أخبار السودان

“الأمير” يعود لـ”الأمير”..هل يستعيد ألقه وبريقه ويكون أسطورة من جديد في عالم المستديرة؟

الخرطوم – حافظ محمد أحمد

من الأمير للهلال ومن بعده المريخ ثم الأهلي شندي وسيكون الأمير مسك الختام.. أربعة أندية تنقل فيها نجم من العيار الثقيل جسد كل المتناقضات في عالم كرة القدم وامتد لأسلوب حياته الخاص، جمع المجد من أطرافه وحظي بشعبية جارفة لا ينافسه عليها إلا القلة، هيثم مصطفى، برنس الكرة السودانية وإحدى أيقوناتها يمثل ظاهرة نادرة تستحق التوقف عندها، وقبل أن ندلف عند بدايتها نمسك خيوط اقتراب مسيرته التي ستحدث دويا كبيرا بمثلما كان عليه حاله في كل قراراته، أسابيع قليلة ستكمل فصول انتقال النجم رائع الملامح إلى صفوف الأمير البحراوي الصاعد توا للدرجة الممتازة لتكون بمثابة الفصل الأخير في مسيرته كلاعب كرة قدم أجاد وأمتع وأقنع.
انتقال النجوم الكبار للأندية الصغرى أو هكذا تسمى مقارنة بالأندية التي تملك الشعبية والجماهيرية لم يبدأ بالبرنس وسبقه عليه نجوم كبار على غرار تشافي هيرنانديز قائد برشلونه أفضل أندية العالم على الإطلاق في العقود الأخيرة الذي وجد نفسه بعد أشهر قليلة من تتويجه بلقب أمجد الكؤوس الأوربية وجد نفسه في السد القطري يدافع عن ألوان (عيال الذئب) كما يكنى، وسبق تشافي نجوم آخرون مثل أسطورة ريال مدريد راؤول غونزاليس الذي هبط من الملكي إلى شالكة الألماني فالسد وختم حياته في نيويورك جلاكسي الأمريكي.
البرنس الظاهرة الكروية في السودان الذي أمضى أكثر من نصف عمره في حلبة الدوري الممتاز المسابقة الأولى في السودان يستحق الوقوف عنده كثيرا، وربما ظاهرة تستحق الدراسة فالنجم ذائع الصيت دافع عن ألوان أكبر وأفضل ثلاثة أندية سودانية ونال من الشهرة والصيت ما لا ينافسه عليه سوى فيصل العجب قائد المريخ ونجمه الأول ونال البرنس من الشعبية والجماهيرية ما لا يمكن وصفه ولكن قبل ثلاث سنوات فقط فقد كل شعبيته دفعة واحدة وفي الأندية الثلاثة فبات غير مرغوب فيه عند أنصار الأزرق واعتبره كثيرون خائنا لم يراع سنواته السبع عشرة التي أمضاها بين جدران النادي، بينما قطع كل حبال الود التي ربطته بجماهير المريخ، وتخلي عنه مناصرو الشنداوي سريعا جدا.
وإذا كانت الظروف قد حكمت عليه في الهلال بالمغادرة من الباب الضيق وخرج مقصيا بالشطب ومجبرا على الرحيل بعد خلافه الشهير مع رئيس النادي السابق الأمين البرير، ووجد قرار إقصائه معارضة غير مسبوقة واعتصمت جماهير الهلال بالنادي مناهضة لقرار شطبه الذي صاحبته ردود أفعال لم تحدث من قبل لمغادرة أي لاعب.. البرنس الذي أجبر على الرحيل من الهلال، تعامل باحترافية حتى قرر مغادرة المريخ بعدما احتفت به جماهيره ومنحته من الود وأحاطته بتقدير واحترام، وخلال موسم واحد فقط قدم البرنس كل ما هو ممتع واسترد ىثقته في نفسه وفي الوقت الذي توقع فيه الجميع أن يكون موسمه الثاني مثاليا فاجأ الجميع بخلافات مع المدير الفني وقتها مستر كروجر وفي منتصف الموسم، وخطى خطوة هي الأغرب عندما طالب رئيس جمال الوالي بشطبه ليعود إلى الهلال، لينسف كل ما حظي به من ود مع جماهير المريخ ويغادر في نهاية الموسم للأهلي شندي الذي كان راعيه صلاح إدريس ينتظره بصبر نافذ ولم تمض سوي أشهر معدودات حتى فجر الخلاف داخل قلعة الشنداوية لينتهي الأمر بمغادرته، وبات يتجول بين دبي وأمريكا ويواصل نشاطه الفردي في انتظار تسجيلات الشتاء ليوقع للأمير بعد أن أقنعه رئيس النادي بختم مسيرته مع النادي الذي قدمه لعالم الشهرة والنجومية.
