أهو سرطان الأطفال ..أم انشطار خلايا المجتمع؟

يبدو وهذه هي الحقيقة المرة أن البشر في السودان باتوا مصنفين الى فئة من أولاد الناس ، وأخرى من غير تلك ، سمها ماشئت !
فأصبح ذلك الانشطار السرطاني اللعين ، هو مايبين الفرق بين طبقة في قاع المجتمع تتجاوزها كل الخدمات في أرفع مستويات ضروريتها بالنسبة للحياة ، ونوعية ثانية تتجاوز سقف الترف الاجتماعي فتستأثر بكل شيء منه الضروري والبذخي !
مئات الأطفال زغب الحواصل ينتظرون دورهم في طابور طويل بمستشفى الأمل لعلاج الأورام السرطانية ، يتناوب عليهم طبيبان أخصائيان فقط ، أحدهما بدأ يحزم حقائب الرحيل كما ذكر مدير المستشفى خلال حلقة علامة استفهام التي أدارتها السيدة نسرين النمر بتفاعل وشجن وانسجام مع الحالات الانسانية المأسأوية التي عرضتها في تقرير يدمع له قلب الحجر عبر قناة النيل الأزرق منذ عدة أيام !
لايبدو من ملامح أصحاب تلك الحالات أن فيهم ابنا لمسئؤل أو بنتا لثري ولا حتى وجها من سكان المدن بيض المصارين الذين يذهب بهم اهلهم المتنفذون والمقتدرون الى مستشفيات العالم بمن فيهم رئيس الجمهورية الذي حمل حشرجة حنجرته في كفه المرعوب من ذلك الداء الخبيث حينما داهمه مجرد الشك في أصابته به ، تاركا أولئك القادمين من مناطق التهميش التي أسسها لهم بعدله الفائض ، فارتحلوا عنها الى الجلوس لسنوات في استراحات المنظمات الخيرية التي أقامها أهل البر لتأوي أولئك الأطفال وذويهم وهم يزحفون مع تثاؤب خطى الزمن الممل ونهاية مشوارهم فيه ،هي احدى نتيجين لا ثالث لهما ، اما الوصول للطبيب اليتيم ، واما حملت أرواحهم الغضة رحمة المولى الكريم الى علياء جناته باذنه تعالى بعيدا عن العذاب من مكان لا أعتقد أن الرئيس أو أحد مسئؤليه المؤمنين قد زاروه ، ولا أظنهم يعرفون موقعه من الاعراب الجغرافي داخل العاصمة أصلا !
فالمسألة لم تعد فقط مشكلة سرطان الأطفال لوحدها ، بل هي انشطار في خلايا المجتمع كرست له طفيليات الحكم كل طاقاتها التدميرية التي أصابت جسده أخلاقيا ونخشى أن تفقده مناعة الدفاع عن بقية مكوناته التي انفلقت الى طبقيتين واحدة عائشة والثانية دائشة كما يقول ذلك المثل وليد الضجر والسخرية من أوجاع المعاناة !
مع ملاحظة ان السودان سبق كل دول المنطقة الى تأسيس مستشفى مكتمل للذرة من كافة النواحي التقنية ،منذ ستينيات القرن الماضي ، كان يعج بأكفأ الكوادرالوطنية من الفنيين والأطباء المختصين ، تفرقوا الآن في فجاج الأرض حيث وجدوا من يقدّر عطاءهم وندرة خبرتهم !
ولاحول ولا قوة الا بالله العلي القدير..
محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]
كان الله فى عون الشعب السوداني .
00اخى برقاوى00 نعم لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم . منظر ابنائى الصغار المرضى هؤلاء يدمى القلوب الا قلوب تحجرت . اللهم يا شافى يا كافى اشفهم شفاء تاما عاجل غير اجل شفاء لايغادر سقما . يا من ترفلون فى النعيم وتذهبون للعلاج فى الخارج ان الله سائلكم عن هؤلاء الصغار الذين لا يملك اباءهم ثمن العلاج يوم ترجف الراجفه وتتبعها الرادفه ربنا معكم ابنائى
الاخ برقاوفى لك التحية و الاحترام يعجبنى تناولك دائما للقضايا الحياتية و الواقع المؤلم الذى نعيشة فى داخل و خارج وطننا الحبيب نحن كسودانين انا من قراء مقالاتك عبر جريدة الراكوبه الظليلة .
عن موضوع اليوم لقد تطرقت الى مشكلة حساسة جدا او وضعت يدك على موضع الالم و هذا هو مربط الفرس فى قضيتنا كسوانين ( اولاد ناس و البقية لنا الخيار ان نسميها ما شئنا ) نعم نحن نسميها برضو اولاد ناس و لكن ناس لناس تفرق بالموستوى المعيشى فى سوداننا وهذا يمكن ان يكون فى كل انحاء العالم الا و هو التفاوت الطبقى نحن ما زعلانين دى الارزاق لكن يا اخى برقاوى كلمة اولاد ناس فى السودان لها معنى تانى و كبير او اولاد عرب هذه الكلمة بدات من لحظة استقلال السودان و استمرت حتى الان للاسف الشديداولاد ناس فى السودان كلمة عرقية تعنى انك عربى او اصلى اما الغير ذلك فيعنى نوباوى دينكاوى غرباوى و الى —- هنا تشم ريحو العنصرية الكريهة و اعتقد ان هذه الموضوع تنازولة الاستاذ منصور خالد فى احدى كتاباته اخى برقاوى هذه النعرة العنصرية هى السبب فى انفصال الجنوب هى السبب فى حرب جنوب كردفان هى السبب فى حرب دارفور و هى السبب فى كل بلاوى السودان عندما عندما نتجاوز هذه النعرات و نصبح كلنا سودانين و كلنا اولاد ناس اعتقد ان التفاوت المادى لا يؤثر كتير و لكن نحن الان نحتاج الى كاتب يغوص فى داخل القضية السودانية من ناحية اجتماعية لماذا هناك فرق بين السودانين من اين جاءت هذه الكلمة اللعينة اولاد ناس لا يمكن ان تحل القضية السودانية الا عندما نكون كلنا سودانين فعلا او هذا النهج سيقودنا الى مرحلة التطهير العرقى الحقيقى وهذا يمكن ان يكون عندما يطفح كيل الاقلية المتهضة وقضية رواندا ليست ببعيدة
اخى برقاوى اشكرك و اتمنى ان تتقدم فى هذا الموضوع اكثر و اكثر لان هناك الكثير الكثير الذى يجب توضيحة للاجيال القادمة