إلى جيل نأمل ألا يطول انتظاره (2)

٭ كما قلت بالأمس بأن المقدمة التي وضعها الأستاذ ابراهيم منعم منصور لكتاب إلى جيل نأمل ألا يطول انتظاره للدكتور ابراهيم الأمين.. كانت قراءة متأملة لمحتوى الكتاب في الجزء الأول والجزء الثاني.. في جزء من المقدمة قال الأستاذ ابراهيم منعم قبل أن أدلف إلى موضوع بخت الرضا لابد أن أتعرض إلى نقاط لفتت نظري في السرد التاريخي المتميز بالكتاب..
٭ الأولى السلم التعليمي: لقد كشفت حقيقة ظلت غائبة عن الكثيرين ان لم يكن عن الجميع وهي أن السلم التعليمي (6+3+3) بديلاً لما سبقه (4+4+4) لم يكن من ابتكارات ثورة مايو ولا الدكتور محي الدين صابر وإن كان التطبيق تم على يديها.. فالحقيقة انه قرار أو توصية صدرت من وزارة التربية والتعليم العرب (الجامعة العربية) منذ 4691م في عهد الديمقراطية الثانية ولم يتضح لماذا لم يؤخذ بها على مدى ست أو سبع سنوات إلى أن طبقته ثورة مايو نتيجة كما ذكرتم لضغوط من اتحاد المعلمين الاشتراكيين وكذلك نقابات التعليم من كل المعلمين ولما قوبل القرار بالنقد والهجوم من رجال تربية وتعليم ومن الأدباء توارى الجميع ووقع (الوزر) على ثورة مايو حتى اليوم.
الثانية: ان الوزراء العرب استشعاراً منهم بما سوف يتكلفه السلم التعليمي الجديد قرروا مع نفس القرار انشاء صندوق تمويل التحول التعليمي الجديد إذ ان التكلفة ليست فقط في بناء فصول اضافية بل تشمل اعادة صياغة المقررات واعادة طباعة الكتب ونقلها لتلحق بالعام الدراسي ولقد تمت طباعة الكتب بالنسبة للسودان في جمهورية مصر العربية بسبب قصور طاقة المطابع المحلية وتم نقلها جواً للخرطوم في عملية وصفها محمد غانم مدير شركة النصر للتصدير والاستيراد (المصرية) بأنها لم تحدث في التاريخ منذ حصار (برلين) أثناء الحرب الباردة عندما قفلت موسكو الطريق البرية بين برلين والعالم الغربي.. هذا فضلاً عن عمليات النقل الداخلي وتكاليف تدريب واعادة تأهيل كل معلمي المراحل الجديدة تقريباً ولعل الجميع يشتركون في أنه لم تتقدم أي حكومة في مايو أو بعدها بطلب أو متابعة لانشاء هذا الصندوق والاستفادة من موارده في تمويل العملية التعليمية والتربوية الجديدة وظللنا نعتمد على مواردنا التي تتجاذبها شتى المطالب بما فيها ليس اعادة صياغة العملية التعليمية بل تمويل جسم التعليم نفسه.. بل ورد في سردكم الدقيق من أن الديمقراطية الثالثة 6891-9891 كان من سياستها التعليمية أن يكون السلم التعليمي 9 بدلاً عن 8 مع فرض مساهمة على كل مجالس الآباء (مقتدرين وغير مقتدرين) في تكلفة طباعة وترحيل الكتب و(الغاء) نعم.. الغاء مجانية التعليم ومساهمة القادرين في تكاليف تعليم أبنائهم ولعل من الانصاف لثورة الانقاذ الوطني 9891م حتى كتابة هذه السطور عام 6102م أن نقول اننا نشتم من هذا مقدمة لخصخصة التعليم التي نراها اليوم.
أواصل مع تحياتي وشكري
الصحافة