يحج البشير لأنه “متضايق” ويحاكم الطلاب بالاعدام أو يقتلون

يحج البشير لانه “متضايق” ويحاكم الطلاب بالاعدام او يقتلون.
الناظر الى حال البلاد اليوم يعلم بأنها لا تسر صديق ولا عدو، نعم لعل أعدى أعداء السودان في الشرق والغرب لم يكونوا يحلمون بأنه يمكن تدمير السودان الى هذه الدرجة وبيد أبنائه. إن اهم كارثة تسبب فيها نظام الانقاذ والإخوان المسلمين هو إحيائهم للروح القبلية بكل شرورها والتي بلغت قمتها الرسمية بإضافة اسم القبيلة في الأوراق الثبوتية؟؟؟
كنتئجة لسياسة الإنقاذ “الافسادية” أنه يمكن اليوم قيام حرب اهلية حتى على مستوى القبيلة الواحدة كالرزيقات مثلا بين بطونها المختلفة. وهو مايتوعد به الان الشيخ موسى هلال مدعوما بقوة حرس الحدود السابقة او مجلس الصحوة حاليا ضد “الفريق” حميدتي مدعوما بقوات الدعم السريع وضد الجيش الحكومي النظامي بقيادة نائب البشير حسبو وللعلم الأخير هو أيضا من رزيقات جنوب كردفان. وهو ما سبق أن وقع بين المسيرية الحمر والمسيرية الزرق، ناهيك عن امكانية قيام الحرب بين قبائل مختلفة ???
ولعل تلك الفتنة قد قنن لها كبدأية رسمية بظهور الكتاب الأسود والذي يقال ان الجبهة الاسلامية بقيادة المرحوم الترابي هي من كانت وراءه؟؟ فأعادت الى الأذهان فتنة عام ستة وماعرف في المخيلة السودانية بأنها عنصرية مارسها الخليفة عبدالله التعايشي بتقريب ابناء غرب السودان وإبعاد بقية الرائات من القبائل
الأخرى فبذر التعايشي بذرة “الفصل للصالح العام” .
لعله اذا كانت هناك حسنة واحدة تحمد لنظام مايو والمرحوم نميري هي تهميشهم لجانب القبلية وتصعيد الكفاءات التكنوقراط من كل قبائل السودان المختلفة، ومثال لذلك كان حول نميري هناك ابيل الير ومنصور خالد وبهاء الدين إدريس ومنعم منصور والرشيد الطاهر بكر وكلهم من قبائل سودانية مختلفة، بل أذكر أن الحرس الجمهوري وحرس نميري الشخصي كان يضم جنود من مختلف القبائل بما فيها ابناء جبال النوبة، نعم استطاع نميري من خلال الاتحاد الاشتراكي السوداني اشراك افراد من كل القبائل السودانية ومن كل النواحي الجغرافية.
واستطاع كذلك من خلال ايجاد بعض التنمية في المدن الكبرى كبورت سودان والابيض وجوبا ومدني وكوستي وعطبرة أن يساهم في تداخل وتزاوج افراد من قبائل متنوعة من كل انحاء السودان وكان يمكن الاستمرار في تهميش القبلية حتى تختفي او تبقى فقط مادة للتندر ولا تحمل أي احكام سلبية؟؟؟
لكن جاءت الانقاذ بخلفية الجبهة الاسلامية التي علمت بان شمال السودان وشرقه هي دوائر انتخابية مقفولة على حزب الاتحادي وطائفة الميرغنية وان غرب السودان ووسطه مناطق مقفولة انتخابيا على حزب الامة وطائفة الانصار فرأت الانقاذ والإخوان المسلمون ان لامفر من كسر تلك الدوائر المقفولة وتدميرها حتى لو حملت بذور تدمير السودان كله، فالجبهة الاسلامية وتحديدا الاخوان المسلمون لا يؤمنون بالوطنية والشعب والحدود الجغرافية بل يرفعون شعارات المناداة بالامة الاسلامية والخلافة الإسلامية حتى لو جاءت على حساب الأوطان. ولو كانوا صادقين لعلموا ان الوحدة الوطنية الجغرافية يمكنها ان تكون حلقة تتسع للوصول لوحدة اكبر كما فعلت الدول الاوربية؟؟؟
ولكن الاخوان المسلمون ظل هدفهم الوحيد هو الوصول الى السلطة فاوصلوا العسكر بقيادة البشير للسلطة ثم بدأوا في تنفيذ مخططهم “الشيطاني” لتفكيك السودان. فقاموا على الصعيد المحلي بإحياء القبلية وذلك من خلال الإدعاء بأن هناك قبائل بايعت نظام الانقاذ فيعلنون مثلا بأن قبيلة الفلاتة فرع كردفان بايعت نظام الانقاذ والبشير ثم قبيلة الحلنقة فرع كسلا وقبيلة الشايقية فرع مروي وهي كلها حلقات تأمرية شريرة تم فيها شراء وبيع الذمم لبعض وجهاء القبائل؟؟؟
ولما كانت أكبر كثافة سكانية في السودان في إقليم دارفور. ولإنهاء هيمنة حزب الأمة وطائفة الأنصار هناك قام الإخوان المسلمون ونظام الإنقاذ ب”خداع” العشرات بل المئات من الخريجين الجامعيين من أبناء الاقليم، وبدا الحريق كما قلنا مع ظهور الكتاب الاسود وتمت تقوية قبائل ضد أخرى. ثم أصبحت الإنقاذ تسلح بصورة مباشرة أو غير مباشرة أغلب القبائل بعد أن تشعل الفتنة بينهم. وما أشرنا إليه أعلاه من الفتنة بين الشيخ موسى هلال و”الفريق” حميدتي إحدى نتائج ما يقوم به نظام الانقاذ من الوقيعة داخل القبيلة الواحدة!!!
