مقالات سياسية

سلسلة ضربت ليك بالغلط (٢٠) ـــ (ذيل الكلب)

سهير عبدالرحيم

*ذيل الكلب *

حكى لي أحد التجار السودانيين الكبار أنه يعمل في تجارة الحبوب و السمسم واللحوم مع مصر ، وقال الرجل أنه كان يبيع منتجاته و في نفس اليوم تورد قيمتها في حسابه بالبنك الأهلي المصري وفي نفس الساعة يستلمها في حسابه بالبنك الأهلي السوداني بالعملة الحرة .

وقال إن نائب محافظ بنك السودان طالبه في ذلك الوقت بأن يأتي بحصائل الصادر في شكل علكة و شكولاتة ومنتجات مصرية ، مبرراً ذلك بأن إتفاقية التعاون التجاري تلزمهم بإعادة حصائل الصادر في شكل منتجات وليس عملة صعبة . لم استبعد الرواية ، لأن مربط الفرس في معاناة هذا الوطن بعض أبنائه …!!

ثم حكى لي الرجل عن المعاملة الكريمة التي يجدها تجار الذهب في (أم المصائب) حيث تشتري منهم المخابرات المصرية الذهب و بأية كميات ثم تخيرهم أي مكان يرغبون في استلام أموالهم فيه..! هل يريدونها في القاهرة أو دبي أو الخرطوم أو طرابلس أو .. أو …!! و بأية عملة يرغبون …!!

كل التسهيلات متاحة لهم..المهم أن تهرب الذهب…!!

و كل حمولة الذهب التي تعبر الحدود تفتح لها المعابر ذراعيها ، يستقبلون من الخرطوم الذهب و اللحوم و الحبوب و يصدرون ألينا من أسوان المخدرات و العملة السودانية المزيفة و المرتزقة .

قبل أيام قليلة استطاعت شرطة الجمارك بوادي حلفا القبض على مجموعة من المصريين قاموا بشراء لحمة (أفخاذ) و تهريب ذهب بداخلها…!!

الشاهد أن العملية تكشف يقظة رجال الجمارك ولكنها تكشف أيضاً الأساليب المبتكرة لأولئك اللصوص والمهربين ، و قديماً قيل (ديل الكلب عمره مايتعدل) ،
لذلك فهؤلاء لم يكتفوا بنعمة أن يتناولوا لحوم سودانية نظيفة سليمة طيبة المذاق ويربحوا جراء بيعها، ولكنهم تمادوا إلى تهريب معادننا أيضاً بداخلها .

أذكر أنه و في إحدى زياراتي لدولة عربية وجدت شرطة المطار تخضع مواطني أحد الدول الآسيوية لفحص أشعة للمعدة ، فعلمت لاحقاً أنهم يهربون المخدرات في أحشائهم. لذلك يجب على مباحث مكافحة التهريب و السلطات الأمنية في المعابر إخضاع المصريين المغادرين السودان عبر الحدود إلى فحص بالأشعة للمعدة ، وفحص للأسنان ، وفحص للأظافر و فحص للنظارات و فحص للهواتف و فحص للأقلام و سماعات الهاتف .

الأهم من كل ذلك فحص الأموال السودانية التي يدخلون بها إلى الخرطوم ، وحين تتأكدون من أنها مزورة و حين تتأكدون أنهم يحملون الذهب في كل مايخرجون به حينها بلغوا سلامي للعلاقات الثنائية بين البلدين .

خارج السور :
لماذا لا تغلقون المعابر مع مصر و نرتاح نهائياً من وجع الرأس هذا …!!؟

سهير عبدالرحيم
[email protected]

