مقالات سياسية

خلافات الشركاء.. ومهب الريح!!

* الواقع السياسي في بلادنا عندما نقرأه مع إتفاقية سلام جوبا وما تعانيه من مكابدة في تنفيذها وإنزالها الى أرض الواقع فهذه هي الغاية الكبرى التي انتجتها هذه الاتفاقية تحديداً لأنها تكون مرتبطةً مع احلام وآمال المواطن العادي البسيط ليمتلكها ويفهمها ويناقشها حتى يتسنى له الدفاع عنها عن وعي وعن معرفة ولعل هذه الغاية السامية هي التي جعلت من الحرية والتغيير ان تقف من الاتفاقية كموقف القط من الحليب، ثم لايرضيها العجب ولا الصيام في رجب، لذلك نجدها تضع المتاريس على الرغم من المواءمة فيما بين الوثيقة الدستورية والاتفاقية حتى يتسنى لنا عدم التشاكس بين مكونات السلام والوثيقة واطراف العملية السلمية، كل ذلك قد أكد لنا ان مسيرة السلام على الرغم من ما انجز فيها فهي تعاني الامرين خاصة بعد أن اصدر الفريق أول البرهان قراره الذي لم يتجاوز ما اتفق عليه في الوثيقة الدستورية او في اتفاق السلام وتم التوكيد عليه عبر لجنة المواءمة.

* قول واحد: إن المعركة الوهمية التي استهدفت قرار الشراكة التي أصدره الفريق اول البرهان على الرغم من انه كان مجحفاً في حق اطراف العملية السلمية وقد تجاوز الكثير من ما كان متوقعاً عدالة ان يحقق للشركاء العدل الا ان قوى اعلان الحرية والتغيير حازت على نصيب الاسد من ما يخشى عليه إعادة تجربة الفشل والتي اعلنها اليوم رئيس مجلس السيادة بالصوت العالي وهو ينعي عاماً كاملاً من عمر الشعب السوداني أضاعته حكومة الحرية والتغيير وحكومتها الانتقالية ، إن مجلس شركاء الفترة الانتقالية ضرورة لا يستقيم الامر بدونه فإنه لم تكتمل هياكل المجلس التشريعي ولا عضويته إلا عبر هذا المجلس وكذلك الحكومة القادمة وحتى الحاضنة السياسية بلا قيمة الا اذا ضمت أطراف العملية السلمية كما قالت بذلك لجنة المواءمة ،وهذه اللجنة خرجت بالمواءمة التي أجيزت عبر مجلس السيادة ومجلس الوزراء والحرية والتغيير وأطراف العملية السلمية التي أصبحت ركناً أصيلاً في مجلس الشركاء .

*وهاهو الفريق البرهان يقول انقضى أكثر من عام على تكوين هياكل الحكم الانتقالي والتجربة اثبتت العجز الكامل عن تحقيق تطلعات الشعب والثورة وزاد بأن مجلس الشركاء جاء بمبادرة الحرية والتغيير ومجلس الشركاء وتم اجازة تكوينه في جلسة مشتركة لمجلسي السيادة والوزراء ونشر في الجريدة الرسمية ،وان كل ما أكده رئيس مجلس السيادة يؤكد ان هنالك ثمة جهات داخل الحرية والتغيير تريد ان تحتفظ بعصا مع البرهان وبعصا أخرى مع مجلس الوزراء وبعصا ثالثة مع اطراف العملية السلمية ونحن نعلم هؤلاء الخونة بالاسم والرسم والصورة وكنا على يقين بأنهم سيقودون هذه البلد الى هاوية ولكن هذه الهاوية ستطالهم ولن تطال شعبنا وماقاله البرهان صحيح وكنا عليه من الشاهدين، واما من الذي يقود هذه البلد الى الفتنة سنكتب عنه في مقال قادم وخلاف الشركاء لن يكون له من مجال الا مهب الريح: وسلام يااااااااااوطن.

إن استحقاقات السلام تظل فرض عين وحقاً أصيلاً لأقوام وضعوا السلاح وعادوا من التغيير بالموت للتغيير بالحياة فمن الذي يضع العثرات أمام وجودهم وحقوقهم وعدتهم؟! نخشى أن يحدث ما لا تحمل عقباه حقيقة نخشى ذلك..

وسلام يا..

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..