أخبار مختارة

اهتمام قياسي لوكالات عربية بأسعار الدولار في السودان.. ما الهدف؟

الخرطوم: الراكوبة

أظهرت احصائية بشأن اهتمامات الوكالات العربية والغربية بأخبار السودان مفارقات عجيبة في سلم البث والنشر بشأن السودان، تمحور غالبه في سعر العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني، خاصة الدولار.

بعد الانتقال من حكم نظام الإنقاذ، التي سقطت بثورة شعبية في أبريل 2019م، تحولت الأنظار والاهتمامات بعد فترة وجيزة من الشأن السياسي إلى المشهد الاقتصادي مرة أخرى، الذي بحسب خبراء هو سلم أولويات المستثمرين والراغبين في دخول نادي الاستثمار في السودان الذي يتمتع بمزايا كثيرة يعلمها الجميع.

ووفق تلك الاحصائيات التي أجرتها “الراكوبة” في شهر مايو الماضي وجزء من أيام شهر يونيو, تربعت اهتمامات الوكالات العربية على أسعار الدولار في السودان أكثر من أية أخبار ومتابعات أخرى.

وظل الاهتمام بسعر الدولار في السوق السوداء المعروف بـ”السوق الموازي” ظل الاهتمام الكبير الذي تراقبه الوكالات العربية المختلفة.

يأتي تالياً, الاهتمام بأخبار محاكمات رموز النظام البائد والاعتقالات، ثم تنال أخبار تفكيك نظام حكم الإنقاذ المرتبة الثالثة، ويأتي الاهتمام بالحكومة المدنية الانتقالية في المرتبة الرابعة.

ففي أكثر من 500 مادة خبرية, تناولت الوكالات أخبار عن محاكمات رموز النظام البائد.وغالبا ما جاءت أخبار تلك المحاكمات على صدر النشر في غالبية الوكالات التي دعمت ذلك النشر بتقارير مفصلة ومتابعات ملاحقة. في موازاة ذلك, تولي الوكالات الأجنبية كل الاهتمام للأخبار السياسية المتعلقة بحكومة الثورية ونشرت نحو 800 مادة خبرية عن الانتقال وأخبار الحكومة الانتقالية ورئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك.

كما تناولت في منحى “بسيط” أخبار مجلس السيادة, الذي يجمع بين المدنيين والعسكريين، بينما تنتشر أخبار مجلس السيادة أو تحديدا 3شخصيات عسكرية في الوكالات والمواقع المحلية.
يأتي ذلك، وفق تحليلات لمختصين في مجال الإعلام بسبب هيمنة وفرض تلك الشخصيات لنفوذها على المواقع المحلية الحكومية وإقامة منصات إعلامية مختلفة تدير عليها صرفا طائلا لعكس نشاطها.

في حين انِصبَ جلّ اهتمام الوكالات والمواقع العربية على أسعار الدولار, ونشرت مواقع عديدة أسعار اليوم يومياً وأخرى على مدار مرتين في اليوم للسعر صباحاً ومساءًا.
وطلت أسعار الدولار في السودان بصفة ثابتة في كثير من الوكالات والمواقع العربية، بل يتم توجيه المراسل المعتمد بمتابعة سعر الدولار يوميا حسبما قال لـ”الراكوبة” مراسل أحد الوكالات في الخرطوم.

مراسل في وكالة كبيرة رفض الحديث والادلاء برأيه في اهتمامات الوكالات والمواقع العربية بسعر الدولار في السودان، بل اعتمد أن ذلك الأمر “سؤال انصرافي”.

في مجمل ذلك، يرى الخبير الإقتصادي د. عادل عبدالمنعم، أن المستثمرين العرب والأجانب يشاهدون الفقرات الاقتصادية التي تبث عبر القنوات الفضائية السودانية، بإعتبار أنها مؤشر لهم لمعرفة مدى الإستقرار الإقتصادي في السودان.
وقال لـ”الراكوبة” إن السودان رقم إقتصادي كبير ومن أفضل الدول لموارده الإقتصادية، “ولابد من تضمينه في النشرات الإقتصادية في المحطات الفضائية الخارجية”.

واستكمل: “السودان يعتبر من أعلى المعدلات في العالم التي تحقق العائد الداخلي للإستثمار بنسبة ٥٠٪ أي إنه يمكن للمستثمر إستعادة رأس ماله خلال سنتين لجهة مزايا الإستثمار بالبلاد المتمثلة في العمالة الرخيصة والإعفاءات الضريبية، اضافة إلى عدم وجود قوانين معتدلة لاتقيد المستثمرين مثلما يحدث في بقية الدول الأخري”.

ويضيف عبد المنعم:” لذلك فإن المستثمرين يرحبون بالإستثمار في السودان لجهة إستعادة أموالهم بصورة سريعة جدا خلافا لما يحدث في بقية الدول حيث يكون العائد الداخلي ٥٪،مشيرا الي وجود فرص إستثمارية كبيرة”.
في حين، تقول مراسلة قناة الحدث لينا يعقوب، لـ”الراكوبة”، أن القناة عادة ما تتهم بأخبار السودان الإقتصادية في الأزمات مثل أزمة الخبز أو الوقود، وأضافت إن إهتمام القناة بالمواضيع السياسية في السودان.

ويفسر مراسل أخر، طلب حجب اسمه لجهة السياسة الداخلية للوكالة التي يعمل بها ولا تخول له التعليق، الاهتمامات بطريقة ثانية، إذ يعتقد ان ارتباط الملفات والقضايا هو ما يحدد اتجاهات النشر والاهتمام، بل يمضي المراسل وفق تلك السياسة وغالبا “ما لا يستطيع المراسل التجول في كل الجوانب بحرية بل هي مقيدة وفق المعطيات والأحداث الجارية التي تخضع أيضا للسياسة والاهتمام التحريري للوكالة أو الموقع”.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..