كذلك التف نظام الانقاذ الى حمايته داخليا فقام بفصل كثير من القيادات العسكرية والامنية والشرطية والمخابراتية التي لم يحس بؤلائها الكامل لنظام الانقاذ والاخوان المسلمون فرع المرحوم الترابي، وقام بنفس االتصفيات على مستوى الاجهزة العدلية، ثم توجه نحو التعليم ففصل من فصل وأرهب من بقى بسلاح الفصل حتى يسكت ثم سلح الطلاب الموالين لحزبي المؤتمر الوطني والشعبي وملكهم كل الامكانيات بما فيها سيارات على حساب الدولة والجميع يذكر تلك الصفقة التي تم فيها استيراد سيارات بمليارات الجنيهات لطلاب المؤتمر الوطني في حين إنه لا توجد سيارات اسعاف في المستشفيات الحكومية.
فكثرت الصراعات المسلحة داخل الجامعات وقتل كثير من الطلاب وتحول الامر من صراع فكري وسياسي تتم كتابته في الجرائد الحائطية او مناقشته في اركان النقاش ليصبح تربص واختطاف وتعذيب وقتل بين الطلاب فيما بينهم، بحيث يجد طلاب الحزب الحاكم السلاح والدعم المالي واللوجستي من حرس الجامعة في حين يحرم بقية الطلاب من أي حقوق بما فيها حق الدخول الى الجامعة متى ما ارادوا بدون مضايقات؟؟؟
الذي يهمنا هنا هو التحذير من ان الحرب الاهلية القبلية اصبحت تزحف نحو الجامعات بحيث لم يعد الامر خلاف سياسي فقط بل استغل نظام الانقاذ الجانب القبلي لزرع الفتنة و تخويف الطلاب من بعضهم البعض بناءً على اصولهم القبلية؟؟؟
وهاهم بعض الطلاب يحاكمون بالاعدام وبعضهم يقتلون كما حدث أمس اثناء وقفة الحجاج بما فيهم البشير ووفده ذو المائة فرد بعرفة ؟؟
رغم أن فريضة الحج هي مرة في العمر لمن استطاع اليها سبيلا أي على نفقته الخاصة وليس على حساب الشعب السوداني الذي لإيجد المواطن منهم ما يسد رمقه أو يكفيه لشراء الدواء فيضطر أن يتكفف الناس في الأسواق أو المساجد.
نعم يقتل الطلاب اليوم كما قتل الطلاب في احداث سبتمبر 2013م ولايتم العثور على القاتل بل لعله يكافىء بصورة او باخرى.
في حين انه يحاكم بالاعدام متهما بالقتل كل من يقول لا لسلطة الانقاذ كالطالب عاصم. أو يتم توقيفه وترحيله لسجون السودان بدون أي محاكمة مثل القاسم سيداحمد.
اللهم عليك بنظام الانقاذ وكل من ساندهم واجعل الدائرة تدور عليهم انك على ذلك قدير وبالاجابة جدير.
انشد الشاعر هاشم صديق
“وحاة الله وكتاب الله
وكت نغلى ونكوس التار
لا سورا بقيف في وش
ولا لهب الغبن يترش
ولا صفا يميل بالقش
كل ظالما يقع ويندش
وسيل دمع البلد ينقش
لا بحبس حلقنا الخوف ولا بنرجع اكان لعلع كلاشينكوف”
بشير عبدالقادر
[email][email protected][/email]