الذاتية ال CV، و بعدها سيرفع اصبعه الوسطى في وجه الجميع.
ايّ اسرة شهيد صعدت روحه الي السماء ليعتلي الموظف حمدوك سلم المجد زارها؟
ايّ موكب من مواكب العزة، و الكرامة خاطبها حمدوك كرجل ثائر قادم من رحم الثورة؟
ايّ خطاب، او قرار محترم للسيد حمدوك في اهم قضايا الوطن، و المواطن اصدره؟
لا تزال ثروات البلاد تُنهب، و تُهرب “عينك عينك”.
كل مؤسسات النظام البائد تعمل بكل حرية، و تسيطر علي اموال الشعب الزاحف بين صفوف الوقود، و الخبز، و الدواء، و ظل بين مطرقة الغلاء، و سندان غياب الدولة التام في كل تفاصيل الحياة، و ندرة السلع الضرورية.
شركات الإتصالات التي تنهب الشعب السوداني ” عينك عينك” يسيطر عليها اجانب و سماسرة النظام البائد، وهي جزء اصيل في خنق الإقتصاد حد الإنهيار.
لا تعنينا صلاحيات مجلس شركاء الفترة الإنتقالية المتفق عليه حسب الوثيقة، و سلام جوبا، بقدر السؤال عن إستحقاقات الثورة قبل هذا المجلس، و كانت كل الصلاحيات في يدي السيد الموظف حمدوك، و ماذا فعل بها، و بنا؟
سؤال.. إن لم يكن هناك جسم سياسي جديد يمثل هذا المشهد العبثي تنضوي تحته الحركات المسلحة مع قوى قحت الشمولية، إلي اين ستذهب الحركات المسلحة ” شقية الحال”، و ما معنى إتفاق سلام جوبا.
مؤسف جداً حالة إستغباء الشارع، و قيادته بخطاب شعبوي رخيص لا علاقة له بالثورة، و إستحقاتها.
ما نعيشه من صراع لا علاقة له بإنقلاب العسكر علي الثورة، و الفزاعة الممجوجة.
الثورة تم الإنقلاب عليها من القوى المدنية ممثلة الثورة نفسها قبل العسكر عندما إرتضوا بالتآمر علي العدالة، و إستحقاقات الثورة، و تهافتوا علي السلطة، و إرتموا في احضان المخابرات الاجنبية، و محاور الرز!
19 ديسمبر 2020 بداية تحرير الثورة.
قوموا إلي ثورتكم يرحمكم الله.
حمدوك ال CV إتعدل ابقى مارق.
كلام سطحي، رغم الاتفاق علي تواضع اداء حمدوك وكل القوي المدنية بعد الثورة، الا ان رد الامر الي ان حمدوك يسعي الي تحسين السيرة الذاتية طمعا في مناصب دولية هو قول هزيل وتسطيح. الكتابة الجادة تحتاج العمق في التحليل وقراءة الوقائع، اما شغل ال cut corners ده ما منو فايدة.