مقالات وآراء

عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ

عبدالعزيز عبدالباسط

بعد بناء سور الصين العظيم ظنّ الصينيون انهم اصبحوا بمنأى عن هجمات اعداءهم واعتقدوا ان بناءهم العالي عصي علي الاختراق وسوف يشكل لهم حصنا منيعا يحميهم من شر الغزاة الطامعين في ارضهم العزيزة  لكن الصين رغم سورها العظيم تعرضت بعد ذلك لعدة غزوات والذين غزوها لم يكونوا في حاجة لمشقة تسور السور من اعلاه او اختراقه من تحته فقد تمكنت جحافل جنودهم الدخول من الابواب بعد شراء زمم حراس ابواب السور ورشوتهم الامر الذي لفت انظار حكماء الصين الي انهم لم يكونوا بحاجة الي تكبد عناء بناء السور انما كانوا في امس الحاجة الي بناء الشخصية الصينية وتربيتها وتهذيبها وتعليمها لقد بينت تجربتهم علي ان الانسان المهذب الخلوق المتعلم الواعي هو الحصن الحقيقي والمدافع الحقيقي عن بلاده..
سيحل علينا بعد ايام عيد الاستقلال المجيد فهل سيكون مجرد ذكرى نمجدها وحدث نستريح له ومناسبة نحتفي بها وننشد فيها الاناشيد الوطنية ونغني الاغاني الحماسية ويتملكنا ذلك الشعور الوجداني العظيم بالوطنية ونصرف الملايين لنعطي يوم الاستقلال حقه ثم (تعود حليمة لعادتها القديمة) فلا نحن تعلمنا من تجاربنا السابقة ولا تعلمنا من تجارب الاخرين مثل شعب الصين الذي تدارك الخطأ مبكرا وقام بتنشئة الشخصية الصينية وتهذيبها بعد ان علم ان ذلك كان اهم الف مرة من رص وتثبيت الحجارة لآن المواطن المتعلم المهذب هو من يشكل الحصن المنيع لبلاده وهو الذي يحمي بلاده من كل المخاطر التي قد تهددها…
يجب إن يكون عيد استقلالنا القادم فرصة لمحاسبة الذات ومراجعة كل أخطاء الماضي ومعالجتها وفرصة ندرك فيها ما نريده تحديدا ويجب ان نتعامل بوعي مع ما نحن قادمون عليه وما نحن سائرون نحوه وسيكون ذلك مؤشر مهم وجيد لتقييم واستشراف المستقبل والتعامل بإيجابية مع التحديات القادمة يجب ان نضع تصورات كاملة لتهذيب الشخصية السودانية وإلا فما معنى الاستقلال وما معني الاحتفاء به؟.
..المدرسة والمدرس أولا..
عبدالعزيز عبدالباسط
[email protected]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..