أهم الأخبار والمقالات

الصحفيون السودانيون في زمن الحرب.. تشرد وانتهاكات وواقع مأساوي

 

تقرير: رندا عبدالله

عندما دارت آليات الحرب في الخامس عشر من أبريل  بالعاصمة الخرطوم وبعض الولايات الأخرى، توقفت ماكينات طبع الصحافة الورقية فى السودان، مثلما توقفت مظاهر الحياة، وشردت الحرب الصحفيين ما بين نازح ولاجئ كغيرهم من السودانيين في أكبر عمليات نزوح ولجوء في العالم.

وزاد من معاناة الصحفيين الاتهامات والاعتقالات التي تطالهم في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع حين إبراز بطاقاتهم وتعرضهم لأسوأ معاملة وانتهاك صارخ للقوانين الدولية التي تدعو لحماية الصحفيين، بجانب اعتقالات تعسفية نفذتها استخبارات الجيش بحق صحفيين، وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعى صورا لمقار الصحف المحترقة، وأصبح شارع الجرائد الذي يقع في قلب الخرطوم احد اكثر المناطق خطورة بالخرطوم وهو الشارع الذى تنتشر على جوانبه مقار الصحف وتجمعات الصحفيين.
وقال الصحفى مهند عبادى للراكوبة إن الحرب كانت بالنسبة له ولزملائه كارثة وبلاء عظيم تداعت بسببه الوظيفة والممتلكات، وتشرد من ورائه معظم الصحفيين فى الصحف الورقية والتي في الأساس تشهد تراجعا كبيرا وصعوبات بعد انتشار الصحافة الإلكترونية والمواقع الاخبارية، وأدت الحرب لإغلاق المؤسسات الصحفية تماما وتخلى اداراتها عن مساندة الصحفيين بسبب انشغال الجميع بالبحث عن طوق للنجاه.
ومن جهتها ذكرت نقابة الصحفيين فى تقاريرها أنها سجلت خلال فترة الحرب، مقتل (13) صحفياً وصحفية، وتعرّض (11) صحفياً بينهم (3) صحفيات، لاعتداءات جسدية وإصابات، بالإضافة إلى حالة اعتداء جنسي واحدة. كما واجه (30) صحفياً وصحفية ، إطلاق نار وقصفاً، مما أسفر عن وفاة (15) من ذويهم وإلحاق أضرار جسيمة بمنازلهم.
إلى جانب ذلك، وثّقت النقابة (60) حالة اختطاف واحتجاز قسري بينهم (9) صحفيات، و(6) بلاغات تعسفية تعيق عمل الصحفيين وتقيد حركتهم. وسُجلت (58) حالة تهديد شخصي ، إضافة إلى (27) حالة اعتداء جسدي ونهب ممتلكات.
وأوضح الصحفى مهند عبادى انه نزح من الخرطوم الى مدنى ونزح مرة أخرى بعد اجتياح مدنى وقال ” وجدت صعوبة كبيرة خلال الفترة الأولى فى التأقلم مع فكرة اننى فقدت حياتى تماما بفقدان منزلي وممتلكاتي بجانب وظيفتي بشكل مفاجئ قى ظل عدم وقوف المؤسسات مع منتسبيها ومعاناة الجميع مع الحرب التي افرزت معاناة لايمكن وصفها) .
الصحافة الالكترونية والمواقع الاخبارية والناشطون فى مواقع التواصل الاجتماعي سيطرت على الساحة كبديل لتوقف الصحف الورقية ولكنها استخدمت في كثير من الأحيان لدعاية الحرب وفقدت معظمها المصداقية، ويرى البعض انها فقدت المسؤولية الصحفية في ظل غياب القوانين ومؤسساته.
وتظل معاناة الصحفيين مستمرة من جراء تأثير الحرب على حياتهم، وغياب مؤسسات حكومية أو مهنية أو مدنية لايوائهم ومساعدتهم، مما يرسم واقعا مأساويا لهم وأسرهم، وجف مداد أقلامهم بعيدا عن معشوقتهم الصحافة وشارعها الحزين بغياب رواده.

‫2 تعليقات

  1. هل يوجد صحفي بالسودان بمعناها الوظيفي والانساني والوطني والوعي ولا صحفيين يتبعون الى الانظمة والاحزاب والمال اين انتم من الشعب اين انتم من الوطن حتى يتحسر عليكم الناس انا اكرر كلامي وحسب معرفتي اي زول يقول انا ناشط انا سياسي انا صحفي ويقبع باي دولة في الاقليم ما منه اي خير لهذا الوطن ولا لحزبه المثقفين والصحفيين السودانين الذين نعرفهم حتى المعاش لم يكن لديهم بيوت ولا عربات يركبون المواصلات ياتون المناسبات اليوم الصحفي بزنس وعمالة وخيانه وشليليات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..