الزهجان السوداني

الزهجان السوداني
أعتقد أنه من الأفضل والأرحم لنا جميعا بعد الآن أن لا نخاطبنا الحكومة بصفات “مواطنية” ولا أن نخاطب بعضنا بعضا بإسم “المواطن” والمواطنية بعد أن فقدت هذه المواطنية معانيها ومضامينها فى السودان،فليس هناك شخص يدعى مواطن ولا يستمتع بأي حقوق مواطنية وهمه وغمه، حقوق بطنه عليه،وحياته كلها جحيم لا يطاق، ليله كنهاره؛ ونهاره كليله،وأمسه كيومه،ويومه كأمسه،ومعيشته إسم بلا مضمون أو معنى، بيد أنها تسمى “معيشة”، وجهوده بكل حواسه وبحواس غيره لتحسينها ومع عظمتها سراب فى سراب، وتفكيره بنظام واحد وبتنظيم النظام ، ونومه وإستيقاظه لشيء واحد ولواحد شيء،الأوضاع-والأوضاع فى السودان حديث ذو ألم؛وألم ذا حديث، كل المواد الإستهلاكية تزيد وتزيد وبشكل جنوني فى أحسن الأحوال، وفي أسوأ الأحوال تنعدم عديل كالوقود و”الساكن” السوداني من بئس الحال، الحلم والواقع أصبحا له شيء واحد والصدق والحقيقة أصبحا له سيان،الحكومة والمعارضة أصبحا له مترادفين فى المعنى إذ ضربهما فى بعضهما أو إذا طرحهما عن بعصهما المحصلة النهائية واحدة الحكومة والمعارضة أو المعارضة والحكومة لا فرق بينهما،غلبه التفكير فى الحال، والحال في التفكير،ولمواجهة ضخامة التفكير وتحدياته قد يحتاج الى عقاقير لم تكتشف بعد لتساعده فى التفكير أولا ومن ثم تحافظ على سلامة عقله-فالعقل السوداني “الساكن فى السودان” هو العقل الوحيد المنهك تفكيرا في حاجة تجاوزها العالم فى التفكير أو لم يفكر فيها حتى ناس العصر الحجري “لقمة العيش” وبطريقة مستمرة ودون فاصل تفكيرى آخر “يريحه” من هذا التفكير،فالإنقاذ من شدة ما أنقذته حولته ﻹنسان يفكر على مدار الثانية والدقيقة والساعة واليوم والشهر والعام وحتى العمر كله كيف يستجيب لغريزة الجوع وجوع الغريزة، الكلام النقاش الحديث الونسة عن الأسعار وإرتفاعها،السياسة وأحداثها لا يأبه بها ولو رأى قرارات سياسية فى الصحف قد لا يقرأها لو سمع بتعديل وزراي من ذهب ومن أتى لا يكترس له ولا يعنيه الأمر، فالحال من بعضه،فليس هذا من إهتماماته،إهتماماته معاشه ومعاشه إهتمامته لا يري فى نهاية النفق المظلم إلا أنفاق مظلمة اخرى متفرعة تقوده الى ظلام أكثر سوادا…،لو نزعت عنا الحكومة إسم المواطن وصفاته أو لو نزعنا نحن المسمين “بالمواطنين” عن بعضنا هذا الإسم وتلك الصفات وإختارنا إسم وصفة تناسبنا فهو أفضل، مثلا بدل “المواطن السودانى” يمكن أن نقول لبعضنا المظلوم السودانى الزهجان السودانى المهمش السودانى المغلوب على أمره السودانى المهم جاء الزمن الذى نطلق فيه صفة تناسبنا غير التشبث بإسم وصفة المواطن الذى عفى عليه الزمن وجارت عليه الأيام والخيار للجميع.
[email][email protected][/email]