نقلاً عن الانتباهة

‫9 تعليقات

  1. اقتباس:
    “لماذا لا تغلقون المعابر مع مصر و نرتاح نهائياً من وجع الرأس هذا …!!؟”
    تعليق:
    ١-
    بقي ده اسمو كلام يا سهير؟!!،
    لا اكتب دفاعآ عن مصر، ولكن اكتب لاشرح لك الفائدة الكبيرة التي استفاد منها السودان من “معبر ارقين” في حلفا، هو معبر للسودانيين البسطاء الذين يودون الوصول للقاهرة للعلاج او لمواصلة الدراسة، هو معبر “شريان الحياة” بالنسبة للنوبين الذين يسكنون في حلفا وباقي القري المناطق السكانية، كل النوبين بلا استثناء يعتمدون من حياتهم اليومية من السلع الضرورية والادوية المصرية التي تصل اليهم من التجار السودانيين المقيمين في اسوان، خصوصآ ان السلع السودانية لا تكفي حاجة المناطق النوبية.
    ٢-
    يا سهير، انا نوبي من “دبيرة” وسط حلفا القديمة، واعرف فائدة معبر ارقين بالنسبة للسودانيين، ولا افهم ان يصلك حقدك “الخاص” مع مصر الي حد حرمان الناس من العبور الي مصر لامور تتعلق بحياتهم اليومية!!، لا افهم كيف تطلبين اغلاق المعابر لا لشيء الا لانك تكرهين مصر!!
    ٣-
    وبما انك صحفية، اتمني ان تسافري الي حلفا، وهناك ستعرفين فائدة وجود منفذ سوداني لداخل مصر.
    ٤-
    يا سهير، مع الاسف الشديد، ان صحيفة “الانتباهة” مازالت تسير علي نفس سياسة الصحفي العنصري الكريه الطيب مصطفي، هو من ادخل الكراهية، والحقد، واتهم، واعنصرية ضد كل ماهو شيء مصري في صحيفته عندما كانت ملكه!!..اتمني ان تضعي كراهيتك “الخاصة” لمصر جانبآ، وان تكتبي عن ما هو اهم من هذا الكره والبغض.
    ٥-
    واخيرآ، لماذا لا تنتقدين سياسة حكومة الامارات التي تتدخل في كل صغيرة وكبيرة؟!!، والسعودية وقطر وتركيا …تمامآ كما تنتقدين مصر؟!!

    1. استاذنا الفاضل بكرى الصائغ لا أحد يشك ابدا في وطنيتك وولائك لهذا الوطن وأهله الكرام..
      رغما عن ذلك مصر هي كعب اخيل بالنسبه ذلك،،
      اما ما قلته عن عداء الكوز العنصري الطيب مصطفى هذا ليس صحيحا لأن هذا المأفون الطيب صرح وقال.. انفصال السودان عن مصر هو سبب عدم الاستقرار في بلادنا ولو بقى السودان متحدا مع مصر لكنا افضل حالا!!!!!!!
      الكيزان هم من سمحوا بالتغول المصري في بلادنا وكانت لهم مصالح مشتركه مع حزب الوفد والحزب الوطني ومخابرات مصر وسمحوا لهم بسرقة ونهب اراضينا وثرواتنا..

  2. طیب ما تقولی هذا الکلام للبرهان,ومثلث حلایب محتل وهم یجرون مناورات مع مصر ؟! والمثلث راسه شلاتین وضلعه علی البحر عند حلایب ویمتد الضلع الجنوبی حتی جبل ابو رماد غربا
    .یعنی قدر مساحة لبنان, او سویسرا,وغنی بالمعادن, والبترول, والحیاة البریة التی أنعدمت فی مصر.فالیس هذا هو ظلم الحسن والحسین؟!

  3. مع خالص تقديرى ليس دفاعا عن مصر ولكن احقاقا للحق الدولة الوحيدة فى العالم اللى بتستقبل السودانيين المطروديين من جميع دول العالم هى مصر ام الدنيا وسلامتكم

  4. ما قراءته هو “استرتيز ” صحفى , يعنى اعتمادا على حرية النشر كل يوم تخلغ قطعة .
    وبمناسبة الحرية اذكركم بما قاله فيكتور هيجو منذ ما يقرب من 200 عام حيث قال
    لا تحيا الحرية مع الجهلاء او الحاقدين
    واعطاء الحرية لجاهل او حاقد مثل اعطاء سلاح قاتل لمجنون.
    انتهى كلام فيكتور هيجو.

    يا رب تفهمى يا ملكة صحافة الفضايح اى (الاستربتيز الصحفى)

  5. بدل التطرف والحلول المضرة بالكثيرين!!!
    من الافضل دعوة المؤسسات السودانية بالقيام بمهامها بافضل من هذا، ومحاربة كل اشكال التعدي على القانون، ومحاسبة كل جهة او مؤسسة تقوم باتفاقات مشبوة تضر بمصلحة الوطن.
    تنبه ومخاطبة الدولة المصرية بتجاوزات بعض مؤسساتها والإضرار بالسودان..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..