مسيرة البرنس تتشابه بدرجة مدهشة مع أسطورة الكرة السعودية محمد نور مع اختلاف بعض التفاصيل وأسلوب التعامل فكلاهما حقق من البطولات الكثير وجمعهما حب جارف وشعبية طاغية وكلاهما أجبر على مغادرة ناديه بأمر مجلس الإدارة وتبرع البرنس بمتبقي مستحقاته لبناء مسجد النادي في حين تنازل نور عن بقية مستحقاته طرف ناديه الاتحاد وقرر كلاهما الرحيل لناد جماهيري، ولكن يبقى الاختلاف أن نور طلب الصفح من أنصار العميد قبل أن ينتقل للنصر واشترط لإدارة العالمي بالتوقيع موسم واحد فقط مفصحا عن رغبته في العودة لناديه السابق وأعاد نور لقب الدوري للعالمي بعد غياب عشرين عاما وعاد لناديه الاتحاد في هدوء كامل بعد موسم واحد فقط وحظي باستقبال مهيب وما يزال يجد التحية في كل مباراة، وفي ذات الوقت ما تزال جماهير النصر تدين له بالكثير وتحتفظ له بود خاص وتستقبله أروع استقبال حتى عندما يأتي للرياض ليواجه فريقهم فيما خسر البرنس ود أنصار الهلال ولم يتمكن من المحافظة على حب جماهير المريخ وخسر ما تبقي من جماهيرية مع آرسنال شندي.
برنس الكرة السودانية الذي قدم كل شيء لكرة القدم السودانية خلال سبعة عشر عاما وحظي بحب لا مثيل له خلال سنواته الطويلة ربما فقد كل ذلك في ثلاث مواسم فقط، تحمل شخصيته ذات التناقضات وبشكل محير وللذين لا يعرفونه من قريب فهو شخص خجول للغاية لا تكاد تسمع صوته عندما يتحدث ولكنه اشتهر بحب السيطرة وفرض شخصيته حتى أطلق عليه زملاؤه لقب (سيطرة) وبات معروفا به والبرنس شخصية مزاجية من الدرجة الأولى سريع الانفعال حاد الطباع ولكنه شخص يملك قلب طفل وهو نقي السريرة متسامح ورع وتقي يرتاد حلقات الذكر وارتبط بالصوفية والشيخ محمد خير، وإذا كان هيثم يدرس قراراته الصعبة بتأن فهو متسرع أيضا، والبرنس أيضا انطوائي لا يتحدث كثيرا ولكنه بارع للغاية في إثارة الأزمات التي باتت سمة متلازمة مع شخصيته وهو بجانب هذا كله يملك روحا مرحة وصاحب بديهة حاضرة وردود لاذعة، والأغرب أن اللاعب الذي أمضي (17) عاما مع الهلال (10) منها تقلد فيها شارة القيادة تدور أحاديث ترقى لدرجة التأكيد أنه مريخي الهوى وأنه بكى بحرقة عندما فضل عليه المريخ محمد موسى وعندما واتته الفرصة وغير الأزرق بالأحمر غادر سريعا وفضل العودة من حيث أتى.
البرنس أشهر نجوم كرة القدم بالبلاد يتمتع بعلاقة جيدة مع كثير من الإعلاميين وصلت لدرجة الصداقة الوطيدة ولكنه على خلاف مع كثير من أصحاب السلطة الرابعة وصلت مراحل سيئة وما يزال البعض منهم يلاحقه بالأحاديث الجارحة ويصفه بأسوأ الصفات.غير أنه لا يعيرهم إنتباها
هيثم مصطفى الأسطورة الذي قدم الكثير سيختم مسيرته بالأمير ليكون عميدا للاعبي الممتاز وهو لن يتخلى عن الساحرة المستديرة بعد اعتزاله نهاية الموسم المقبل بكل تأكيد وسيتجه للتدريب وهو ما يجعله في حاجة لتغيير أسلوبه وتعاطيه للكثير من الأمور فالضغوط ستكون عليه أكبر لكونه سيكون المسؤول الأول عند الخسارة، وفي كل الأحوال يبقى البرنس ظاهرة ونجما لا يجاري وإنسانا له أخطاؤه بمثلما له مميزات وربما تكون الضغوط والأضواء المسلطة عليه دوما ساهمت في تكوين شخصيته المتناقضة عسى أن يتمكن مستقبلا من الاستفادة من الأخطاء التي ارتكبها ويمسح كل ما هو سيء فيها ويعيد ألقه وبريقه ويكون أسطورة في عالم الساحرة المستديرة

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. ما سورة كبيرة في عالم كرة القدم السودانية
    هل هيثم مصطفي افضل من عباقرة كرة القدم السودانية امثال طارق احمد ادم ،اسامة سكسك ، سامي عز الدين وفايز نصر الدين؟

    لاعب اكثر من عادي سرق الاضواء غفلة حين اصبح هم الناس كرة القدم.. وبما انه فشل كلاعب ولم يحرز اي بطولة فمن الطبيعي ان يفشل كلاعب

  2. استاذ حافظ
    تحياتي
    لا يختلف اثنان على مهارات هيثم ونجوميته في عالم المستديرة.
    بالمقابل ليس كل من يجيد لعب الكرة يستطيع ان يصبح مدرب
    اللاعب المزاجي ينفع في لعب الهواة ولكن في عالم الاحتراف لا مكان له.
    هيثم شخصية مزاجية لذلك سوف يفشل في التدريب بدرجة استاذ وذلك لان هيثم يحب السيطرة كما قلت وهو سبب وجيه لجعل كل من يدربهم يلوذ بالفرار.
    مع مودتي

  3. (ﻭﺑﻤﺎ ﺍﻧﻪ ﻓﺸﻞ
    ﻛﻼﻋﺐ ﻭﻟﻢ ﻳﺤﺮﺯ ﺍﻱ ﺑﻄﻮﻟﺔ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺍﻥ
    ﻳﻔﺸﻞ ﻛﻼﻋﺐ)
    ياسلام
    وغير انها كانت راقصة …. كانت بترقص

  4. كل ما جاء أعلاه هو من وحي الحقد والحسد. هيثم افضل لاعب أنجبته الملاعب السودانية بعد جكسا وبرعي أحمد البشير وابراهومة الكبير وسبت دودو ثم أمين زكي وطارق أحكد آدم وتنقا.

  5. بغض النظر عن شخصيته ،، هيثم مصطفي احد افضل اللاعبين الذين
    قدمتهم الملاعب السودانية و افضل من اجاد دور الكابتن .
    كان عدو الاعلام الاحمر و الجماهير الحمراء ،، و كانو يتهكمون عليه و
    يعتبرونه ماسورة و اقل بكثير من فيصل العجب ،، و لكن ما ان شطبه
    الهلال حتي اختطفه المريخ و احتفو به كما لم يحتفو بلاعب من قبل
    و قلدوهو شارة الكابتن و اصبح الكل في الكل و اهملو فيصل العجب
    علي الملعب و اعلامياً الي ان ترك المريخ . نفس المشهد الان يتكرر مع
    بكري المدينة الذي كانو يصفونه بالامس بالاشتر و عندما وقع للمريخ احتفو
    به و اصبح اللاعب المدلل و الاول في النادي .
    حقاً انه اعلام سالب …….. و عجبي .

  6. مسيرة البرنس تتشابه بدرجة مدهشة مع أسطورة الكرة السعودية محمد نور مع اختلاف بعض التفاصيل وأسلوب التعامل فكلاهما حقق من البطولات الكثير

    كدي اذكر لينا اسم بطولة واحدة حققا هيثم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..